"وماذا نقول في قول عمر بن الخطاب: إني أخاف أن أكون كالذين قال الله تعالى لهم وقَرَّعهم: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا) مع أنها في الكلام عن حال الكفار يوم القيامة حال عرضهم على النار. "
فأقول الفاروق رضي الله عنه قال أخاف أن أكون ..... وهذا من شدة ورعه رضي الله عنه، ولم يستدل بها على حرمة الاستمتاع بالطيبات التي أحل الله، وما كان له أن يفعل وهو يقرأ قول الله تعالى:
(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) الأعراف (32).
يقول أبو صفوت:
"هذا إضافة إلى أن المثال المذكور لم يخرج عن سياقه بتفسيره بالغناء ولم يفسر ابن مسعود الآية بمعزل عن سياقها، وما أبعد الشبه بينها وبين الأمثلة المذكورة، بل تفسير ابن مسعود دائر مع السياق "
أقول:
بعد أن ذكر الطبري رحمه الله تعالى أقوال السلف ومنهم بن عباس وبن مسعود في معنى " لهو الحديث" قال:
"والصواب من القول في ذلك أن يقال: عنى به كلّ ما كان من الحديث ملهيا عن سبيل الله مما نهى الله عن استماعه أو رسوله؛ لأن الله تعالى عمّ بقوله: (لَهْوَ الحَدِيثِ) ولم يخصص بعضا دون بعض، فذلك على عمومه حتى يأتي ما يدلّ على خصوصه، والغناء والشرك من ذلك."
وهنا أدعو إلى تأمل قول الطبري رحمه اله تعالى: "عنى به كلّ ما كان من الحديث ملهيا عن سبيل الله مما نهى الله عن استماعه أو رسوله"
وهنا نلاحظ أنه عم به كل حديث بشرط الإلهاء عن سبيل الله، وهذا لا شك أنه يدخل فيه الحديث المباح إذا ألهى عن سبيل الله.
ونحن مع بن مسعود رضي الله عنه أن الغناء من اللهو، ولكن هل قال بن مسعود رضي الله عنه إن الغناء حرام وأن هذه الآية نص في تحريمه؟
بالنسبة لي لا أرى ذلك أنه قول بن مسعود، وهذا هو رأى الشيخ عادل الكلباني حفظه الله حيث قال:
"والأقرب إلى الحق فيما يظهر والله أعلم أن لا يترك قول الإمامين الحبرين رضي الله عنهما، وإنما يؤخذ به على سبيل المثال كما قررنا، ويكون المعنى إن الغناء قد يستعمل للإضلال عن سبيل الله، كما قد يفعله بعضهم في هذه المهرجانات، والفيديو كليبات من مجون ومياعة وفسق وفجور وتعر وإثارة جنسية واضحة، يسمونها غناء، وما هي إلا صد عن سبيل الله، حينها نقول نعم الغناء بمثل هذه الصورة لا يصح بحال وهو داخل في الآية قطعا، وقد يكون كفرا."
ولهذا أقول:
ما كان هناك من حاجة إلى قول أخينا أبي صفوت:
" لكن الإشكال في ذهن الكاتب وتصوره، وإلا فليذكر لنا الآن أين لهو الحديث الذي يشترى ولا يضل عن سبيل الله ولا يملأ القلب رجسا ونجسا، وإن وجد فما هي نسبته حتى تقوم الدنيا عليه ولا تقعد، ومن قال بحرمته؟ "
والله الهادي إلى الحق والصواب
والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:33 م]ـ
صاحب المقال لم يحسن ترتيبه والاستدلال له , ولذلك لا يتبين لك مراده إلا بمشقة , وربما تفاوتت في فهمه الآراء , وهذه عادة الآراء الغريبة.
حاول أن تجد معنى {لهو الحديث} عند الكلباني من خلال هذا المقال , لن تجده , إلا أن تستنبطه استنباطاً , مع أنه رأس الموضوع وعنوانه.
مع أن هذا لم يظهر لي , وربما فهمه أبو سعد من الكلام , لكن يبقى السؤال قائماً على هذا الفهم:
الغناء من لهو الحديث , ولهو الحديث منه محرم: فما الدليل على إخراج الغناء من اللهو المحرم؟
مع أنه أقرب إلى ظاهر اللفظ من غيره من المعاني.
ثم ما هي المعاني الأخرى للهو الحديث , وأيها محرم وأيها غير ذلك؟ وكيف أدخلت هذا وأخرجت ذاك؟
ربما لأجل هذا لم نجد معنى {لهو الحديث} في هذا المقال!
نحن لا نرضى أن يلمزك أحدٌ بهذا أبا سعد , فلا ترضه لغيرك رعاك الله , وقد نصحتنا به في أوّل المقال مشكوراً فلا حاجة لتكراره بلا سبب.
يا بن العم
سلام الله عليك
رأي الشيخ عادل واضح وانظر آخر مقاله تجده.
أما اللمز فأعوذ بالله منه
ولكن هي الحقيقة أخي الفاضل القناعات المسبقة تسطير على الشخص بقوة ويصعب التحرر منها وهذا أجده في نفسي ولا أتبرى منه ولكن أدعو الله أن يعافيني منه.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:56 م]ـ
يا ابن العم
سلام الله عليك
رأي الشيخ عادل واضح وانظر آخر مقاله تجده.
أما اللمز فأعوذ بالله منه
ولكن هي الحقيقة أخي الفاضل القناعات المسبقة تسطير على الشخص بقوة ويصعب التحرر منها وهذا أجده في نفسي ولا أتبرى منه ولكن أدعو الله أن يعافيني منه.
يا ابن أخي
أحبك الله وأسعدك
نعم رأي الشيخ عادل واضح بلا شك؛ لكنه لم يبين معنى {لهو الحديث} عنده , فكيف يبني مقالاً يحتشد له من سنين بلا أصلٍ بَيّنٍ يبنيه عليه؟!
وأنت لست من أهل اللمز معاذ الله , بل جاءت منك زيادة حرص على الإنصاف , ومراقبة النفس في كل جواب , فشكر الله لك , وغفر لنا ولمن نحب أجمعين.
¥