ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:30 ص]ـ
بارك الله فيك أبا صفوت،أكثر تقريرك موفق ..
لكنك لم توفق في النقطة السادسة، بل أخطأت فهم مراد كاتب المقال ..
فصاحب المقال لا يقصد أن التفسير بالمثال لابد من ثبوته بكذا وكذا ..
وإنما هو يُدلل على أن تفسير لهو الحديث بالغناء هو من التفسير بالمثال ودليله هو منع أن يكون هذا تفسيراً للمفردة العربية بما يقاربها لعدم وجود ما يدل على ذلك في العربية .. إلخ ..
فإذا تم له أن هذا تفسير بالمثال فهو لا يعترض عليه وإنما يجعله مقدمة لقوله:
فتبين لك أن تفسير لهو الحديث بالغناء على النص عليه لا يصح، وإنما هو على سبيل المثال، كما قال ابن جرير رحمه الله، وما رأيته من نقل بعضهم لتحريم الغناء، قلنا ولو صح هذا فليس هو من الآية، وإنما هو من دليل آخر غيرها.
فلم يقل قط بافتقار التفسير بالمثال إلى ما ذكرتَ، وإنما هو يحتج على كون هذا تفسيراً بالمثال بأنه ليس تفسيراً مباشراً للفظ وإلا لوجد الغناء مرادفاً أو مقارباً للهو الحديث في الشعر ونحوه ..
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:10 ص]ـ
3. دعوى التلازم بين شدة الحرمة وأسبقيتها: تعجب الكاتب الفاضل من كون الآيات التي يستفاد منها تحريم الغناء مكية وكون آيات تحريم الخمر وغيره من الكبائر مدنية، ثم قال: فتأمل معي يا رعاك الله، كيف يحرم الله تعالى المعازف في مكة، ويترك تحريم الخمر التي هي أم الخبائث إلى ما بعد الهجرة بزمن طويل، ويتدرج في تحريمها، إلى وقت نزول سورة المائدة؟ اهـ.
والجواب عن هذا يسير سهل وهو: من وجهين:
الأول: أنه لا تلازم بين شدة الحرمة وبين أسبقية التحريم فليس بلازم أن يتقدم تحريم الأشد على تحريم الأخف.
الثاني: مراعاة الأحوال التي أوجبت تقديم الأخف حرمة على ما هو أشد حرمة أمر لا بد منه في فهم تلك القضية، فقد يكتنف الأخف حرمة في وقت معين ما يجعل خطره أشد وأعظم من الأثقل حرمة، فيكون ذلك داعيا إلى تقديم تحريمه، وهذا هو الحاصل في قضيتنا حيث كان الغناء ساعتها وسيلة من أعظم الوسائل التي يستعملها المشركون في الصد عن القرآن وصرف الناس عنه، ولم يكن الخمر تستخدم في الصد عن القرآن ومحاربته كما أنه لا يلزم ساعة ذكر المحرمات مقترنة أن يعتمد في التحريم على ما تقدم في الزمان ويستند في تحريم المقارنات على مجرد اقترانها بما سبق تحريمه زمنا.
أحسنت وبارك الله فيك
وهذه مسألة محل بحث وعناية ..
وقد أضيف هنا هذه الإضافة بالبحث والنظر في أقوال أئمة التفسير وغيرهم وهي لا تخرج عن السياق بل هي دليله:
جاء في فتح القدير:
و {لهو الحديث}: كل ما يلهي عن الخير من الغناء والملاهي والأحاديث المكذوبة وكل ما هو منكر، والإضافة بيانية. وقيل: المراد: شراء القينات المغنيات والمغنين، فيكون التقدير: ومن يشتري أهل لهو الحديث. قال الحسن: لهو الحديث: المعازف والغناء. وروي عنه أنه قال: هو الكفر والشرك. قال القرطبي: إن أولى ما قيل في هذا الباب هو: تفسير لهو الحديث بالغناء، قال: وهو قول الصحابة والتابعين.
وجاء في ابن كثير وقد وافق شيخه الطبري:
لما ذكر تعالى حال السعداء، وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه، كما قال [الله] تعالى: {اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23]، عطف بذكر حال الأشقياء، الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله، وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب، كما قال ابن مسعود في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} قال: هو -والله-الغناء.
¥