تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الثالث: هو أن اللهو يقصد به الإحماض، كما ينقل عن ابن عباس أنه قال: أحمضوا. ونقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: روحوا القلوب ساعة فساعة، رواه الديلمي، عن أنس مرفوعا، ويشهد له ما في مسلم: يا حنظلة، ساعة وساعة، والعوام يفهمون منه الأمر، بما يجوز من المطايبة، والخواص يقولون: هو أمر بالنظر إلى جانب الحق ـ فالترويح به لا غير، فلما لم يكن قصدهم إلا ألإضلال لقوله: ليضل عن سبيل الله كان فعله أدخل في القبح.

· قال الدكتور وهبة الزحيلي في التفسير المنير لهو الحديث: ما يلهي منه عما يعني ويفيد، من الحكايات والأساطير، والمضاحك، وفضول الكلام، وكتب الأعاجم، والجواري والقينات. واللهو: كل باطل، ألهى عن الحق، والخير

· قال هود بن محكم الهواري – من علماء القرن الثالث - في تفسيره كتاب الله العزيز: قوله {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} يعني الشرك، وهو قوله: اشتروا الضلالة بالهدى. أي اختاروا الضلالة على الهدى، وقتال بعضهم: استحبوا الضلالة على الهدى. قال بعضهم يختار باطل الحديث على القرآن. قال: ليضل عن سبيل الله: أي عن سبيل الهدى، وهو سبيل الله ... ويتخذها هزوا. أي ويتخذ آيات الله، أي القرآن هزوا.

قال: وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا. أي عن عبادة الله، جاحدا لآيات الله، ...

· قال القنوجي في فتح البيان في مقاصد القرآن: لهو الحديث: وهو كل باطل يلهي، ويشغل عن الخير من الغناء والملاهي والأحاديث المكذوبة، والأضاحيك، والسمر بالأساطير، التي لا أصل لها، والخرافات والقصص المختلفة، والمعازف والمزامير، وكل ما هو منكر ... قال الحسن: لهو الحديث المعازف والغناء، وروي عنه أنه قال: هو الكفر والشرك. وفيه بعد، والمراد بالحديث الحديث المنكر والمعنى يختارون حديث الباطل على حديث الحق .... إلى أن قال: ليضل عن سبيل الله: اللام للتعليل، ... أي ليضل غيره عن طريق الهدى، ومنهج الحق، وقرئ بفتح الياء أي ليضل هو في نفسه ويدوم، ويستمر ويثبت على الضلال. ثم قال: فأفاد هذا التعليل أنه إنما يستحق الذم من اشترى لهو الحديث لهذا المقصد، ويؤيد هذا سبب النزول.

· قال القاسمي: ومن الناس ... تعريض بالمشركين، وأنهم يستبدلون بهذا الكتاب المفيد الهدى والرحمة والحكمة ما يلهي من الحديث عن ذلك الكتاب العظيم. ليضلوا أتباعهم، عن الدين الحق.

القاسمي هو من يعتمد عليه جل علمائنا على تقليد المفتي، استدلالا بقوله تعالى {فاسألوا أهل الذكر} وهو أول من قال بذلك، وقد توفي سنة 1330، وإلا فكل من سبقه من المفسرين يقولون إن أهل الذكر هنا يعني أهل الكتاب ... وهذا من الأخذ عن الشيوخ دون تمحيص ولا تفكير، مجرد استنساخ. وقد نص ابن عباس على أن أهل الذكر هم (أهل القرآن) فتأمل قولهم: ما أنت إلا قارئ، واحكم، مع أني لا أوافقه رضي الله عنه في قوله هذا، وقد رده ابن كثير أيضا، ولكن أردت فقط أن أرد عليهم بقول صحابي، فليتهم يعقلون!

· قال المظهري في تفسيره: بعد ذكر المعلوم من التفسير فيها ... قلت مورد النص وإن كان خاصا وهو الغناء أو قصص الأعاجم، لكن اللفظ عام، والعبرة بعموم اللفظ لا لخصوص السبب، ومن هنا قال قتادة هو كل لهو ولعب، وقال الضحاك هو الشرك. ثم ذكر أحاديث تحريم الغناء والمعازف ثم قال: والأحاديث الموجبة لحرمة الغناء مخصوصة بالبعض لورود أحاديث أخر دالة على الإباحة، فحملنا أحاديث حرمة الغناء على ما كان منه على قصد اللهو لا لغرض مشروع داعيا إلى الفسوق، فلنذكر الأحاديث الدالة على إباحة الغناء، فذكر منها حديث الربيع بنت معوذ الذي فيه وفينا نبي يعلم ما في غذ .... وحديث إن الأنصار يعجبهم اللهو ... وحديث أعلنوا هذا النكاح .... يا عائشة ألا تغنين فإن هذا الحي ... رواه ابن حبان ... ,,,فإن رخص لنا في اللهو عند العرس ... وحديث الجاريتين، إلى أن قال: فظهر أن المحرم من الغناء ما يدعو إلى الفسق ويشغل عن ذكر الله، وما ليس كذلك فليس بحرام ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير