تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد نصيف]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:07 ص]ـ

أوافق ابا عبد الله في كل ما قال وأوافق أبا سعد في أن العبرة بنقد طريقة الاستدلال - إن كان فيها خلل -، وإلا فلا اعتراض على اجتهاد مبني على منهج سليم.

ـ[أبو صفوت]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:16 ص]ـ

إن مناقشة مثل هذه المسألة تفتح لطالب العلم في هذا الملتقى باباً جيداً من العلم بأصول تفسير القرآن الكريم ينبغي عليه أن يعتني به حتى لا يقع في سوء الفهم من حيث لا يشعر، وقد أردت الوقوف مع هذه المقالة للشيخ عادل الكلباني وفقه الله من وجهة نظرٍ تتعلق بمنهج الاستدلال، ومراعاة قواعد التفسير، دون تعريج على غير ذلك. وقد لونت كلام الشيخ الفاضل باللون الأخضر

من خلال قراءتي لهذا المقال الذي نقله هنا الأستاذ أبو سعد الغامدي اتضح لي ما يلي

أقام الكاتب الفاضل دعواه على خمس دعاوى منقوضة بيانها كالتالي:

1) أن الحجة من الله تبلغنا بسماع كلامه لا بتفسيره

2) عدم تفريقه بين مقام التفسير للآية ومقام الاستشهاد بها

3) دعوى التلازم بين شدة الحرمة وأسبقيتها.

4) دعواه خصوصية الآية بالكفار وعدم دخول المسلمين فيها.

5) دعواه توقف صحة التفسير بالمثال على ثبوته في الكتاب أو السنة أو لغة العرب

تفنيد الدعاوى والرد عليها

1. أن الحجة من الله تبلغنا بسماع كلامه لا بتفسيره.

وهذه دعوى عريضة لا يستطيع الكاتب الوفاء بها ولا التزامها ساعة التعامل مع آيات القرآن الكريم؛ لما يلي

أ) ليست كل حجة تقوم بمجرد سماع ألفاظها بل هي على قسمين:

الأول: أن تقوم الحجة بمجرد الاستماع إليها لوضوح المراد منها بالنسبة للسامع.

الآخر: أن تفتقر الألفاظ المحتج بها إلى بيان وإيضاح فلا تقوم الحجة بمجرد استماعها

ثم إن الحجة لا تنتج مقصودها إلا ببيانها وتوضيحها وتفسير ألفاظها، فمقام إقامة الحجة تابع لمقام التفسير.

وسياق الآية التي استند إليها وهي قوله تعالى (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) يؤيد ما أسلفنا، فقد نص المفسرون على أن ذكر السماع في الآية والاقتصار عليه لأحد أمرين:

إما لكون السامع من أهل الفصاحة فيكون مجرد استماعه كاف في قيام الحجة عليه

وإما لكون المقصود بالسماع السماع المنتج للفهم لا مجرد السماع

قال ابن كثير (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} أي: [القرآن] تقرؤه عليه وتذكر له شيئًا من [أمر] الدين تقيم عليه به حجة الله) وكلامه – رحمه الله - ظاهر في أن الحجة لم تقم بمجرد السماع، بدلالة قوله (وتذكر له شيئا من أمر الدين تقيم عليه به حجة الله)

وقال الآلوسي (والاقتصار على ذكر سماع لعدم الحاجة الى شىء آخر في الفهم لكونهم من أهل اللسن والفصاحة)

ب) لو قلنا بمطلق هذا الكلام، وأطلقناه على عواهنه - كما فعل الكاتب هنا - فما فائدة البيانات النبوية التي وردت في السنة و التي يسلم الكاتب بكونها بيانا للكتاب وما فائدة تفسير الصحابة ومن بعدهم للقرآن، وما فائدة هذا الإرث الضخم من كتب المفسرين

ج) أننا نحاكم الكاتب إلى قوله ونطلب منه أن يبين لنا كيف يفسر أمثال هذه الآيات بمجرد السماع دون رجوع إلى شيء آخر:

قال تعالى (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى)

وقال تعالى (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس)

وقال تعالى (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم)

د) يلزم من كلامه إهمال تفسير السلف أو على الأقل إعماله حيث لا يخالف ما نراه أو فيما يواكب عصرنا، وأما ما عدا ذلك فلا، ولسنا بحاجة إلى تفصيل الكلام في تفسير السلف وحجيته، وما أظن الكاتب الفاضل يخالف في حجيته لكنها لوازم تلزم من كلامه.

2. دعواه أن من أخطاء التفسير أن تؤخذ الكلمة من سياقها، ويبنى الحكم على ذلك، فلو قرأت قوله تعالى {فويل للمصلين} ووقفت، كان المعنى تهديدا للمصلين ووعيدا، ولا ريب أن هذا عكس المراد تماما، فلا يستقيم المعنى إلا بإكمال الآية بعدها ليتضح أن المراد صنف من المصلين، وهم الذين جاء وصفهم في الآيتين بعدها، فالآية مرتبطة بالآيتين، لا تنفك عنهما، فتأمل. اهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير