تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما بالنسبة لمشروعي هذا فلا شك أني لم انهيه وعدله بين حين وآخر وأضيف عليه تفسير آيات أخرى وهكذا إلى أن أكمله إن شاء الله فهو مسودة ولي من طرح هذه مسودة هذا المشروع بهذه الطريقة أربعة أغراض الأول أن أحصل على الأجر من الله فلا أدري قد أموت ولا يكون بين يدي من يريده والثاني التنبيه من المختصين على الأخطأ التفسيرية والمغيرة للمعنى والثالث أن أحفظه من الضياع فقد يحصل خلل في جهازي يوما ما وتكون الحسرات عظيمة والرابع بوضعي له في منتداكم المبارك أكون قد جعلته محفوظاً لي فلا يسرقه غيري فيقول وإن سرقه غيري ونسبه إلى نفسه يَسْهُلُ فضحه من خلال منتداكم وأني أكتبه فيه خاصة وأنه منتدى معروف مشهور في علم التفسير وأيضا من المعلوم أن كل منتدى يحتفظ بنسخة مما يُكتَب فيه فلهذا كله أود أن أكمل هنا بوركتم وأود أن تتحملوني وتعينوني بتعليقاتكم حين تجدون الوقت لذلك.

أخي الشهري إني والله في غاية الحرج لأني أخالفكم لما سبق ذكره من أغراض وأرجو أن تسامحني في هذا الشأن فإني أريد الإستمرار بكتابة المسودة هنا في منتداكم بوركتم وإنك خيرتني في ذلك بقولك والرأي رأيكم فأقول ولكن جزاكم الله خيرا على إتاحة الفرصة فسامحني إن كنت أخطأت في نظركم.

وعوداً إلى المسودة هذا تفسير الآية التي توقفنا عندها

قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) (9)

يقول تعالى: وجعلنا نومكم في ليلكم ونهاركم قَطْعاً لحركتكم وسكوناً وهدوئاً راحةً لأبدانكم كأنكم أموات لا تشعرون، وأنتم أحياء لم تفارقكم الأرواح

فائدة: إن ما ذهبنا له من أن النوم في الآية هو في الليل والنهار لأنه يحصل واقعا في نوم القيلولة أو لحاجة بعض أصحاب الأعمال الليلية إليه ولذلك قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) (23) سورة الروم فإن قيل كيف وقد قال تعالى بعد ذلك (والنهار معاشاً) فالمناسب ان المراد بالنوم هنا هو النوم بالليل فنقول ليس الأمر كذلك فالنهار معاشاً هذا في غالب أحوال الناس فإن من الناس من يعتاش ويعمل في الليل كالشرطة والحرس ونحوهم وإنما قال تعالى (والنهار معاشاً) من باب الغالب الأعم من الناس ولا ينافي إرادته سبحانه من النوم المذكور قبله النوم في الليل والنهار.

للعلماء في تفسير الآية أقوال: أولها أن السبات هنا هو قطع الحركة والسكون لتحصل الراحة للأبدان وثانيها: انه الموت وثالثها الجمع بينهما وثالثها: السبات التمدد والمراد النوم الطويل الممتد غير المتقطع الذي لا يفي بالغرض ولا يريح البدن والرابع: النوم الخفيف على أن المعنى جعلنا نومكم نوما خفيفا غير ممتد فيختل به أمر معاشكم ومعادكم والخامس وجعلنا نومكم نوماً متقطعاً لا دائماً.

والراجح الجمع بين الأول والثاني لثلاثة أمور:

الأول: أنه لا تعارض بينهما لغة ولا شرعا بل دل عليهما اللغة والشرع ولذا فالجمع بينهما أولى من الأخذ بأحدهما ففي اللغة من معاني السبات الموت إضافة لمعنيي قطع الحركة والراحة ففي لسان العرب - (2/ 36) (سبت) قال ابن منظور: (والسَّبْتُ الراحةُ وسَبَتَ يَسْبُتُ سَبْتاً اسْتَراحَ وسَكَنَ ... إلى أن قال ابن منظور: والسُّباتُ النَّومُ وأَصْلُه الراحةُ تقول منه سَبَتَ يَسْبُتُ هذه بالضم وحدها ابن الأَعرابي في قوله عز وجل وجَعَلْنا نومَكم سُباتاً أَي قِطَعاً والسَّبْتُ القَطْع فكأَنه إِذا نام فقد انقطع عن الناس وقال الزجاج السُّباتُ أَن ينقطع عن الحركة والروحُ في بدنه أَي جعلنا نومكم راحة لكم) إنتهى وفي الصحاح (2/ 131) قال الجوهري: ([سبت] السبت: الراحة. إلى أن قال الجوهري: والسبات: النوم، وأصله الراحة. ومنه قوله تعالى: (وجعلنا نومكم سباتا)) إنتهى وفي مختار الصحاح - (1/ 326) قال: ([سبت] س ب ت: السَّبْتُ الراحة والدهر وحلق الرأس وضرب العنق ومنه يسمى يوم السبت لانقطاع الأيام عنده وجمعه أسْبُتٌ و سُبُوتٌ و السَّبْتُ أيضا قيام اليهود بأمر سبتها ومنه قوله تعالى {يوم سبتهم شرعا ويوم لا يَسْبِتُون} وباب الأربعة ضرب و أسْبَتَ اليهودي دخل في السبت و السُّبَاتُ النوم وأصله الراحة ومنه قوله تعالى {وجعلنا نومكم سباتا} وبابه نصر و المَسْبُوتُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير