ـ[خالد الصالح الناصر]ــــــــ[01 Jul 2010, 04:33 م]ـ
أخي الفاضل والله ما حصل الخلاف وظهرت الأقوال الباطلة إلا من بطون الكتب
وأما عامة الناس فقد فهموا القرآن كما فهمه الصحابة رضي الله عنهم وتعبدوا لله به
فلما ظهر التنظير والتشقيق بدعوى العلم ظهرت الانحرافات
أما مثالك الذي قدمته فلوقال العامي إن القاتل عمدا مخلد في النار فما يضيره هذا الكلام لو اعتقده
وإذا سأله الله قال يارب قلت بما أخبرتنا.
وربما أنك تعلم كلام أهل العلم في هذه الآية واختلافهم فيها فهي من الآيات التي أشكلت كثيرا على أهل العلم.
وعليه لو سئل العامي ما هو حكم القاتل العمد في الآخرة فأجاب:
جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا.
فهل تستطيع أن تقول كذبت؟
ولو سألته سؤالا آخر وقلت له: ألا يمكن أن يغفر الله له؟
فقال لك:
" إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا" سورة النساء (48)
ولو سألته سؤالا آخر فقلت:
لو أقتص منه في الدنيا؟
فقال لك الله يقول:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (178)
ثم سألته هل سيعافب في الآخرة؟
فقال لك
قال صلى الله عليه وسلم:
"بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ وَلَا تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ" رواه البخاري
ولو سألته هل سيذهب حق المجني عليه؟
فقال لك:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ"
ولو سألته سؤالاً آخر وقلت له: لو لم يقتص منه و تاب قبل موته هل تقبل توبته؟
فقال لك:
"وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) " الفرقان
فهل ستنكر من كلامه شئيا؟
لا أظنك.
وهل كان يحتاج إلى تأويلات وكلام فلان وفلان؟
أم أنه قد كفاه القرآن والسنة مباشرة؟
أفهم من كلامك أنك تريد ترك الناس يفهمون النصوص الشرعية على حسب تلقائيتهم وهو ما تسميه بالفطرة، وهذا تنظير خطير منك، ولا أدري كيف خفي عليك تحذير العلماء من تفسير كلام الله بغير علم، أم كيف خفي عليك جهود علماء الأمة في التأصيل لفهم كتاب الله وتحذيرهم من تفسيره بغير علم.
وما رأيك بموجب تنظيرك لو تُرك العامي أمام قول النبي صل1: (أفلح وأبيه إن صدق) كيف ستفهم فطرته هذا الحديث والتي جعلتها هي المستند لفهم نصوص الشريعة؟
كيف سيتعامل مع هذا القسم من النبي صل1 بقوله: (وأبيه)؟
هل ستتركه لفطرته ليجيز القسم بغير الله ويقع في مشكلات عقدية بسبب تنظيرك؟
يا أخي نصوص الشريعة لا يجوز أن يُترك فهمها مطلقا لعامة الناس، ولا يجوز أن يُشاع بين عامة الناس بل وحتى طلبة العلم بأن لهم الحق بأن يفهموا النصوص كيفما شاءوا.
هذه دعوى خطيرة جدا ستقحم الأمة بفهوم ومسالك خطيرة.
¥