تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الميت والمغشي عليه) إنتهى وفي القاموس المحيط (باب التاء فصل السين) قال الفيروزآبادي (السَّبْتُ: الرَّاحةُ والقَطْعُ والدَّهْرُ وحَلْقُ الرأسِ وإرْسالُ الشَّعَرِ عن العَقْصِ وسَيْرٌ للاْ بِلِ) وفي نفس المصادر هذه نصوا على أن من معاني السبات الموت فقال كل من صاحب لسان العرب وصاحب الصحاح في الصفحة 133 وصاحب مختار الصحاح: (والمَسْبُوتُ المَيِّتُ والمَغْشِيُّ عليه.) وقال صاحب القاموس والمَسْبوتُ: المَيِّتُ.) إنتهى

وفي الشرع صرح الله أن النوم وفاة فالنوم موت كما قال الله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [الزمر:42] وقال أيضاً: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (60) سورة الأنعام، وعبر النبي عليه الصلاة والسلام عن النوم بالموت فكان النبي عليه الصلاة والسلام يقول عند استيقاظه من النوم: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) رواه البخاري في صحيحه ح 5837 و 5839 و 6845 و 5849 عن حذيفة ورواه ايضا في صحيحه ح 5850 و 6846 عن أبي ذر ورواه مسلم في صحيحه ح 4886 عن البراء بن عازب وقال صلى الله عليه وآله وسلم (النوم أخو الموت و لا ينام أهل الجنة) وهو حديث صحيح خرجه الألباني في السلسلة الصحيحة المجلدات الكاملة ح 1087) فالنوم موتٌ أصغر ووفاةٌ صغرى كما قال العلماء لما سبق من الأدلة ولأنه شبيه بالموت الأكبر لِما بينهما من المشاكلة التامة في انقطاع أحكام الحياة إذ يشتركان في صفات معلومة منها ظاهر في الواقع كعدم الحركة والكلام وكذلك فالنوم شبيه بالسبات جدا ولذلك وصفه الله بانه سبات في هذه الآية لاشتراكه معه أيضا في صفة السكون وعدم الحركة والكلام قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ الله عَلَيْكُمُ الليل سَرْمَداً إلى يَوْمِ القيامة مَنْ إله غَيْرُ الله يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُون قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ الله عَلَيْكُمُ النهار سَرْمَداً إلى يَوْمِ القيامة مَنْ إله غَيْرُ الله يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الليل والنهار لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص: 7173] وبالتالي فالنوم والسبات والموات متشابهة جدا لأشتراكها بانقطاع الحركة والكلام فلا تعارض بين المعنيين البتة! ولذا قال الألوسي في تفسيره (روح المعاني) (30/ 7): (وجعلنا نومكم سباتا أي كالسبات ففي الكلام تشبيه بليغ كما تقدم والمراد بالسبات الموت وقد ورد في اللغة بهذا المعنى ووجه تشبيه النوم به ظاهر وعلى ذلك قوله تعالى وهو الذي يتوفاكم بالليل وهو على بناء الأدواء مشتق من السبت بمعنى القطع لما فيه من قطع العمل والحركة ... إلى أن قال الألوسي: واختار المحققون كون السبات هنا بمعنى الموت لأنه أنسب بالمقام كما لا يخفى) إنتهى قلت والألوسي ممن يقول بالقول الثاني والصحيح الجمع بين القولين فالنوم شبيه بالسبات والموت وسيأتي مزيد تفصيل أن ذلك مناسب للمقام ففي كون النوم سباتا اي انقطاعا للحركة وإحياء الله لنا منه باستيقاظنا منه إشارة إلى أن النوم كالموت الأكبر ففيه الدليل لقدرة الله عز وجل على إحياء الموتى يوم القيامة وبعثهم فإن قيل الموت ليس راحة دائما فقد يكون عذابا وقد يكون نعيما فهو ليس سباتا فنقول لا شك أن من معاني السبات في الآية هنا الراحة ولَمْ نقل نحن ان السبات مماثلا للموت الأكبر وإنما هما متشابهان في بعض الصفات كعدم الحركة والسكون كما أن النوم مشابه لهما في عدم الحركة والسكون ففي تشبيه النوم بالسبات وإحيائنا منه تنبيه على قدرته على إحيائنا من سباتنا الأكبر الذي هو الموت فتأمل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير