تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ملاحظة: إن تفسير الفخر الرازي مفاتيح الغيب من الكتب التي احتوت الغث والسمين لأن الفخر الرازي رحمه الله وقع في كتابه هذا في تعطيل صفات الله سبحانه وتعالى وهذا خلال منهج القرآن والسنة وسلف الأمة فلا ينبغي أن يقرأ فيه إلا عالم أو طالب علم متمكن كما هو معلوم إذ لا يفرق بين غثه وسمينه إلا العالم بالغث والسمين.

قوله تعالى: (عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ) (2)

عن الخبر العظيم الشأن الكبير القدْر الهائل المفظع الباهر عن البعث بعد الموت يوم القيامة

والعلماء على اربعة اقوال في تفسير النبأ العظيم الأول انه البعث بعد الموت أيْ يوم القيامة وهو قول الجمهور والثاني القرآن والثالث بعثة النبي عليه وآله الصلاة والسلام والرابع جميع الثلاثة والراجح أنه البعث بعد الموت لثلاثة أمور:

الأول: أن الله ذكر اختلاف المشركين بين مصدق ومكذب في النبأ العظيم بعد أن ذكره في قوله {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ} (3) سورة النبأ وهم لم يختلفوا بين مصدق ومكذب في القرآن ولا في بعثة النبي فكلهم يكذب بالقرآن وبعثة النبي وإنما اختلفوا بين مصدق ومكذب في البعث يوم القيامة وأدلة ذلك في القرآن ذكرها العلماء وستأتي على لسان بعضهم.

الثاني: لأنه سبحانه جاء بعد ذكره النبأ العظيم بدلائل وبراهين البعث الأربعة كلها وإنما استدل سبحانه بهذه الأدلة لِمَا ذُكِرَ قبلها وهو النبأ العظيم ولَمَّا كانت أدلة للبعث وأنها أدلة لَمَّا مر ذكره قبلها لزم أن يكون ما ذكر قبلها (الذي هو النبأ العظيم) هو البعث ولا شك وهذه الأدلة كثيرة الدوران والتكرار في القرآن، وعقبها بالنص على يوم الفصل صراحة أما الأدلة الأربعة للبعث يوم القيامة فأولها خلق السماوات والأرض، فيستدل بخلق السماوات والأرض على البعث، (ففي سورة النبأ قال سبحانه: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) (12) سورة النبأ) ووجه هذا الاستدلال: أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس، وثانيها أحياء بعض الموتى في الدنيا ففي سورة عمَّ شيء مشابه لهذا، ألا وهو: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} [النبأ:9]، فالنوم موت أصغر وثالثها إحياء الأرض بعد موتها ففي سورة النبأ قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) سورة النبأ)، فالذي أحيا الأرض بعد موتها سيحيي الموتى أيضاً فمن قدر على ذلك قدر من باب الأولى على هذا، اورابعها بيان القدرة على الخلق الأول من العدم، وهو الاستدلال على البعث بأن الذي خلقك أول مرة قادر على أن يعيد خلقك، فالذي صنع شيئاً أول مرة قادر على إعادة صنع هذا الشيء مرة أخرى، (ففي سورة النبأ قال تعالى: (وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) سورة النبأ وسيأتي تفصيل هذا في كلام العلماء وهذه الأدلة الأربعة مجتمعة في قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)} [النبأ: 6 - 16] ثم عقبها مباشرة بالنص على يوم الفصل صراحة بقوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19)} [النبأ: 17 - 19] الآيات.

الثالث: ويؤكذ ذلك كثرة إنكارهم وشدة اختلافهم في البعث لسخافة عقولهم أكثر منهم في البعثة، وفي القرآن، فقد أقر أكثرهم ببلاغة القرآن، وأنه ليس سحراً ولا شعراً، كما أقروا جميعاً بصدقه عليه السلام وأمانته، ولكن شدة اختلافهم في البعث.

وهذا البيان والله المستعان:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير