تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فتأمل بارك الله فيك وأعد النظر في المسألة ولا تدفعك العاطفة لنسف جهود علماء الأمة وتسفيه آرائهم لمجرد رأي رأيته.والله الموفق.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Jul 2010, 05:42 م]ـ

يقول أخونا خالد:

"أفهم من كلامك أنك تريد ترك الناس يفهمون النصوص الشرعية علىحسب تلقائيتهم وهو ما تسميه بالفطرة، وهذا تنظير خطير منك"

سبق وأن ذكرت أن الفطرة السليمة والعقل الصحيح هو مستند دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس البشر، والذين آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم إنما اعتمدوا على فطرتهم وعقولهم لفهم خطاب الشارع " القرآن والسنة" ومن ثم تبين لهم الحق وبناء عليه شهدوا لله بالواحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة، ولم يحتاجوا إلى أكثر من ذلك.

فالمسألة ليس فيها تنظير خطير ولا غيره.

ويقول أخونا الحبيب خالد:

"ولا أدري كيف خفي عليكتحذير العلماء من تفسير كلام الله بغير علم، أم كيف خفي عليك جهود علماء الأمة فيالتأصيل لفهم كتاب الله وتحذيرهم من تفسيره بغير علم."

وأنا أقول: لم يخف علي شيء من ذلك ولله الحمد، ثم أنا لم أقل إنه يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله بغير علم، وإنما قلت لا يجوز لأحد أن يحمل نص الكتاب ما لا يحتمل من معانٍ باطلة ثم يعود ينزهه عنها.

ويقول أخونا خالد:

"وما رأيك بموجب تنظيرك لو تُرك العامي أمام قول النبي (أفلح وأبيه إن صدق) كيف ستفهم فطرته هذا الحديثوالتي جعلتها هي المستند لفهم نصوص الشريعة؟

كيفسيتعامل مع هذا القسم من النبيبقوله: (وأبيه)؟

هل ستتركه لفطرته ليجيز القسم بغير الله ويقع فيمشكلات عقدية بسبب تنظيرك؟ "

فأقول إن كان قد اطلع على قول النبي صلى الله عليه وسلم:

"أَلَا مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلَا يَحْلِفْ إِلَّا بِاللَّهِ " فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا " فَقَالَ لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ"

فلا شك أنه سيبحث عن حل لهذه المعضلة كما بحث الذين بلغتهم هذه الآحاديث.

وإن لم يكن قد بلغه الحديث فلن يعدم من ينبهه إلى ذلك ممن بلغهم الحديث وبهذا ينحل الإشكال.

ثم إنك أخي الكريم مع تقديري لك تأتي بأمثلة ربما خرجت بنا عن صلب الموضوع.

ويقول أخينا خالد حفظه الله:

"يا أخي نصوص الشريعة لايجوز أن يُترك فهمها مطلقا لعامة الناس، ولا يجوز أن يُشاع بين عامة الناس بل وحتىطلبة العلم بأن لهم الحق بأن يفهموا النصوص كيفما شاءوا.

هذه دعوى خطيرة جدا ستقحم الأمة بفهوم ومسالكخطيرة.

فتأمل بارك الله فيك وأعد النظر في المسألةولا تدفعك العاطفة لنسف جهود علماء الأمة وتسفيه آرائهم لمجرد رأي رأيته.واللهالموفق"

وأنا أقول:

كيف تمنع الناس من أمر الله تعالى أمرهم به:

"كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ"

فالتدبر مطلوب من كل أحد وليس حكرا على أحد، والتدبر طريق الفهم

وقال:

"وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"

واتباعه فرع عن فهمه.

وأما قولك " بأن لهم الحق بأن يفهموا النصوص كيفما شاءوا."

فأقول: لا، لهم الحق أن يفهموه كما أنزله الله.

والله قد قال:

"وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ"

ولهذا أقول لك أخي الكريم: أنا لست بصاحب دعوى خطيرة، ولا تخش على الأمة مني فلن أقحمها فيما تخشاه.

ثم أنا أخي الكريم لم تدفعني العاطفة لنسف جهود العلماء الأمة ولن أستطيع.

وأيضا فأنا لم أسفه أراء العلماء مطلقا مع أنك تقول إنها "أراء" وليست نصا معصوما.

فأرفق بي وبنفسك بارك الله فيك وعد بنا إلى أصل المسألة:

وهو الخلاف فيما ينسبه البعض لظاهر النص وهو ليس كذلك.

ـ[نزار حمادي]ــــــــ[01 Jul 2010, 06:17 م]ـ

الفطرة السليمة والعقل الصحيح

لا يجوز لأحد أن يحمل نص الكتاب ما لا يحتمل من معانٍ باطلة ثم يعود ينزهه عنها.

نقطتان في مشاركتك الأخيرة تستدعي الانتباه أبا سعد:

ـ النقطة الأولى هو إقرارك بلزوم إعمال العقل في فهم الشريعة. وهذا يرد على مسألة الاكتفاء بالفطرة التي تدندن عليها في كل مرة.

ـ أما النقطة الثانية فهي سلبية جدا حيث أصبحت مشرعا تأمر وتنهى، فنراك تحرم على العلماء تنزيه الله تعالى عن المعاني الباطلة التي يتوهمها البعض من بعض ظواهر النصوص الشريعة. فهل لديك دليل شرعي من كتاب أو سنة على هذا التحريم؟؟ فقد حكمت ضمنا على كبار العلماء كالطبري وابن كثير وغيرهما بارتكاب المحرمات بتنزيه الله تعالى عن بعض الظواهر التي لا تليق بجلاله.

ثم كيف تتهم العلماء بحمل النصوص على المعاني الباطلة قبل التنزيه؟؟ فإن كلمة الحمل يفهم منها تبني ذلك المعنى الباطل قبل التنزيه عنه، وهم لم يتبنوه، ولكنهم يحذرون من عساه أن يقع فيه، وكم وقع الناس العوام خاصة في معاني محظورة لولا بيان العلماء لضرورة عدم اعتبارها وعدم حمل النصوص عليها.

لا تتمادى كثيرا في اللجاج يا أبا سعد .. فقد سلكت سبيلا مسدودة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير