تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فأقول إنه قول ضعيف جدا وباطل إذ ان المخاطَبين في ألاية عقلاء وهم المشركون فجعل ذلك يعم غيرهم من غير العقلاء من نبات وحيوان وجماد لا يصح في موضع الإستدلال لأن غير العقلاء ليسوا مخاطبين مع المشركين كما هو ظاهر ثم إن غير العاقل لا يفهم الخطاب بموضع الإستدلال ولذلك لا يصح أن يكون الخطاب بموضع الإستدلال لغير العاقل! وممن ضعف هذا القول العلامة المحدث الشوكاني في تفسيره فتح القدير (5/ 364) إذ أسبقه بأحد صيغ التمريض لدى المحدثين (قيل) إذ يقول الشوكاني: (وقيل يدخل في هذا كل زوج من المخلوقات من قبيح وحسن وطويل وقصير) (إنتهى)

والظاهر أن الرازي يذهب لهذا القول في تفسيره مفاتيح الغيب (31/ 7): (قوله تعالى وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْواجاً وفيه قولان الأول المراد الذكر والأنثى كما قال وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالاْنثَى (النجم 45) والثاني أن المراد منه كل زوجين و (كل) متقابلين من القبيح والحسن والطويل والقصير وجميع المتقابلات والأضداد كما قال وَمِن كُلّ شَى ْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ (الذاريات 49) وهذا دليل ظاهر على كمال القدرة ونهاية الحكمة حتى يصح الابتلاء والامتحان فيتعبد الفاضل بالشكر والمفضول بالصبر ويتعرف حقيقة كل شيء بضده فالإنسان إنما يعرف قدر الشباب عند الشيب وإنما يعرف قدر الأمن عند الخوف فيكون ذلك أبلغ في تعريف النعم) (إنتهى)

قلت ظاهر كلام الرازي في القول الثاني يشمل غير العاقلين من نبات وحيوان وجماد لأن الرازي قال في القول الثاني: (أن المراد منه كل زوجين .... إلى أن قالوجميع المتقابلات والأضداد، كما قال: {وَمِن كُلّ شَيْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [الذاريات: 49]) ومعلوم أن قوله كل زوجين وايضا قوله جميع المتقابلات وكذا استدلاله بقوله تعالى (ومن كل شيء) الآية يدخل فيه غير المخاطَبين من حيوان ونبات وجماد وغيره فهم غير مخاطبين في الآية مع المشركين! ثم كيف يصح الخطاب في موضع الإستدلال لغير العاقل من نبات وحيوان وجماد إذ غير العاقل لا يعقل الدليل! فهو بعيد جدا لأنه لأن الله عز وجل خاطب المشركين قائلا: (وخلقناكم) أي انتم وليس مراده غيرهم من كل شيء! إلا أن يكون مراد الرازي القول الأول واستدل بآية أعم منه له فالله أعلم إذ لا يصح أن يكون معناه خلقه لكل شيء ليعم غيرهم اصناف المخلوقات من حيوانات ونباتات وغير ذلك فهو في غاية الركاكة ويتنزه الله عن ان يريده إذ المراد أزواجا من جنس المخاطَبين بالتهديد والوعيد وهم المشركين اي من الناس فالمراد ازواجا اصنافا ذكورا واناثا والوانا اسود وابيض واحمر واصفر وأسمر وقبيح وجميل وقصير وطويل وكبير وصغير وما اشبه ذلك.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jul 2010, 02:48 م]ـ

أخي العزيز عمر الزهيري وفقه الله وحياه أخاً عزيزاً وطالبَ علمٍ منتفعاً بما يقرؤه في هذا الملتقى من نفائس أنفاس الباحثين. وقد سعدتُ بانضمامكم إلى هذا الملتقى كثيراً، وقرأتُ في تعريفك بنفسك ما أسعدني وأثلج صدري، وأسأل لي ولك ولجميع الإخوان والأخوات الثبات على الحق حتى الممات.

وأما ما أشرتم إليه في هذه البداية التي ترغبون أن تكون مشروعاً لتفسير القرآن فأطمئنك أخي العزيز عمر أن علم التفسير محفوظ وأصوله منضبطة، وقواعده متينة، والعلماء المخلصون قائمون على خدمته منذ بدأ حتى اليوم، وحفظ الله لكتابه يشتمل على حفظ بيانه وفهمه، وأقترح عليك أن يكون مشروعك هذا خاصاً بك على جهازك الحاسوبي، تجمع وترتب وتنقِّح، وتنتفع به لنفسك أولاً، وما يشكل عليك في طريقك فضعه بين يدي الزملاء في الملتقى للنقاش والاستفسار. حيث إن مشروعاً كهذا لا يناسبه أن يطرح بهذه الطريقة من وجهة نظري المتواضعة، والرأي لكم أخي العزيز.

أسأل الله أن يوفقك ويزيدك علماً وحرصاً على طلبه، وأن يكتب أجرك على هذه النية الصادقة، والهمة العالية.

ـ[عمر الزهيري]ــــــــ[09 Jul 2010, 09:09 ص]ـ

شكرا لكم أخي الفاضل عبد الرحمن الشهري على ما ذكرتم وأسأل الله لكم البركة في القول والعمل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير