تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكن أخي الحبيب الشّيخ أبا سعد -حفظه الله ورعاه- لا تجزع!

فهذه من طبائع الأشياء، ومن طبائع البشر.

نتمنّى جميعاً أن نرتقي لنصبح ملائكة؛ ولكن هيهات هيهات.

أوما تذكر كيف كان العرب قديماً؟

من أجل ناقة - وإن لم تكن مجرّد ناقة، والنّاقة هي القشّة الّتي قصمت ظهر البغي- أو غبراء تسبق داحساًً، أو رجلٍ أحمق يضع رجله في الطّريق متحدّياً المارّة، فيأتي أحمق منه فيقطعها، فيقتله قوم المقطوعة رجله، فتثور العداوة من أجل هذا الحمق سنوات طوالاً.

وعصرنا مليء بالحماقات الدّمويّة؛ حتّى يأتي الزّمان الّذي حدثّنا عنه حبيبنا صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله:

لا يدري القاتل فيم قَتَلَ، ولا المقتول فيم قُتِلَ.

ولسنا بدعاً من القوم؛ فدماؤنا منهم. ولو ملك المتعصّبة السّلاح لربّما قتلوا خصومهم من أجل رأي يرونه معتقداً لهم.

أما رأيت عند الكلام على الإيجابيّات والسّلبيّات كيف يغمض أولئك أعينهم عن رؤية الإيجابيّات؛ يريدونه مجتمعاً مثاليّاً ملكيّاً خالصاً خالياً من أيّ شيء. وهيهات. مجتمعاً هو مجتمع المدينة الفاضلة الّتي حلم بها الفلاسفة قديماً وما يزالون.

ولا حبيبنا ابن عبد الله صلّى وسلّم عليه الله فعل هذا في خير خلق الله بعد الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام.

لأنّ واقعيّة الإسلام تجعله لا ينظر إلى ملكيّة المجتمع ولو كان أطهر مجتمع وأعظم عصر، ولا إلى شيطانيّته ولو كان أنجس مجتمع وأسوأ عصر.

وأحمد لله الحكيم عزّ وجلّ إذ لم يجعل وكلاء عنه يحاسبون خلقه.

ولكن في النّهاية يا أخاه من كانت نيّته خالصة لله تعالى فإنّه سبحانه يوفّقه للتّعلّم من هذه الحوارات؛ مهما بلغت قسوتها، وشدّتها، وسوء أدب من لا يعرف الأدب، ولا ذاق طعمه يوماً.

ومن كانت نيّته الكتابة المجرّدة، والتّعالم على الخلق، والتّدليس على العلماء؛ بإضافة أقوال أو أشياء لم يلفظها العالم الكبير الّذي يراه كبيراً فيختبئ خلفه؛ فسيكشف الله ستره، ويفضحه على رؤوس الخلائق.

فإنّ الجزاء من جنس العمل.

حفظكم الله شيخنا الحبيب أبا سعد ورفع قدركم في الدّنيا والآخرة وإيّانا

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jul 2010, 02:50 م]ـ

جزاك الله خيرا دكتور نعيمان على هذه اللفتات الجميلة التي تدل على نظرة شمولية غابت عن أذهان الكثيرين

ما تفضلت به حقيقة قد قررها القرآن

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) فاطر (32)

ومع تقرير هذا الحقيقة القرآنية

فإن الله قد شرع لنا ما يكفل لنا الوصول إلى المرتبة العليا

"وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"

والله تعالى قد رسم لنا في كتابه وشرع على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم منهجا في التعامل مع

الإيجابيات والسلبيات قد أغفله الكثير منا فوقعنا في ما وقعنا فيه من الخلل حيث أصبحنا

نضخم السلبية التي في وزن الحبة حتى تصبح في وزن الجبل بحيث لا يصبح هناك مكان للحديث عن الإيجابيات.

نحن نفتقد إلى فقه

تعزيز الإيجابيات

وعلاج السلبيات

نحن نحفظ أكثر مما نفهم

وصدق النية وبذل السبب الصالح كفيل بالإيصال إلى الغاية

(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت (69)

وفقكم الله أخانا الكريم نعيمان ولا حرمنا من الانتفاع بطرحكم الموفق

وجعل عملنا وعملكم خالصا لوجهه الكريم

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Jul 2010, 10:41 ص]ـ

الإخوة الأفاضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي ملاحظتان متعلقة بموضوعي هذا

الأولى

نقله إلى الملتقى المفتوح مع أن مكانه الأول الملتقى العلمي للتفسير هو الأليق به.

الملاحظة الثانية

لم أرى أحدا من الإخوة الأفاضل سوى الدكتور نعيمان تناول الموضوع مع أن طلبي يركز على جانب مهم في علم التفسير وهو قواعد وأصول التفسير وطرق الاستدلال

فهل هو عجز عن النقد؟

أو أن الموضوع لا يستحق؟

أو .... ؟

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2010, 05:40 ص]ـ

الإخوة الأفاضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي ملاحظتان متعلقة بموضوعي هذا

الأولى

نقله إلى الملتقى المفتوح مع أن مكانه الأول الملتقى العلمي للتفسير هو الأليق به.

نعتذر إليك، وقد أعيد إلى الملتقى العلمي فهو أولى به كما تفضلتم.

الملاحظة الثانية

لم أرَ أحدا من الإخوة الأفاضل سوى الدكتور نعيمان تناول الموضوع مع أن طلبي يركز على جانب مهم في علم التفسير وهو قواعد وأصول التفسير وطرق الاستدلال

فهل هو عجز عن النقد؟

أو أن الموضوع لا يستحق؟

أو .... ؟

كلا فالموضوع مهم حقاً، وهو من دقائق علم أصول التفسير، ولا بد للمتخصصين من العناية به.

ولكنني - شخصياً - لم أشأ التعليق على هذا الاستدلال لطول الموضوع من جهة والحاجة إلى التأمل في الأدلة، ولعل هذا يتاح له وقت أوسع فالموضوع غير عاجل لولا هذه الجلبة التي أثيرت حوله مؤخراً. وفي العموم أرى أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه الطبيعي، والإعلام دأبه تضخيم مثل هذه الأمور حتى تكون شغل الناس الشاغل، وقد خاض في الأمر أناس بحق وبباطل، ووقع فيه من الزلل والتعدِّي والظلم الشيء الكثير، والمسألة في النهاية مسألة علميَّة قديْمة لا جديد فيها، والباحث عبدالله بن يوسف الجديع قد ناقش هذه المسألة في كتابه حولها، وغيره مِمَّن أيَّدَهُ أو خالفه.

أكرر أن مناقشة الموضوع من الوجهة التي ذكرها أخي أبو سعد الغامدي تهمنا في ملتقى أهل التفسير ولعل بعض الزملاء ممن يجد وقتاً يتولى إكمال هذا الموضوع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير