تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا أيضا من الحبر رضي الله عنه صرف للآية عن ظاهرها كليا، وذلك لأن الظاهر يفيد بحسب وضعه اللغوي معنى مستحيلا؛ مثل جعل الله تعالى جسما محيطا بالمخلوقات من كل الجهات بحيث يصير محيطا بهم إحاطة الصندوق بها فيه.

وقال ابن كثير في تفسير سورة البقرة: (والله محيط بالكافرين) محيط بهم بقدرته وهم تحت مشيئته وإرادته. اهـ

وهذا أيضا صرف عن الظاهر المستحيل، وتأويل للإحاطة الحسية بالإحاطة المعنوية بالقدرة والإرادة.

وفي قوله تعالى: ژ ? ? ? ہ ہ ہ ہھ ھ ھ ھ ے ے ? ژالنساء: 126

قال الطبري في تفسيره: يقول: ولم يزل الله محصيا لكل ما هو فاعله عباده من خير وشر، عالما بذلك، لا يخفى عليه شيء منه، ولا يعزب عنه مثقال ذرة. (جامع البيان، ج7/ص530)

وقال ابن كثير: أي: علمه نافذ في جميع ذلك، لا تخفى عليه خافية من عباده، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا اصغر من ذلك ولا أكبر ولا تخفى عليه الذرة لما تراءى للناظر وما توارى. (ج4/ص296)

وفي قوله تعالى: ژ ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ژفصلت: 54

قال الطبري: يقول تعالى ذكره: الا إن الله بكل شيء مما خلق محيط علما بجميعه وقدرة عليه، لا يعزب عنه علم شيء منه أراده فيفوته، ولكنه المقتدر عليه، العالم بمكانه. (ج20/ص463)

قال ابن كثير: ثم قال تعالى مقررا على أنه على كل شيء قدير وبكل شيء محيط وإقامة الساعة لديه يسير سهل عليه تبارك وتعالى: (الا إنه بكل شيء محيط) أي المخلوقات كلها تحت قهره وفي قبضته وتحت طي علمه، وهو المتصرف فيها كلها بحكمه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. (ج12/ص251)

فكل هذا صرف للإحاطة عن ظاهرها المستحيل، وتأويل لها تارة بالجمع وتارة بالإحاطة بالقدرة وتارة بالإحاطة بالعلم وغير ذلك، والقاسم المشترك بين جميع هذه التأويلات هو الإجماع على الصرف عن الظاهر المحال للإحاطة، ولو كانت الإحاطة الحسية جائزة على الله تعالى لما أجمع المفسرون على صرفها عن ظاهرها، فثبت المراد وهو أن صرف بعض الآيات عن ظواهرها المستحيلة واجب شرعا لأن حملها على ذلك الظاهر ينافي ثوابت العقيدة الإسلامية.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Jun 2010, 11:25 ص]ـ

بقي أن بعض الإخوة يورد بعض المغالطات كنسبة التشبيه لمن دفع عن الله تعالى ما يوهم التشبيه، ويكفي الرد عليه ببيان أن الله تعالى لما قال: (ليس كمثله شيء) لم يشبه نفسه بكل الأشياء قبل أن ينزه ذاته العلية، كذلك العلماء لما نزهوا الله تعالى عن مماثلة ومشابهة غيره لم يمثلوه أو يشبهوه بغيره قبل ذلك، وإذا لزم من تنزيه العلماء لذات الله تعالى سبق التشبيه في أذهانهم، لزم سبق تشبيه الله تعالى لنفسه قبل تنزيهها، وهذا باطل، فذلك باطل، فأرجو من الأخوة التأمل قبل إلقاء الكلام.

.

حبيبنا نزار

ربما أخذنا عليك نفس المأخذ

فنرى المغالطة في كلامك أعلاه ولا أزعم أنك تقصد المغالطة بل أنزهك عنها

فأنا لم أنسب التشبيه لأحد وإنما قلت إن الذي دفعك إلى التأويل هو تصورك للظاهر بتلك الطريقة التي لا شك أنها تفيد فهم التشبيه ولهذا تريد دفعه.

أما قولك إن الله لم يشبه نفسه بكل الأشياء قبل أن ينزه ذاته العلية

فأقول نعم الله لم يشبه نفسه ولكن ليدفع عنا المعاني الباطلة التي ربما تسللت إلى أذهاننا ليست مرادة من النص وليست هي ظاهره.

فالمقدمات والنتائج التي سقتها أخي الكريم لا أرى أنها صحيحة.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Jun 2010, 11:39 ص]ـ

وأيضا إذا ثبت الدليل من القرآن العظيم تلاشى تحسين العقول الناقصة وتقبيحها، فقد ثبت أن الله تعالى يضل من يشاء ويهدي من يشاء، وقد ضرب في القرآن من الأمثلة ما نص على أنه يضل به سبحانه كثيرا ويهدي به كثيرا، ولا شك أن كثيرا من الناس قد ضل بسبب فهم خاطئ لبعض الآيات القرآنية، وإلا فجميع الفرق الإسلامية الزائغة تستمد عقائدها من ظواهر الآيات القرآنية، لكن ضلالها جاء من حملها الآيات تارة على ظواهرها المحالة كالتي نبين هنا أن صرفها عن الظاهر المفيد بحسب وضعه اللغوي معنى محالا واجب، وتارة على معاني تناقض الظاهر الصحيح وتتعداه بلا موجب. فورود القرآن ببعض الظواهر الغير المرادة لله والتي يضل من تمسك بها أمر لا يشك فيه طالب فضلا عن عالم، وإلا فآية آل عمران تنص على ذلك نصا.

وهذا أمر يحتاج إلى تدقيق أخانا نزار

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير