تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقالوا (((كهيعص))) معناها: الكاف من كريم والهاء من هاد والياء من حكيم والعين من عليم والصاد من صادق

وقالوا (((الر))) معناها: أنا الله أرى

ولا يخفى على أحد أن كل هذه التفسيرات هى من قبيل الظنون فليس من دليل يقطع بمعانى هذه الأحرف

أما اتفاق الكفار على عدم سماع القرآن فواضح من الأية (((وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغو فيه لعلكم تغلبون)))

ومع ذلك فكانوا يتحسسون بالليل ويسمعونه سرا كما جاء فى سيرةابن هشام (أنه لما إزداد أمر النبى عليه الصلاه والسلام ظهورا إزداد شوق الناس لسماع القرءان حتى أن أشد قريش خصومة للنبى صل1 بدأوا يسألون أنفسهم:أحقا أنه يدعو إلى الدين القيم وأن مايعدهم وينذرهم هو الصحيح؟

وحملهم هذا التساؤل على التسلل ليلا لسماع القرءان ,خرج أبوسفيان بن حرب, وأبوجهل عمرو بن هشام, والأخنس بن شريق ليله ليستمعوا الى محمد صل1 وهو فى بيته فأخذ كل واحد مجلسا يستمع فيه وكل منهم لايعلم بمكان صاحبه وكان محمد صل1 يقوم الليل إلا قليلا يرتل القرءان ترتيلا وهم يسمعون آيات الله فتأسر قلوبهم ونفوسهم ويظلون ينصتون حتى الفجر فتفرقوا عائدين إلى منازلهم فجمعهم الطريق فتلاوموا وقال بعضهم لبعض لاتعودوا فلو رءاكم بعض سفهائكم لأضعف ذلك من أمركم ولنصر محمدا عليكم فلما كانت الليله الثانيه شعر كل واحد منهم فى مثل الموعد الذى ذهب فيه أمس كأن رجليه تحملانه من غير أن يستطيع إمتناعا ليقضى ليله حيث قضاه أمس وليستمع الى محمدا صل1 يتلو كتاب ربه وتلاقوا عند عودتهم مطلع الفجر وتلاوموا من جديد فلم يحل تلاومهم دون الذهاب فى الليلة الثالثة فلما أدركوا مابهم لدعوة محمد صل1 من ضعف فعاهدوا ألايعودوا لمثل فعلتهم فأقلعوا عن الذهاب لسماع محمد صل1 ولكن ماسمعوه فى الليالى الثلاث ترك فى نفوسهم أثرا جعلهم يتساءلون فيما بينهم عن الرأى فيما سمعوا وكلهم تضطرب نفسه ويخاف أن يضعف وهو سيد قومه فيضعف قومه ويتابعوا محمدا صل1 معه)

والله أعلم.


راجع
1 - الإتقان 2/ 13
2 - تفسير المنار 8/ 302

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Jul 2010, 03:09 م]ـ
نقل عن أعلام الصحابة والتابعين أنها مما لا يعلم تأويله إلا الله
قال أبو بكر الصديق رض1: فى كل كتاب سر وسره فى القرآن أوائل السور
قال على بن أبى طالب رض1: إن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي
ونقل أهل الأثر عن ابن مسعود والخلفاء الراشدين رض3: أن هذه الأحرف علم مستور وسر محجوب استأثر الله به
قال الشعبي رح1: سر هذا القرآن
حتى الذين خاضوا فى معانى هذه الأحرف لم يدلوا فيها برأي قاطع ودليل يعتمد عليه , بل شرحوا وجهة نظرهم فيها مفوضين تأويلها الحقيقي إلى الله تعالى

فقالوا (((الم))) معناها: اختصار لجملة أنا الله أعلم
وقالوا (((كهيعص))) معناها: الكاف من كريم والهاء من هاد والياء من حكيم والعين من عليم والصاد من صادق
وقالوا (((الر))) معناها: أنا الله أرى
ولا يخفى على أحد أن كل هذه التفسيرات هى من قبيل الظنون فليس من دليل يقطع بمعانى هذه الأحرف.
2
أولا: يجب أن نتأكد من صحة الأسانيد إلى الصحابة.
ثانياً: إن هناك أقوالا منسوبة لبعض الصحابة تذكر معاني لهذه الحروف كقول بن عباس رضي الله عنهما "هو اسم الله الأعظم".
وفي رواية عنه: هي قسم أقسم الله به وهو من أسماء الله.
وفي رواية عنه قال عن "ألم" أنا الله أعلم.
وإذا صح شيء من هذا إلى الصحابة فليس لأحد بعد ذلك أن يبحث في معانيها ومدلولها وخاصة أن مثل هذه الروايات عن الصحابة هي أقوال لا يمكن القول بها عن اجتهاد فيكون له حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكنا نجد أن التابعين وتابعيهم قد اجتهدوا في معرفة تفسير هذه الحروف وهذا يدل على أنه لم يصح فيها شيء عن الصحابة وإلا فإننا سننقض القاعدة التي تم المدافعة عنها كثيرا في الملتقى وهي: إنه إذا صح قول عن السلف في معنى آية فإنه لا يجوز القول بخلافه.
ثالثا: إذا لم يثبت من ذلك شيء عن الصحابة فما فائدة القول أنها سر محجوب؟ ولماذا يخاطبنا الله بشيء ليس لنا طريق إلى فهم المراد منه؟
وعليه فإن ترجيحك لهذا القول يحتاج إلى إعادة نظر وتأمل.
وفقك الله

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Jul 2010, 03:25 م]ـ
أما اتفاق الكفار على عدم سماع القرآن فواضح من الأية (((وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغو فيه لعلكم تغلبون)))

الذي فهمته من كلامك السابق أن كفار قريش اتفقوا على عدم سماع القرآن ونفذوا ما اتفقوا عليه فجاءت الحروف المقطعة لتجبرهم أو لتشدهم أو لتجعلهم يكسرون هذا الاتفاق.
وهذا هو سبب تعليقي على قولك.
أما كونهم اتفقوا فهذا غير دقيق والآية لا تدل عليه وإنما تدل على أن بعضهم قال ذلك ثم الا ستماع المراد هنا هو سماع الاتباع لمجرد السمع والدليل مطالبتهم باللغو فيه حين سماعه وهذا ما تؤكده السورة في أولها:
(حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5))
يقول الشيخ بن سعدي رحمه الله تعالى:
"ولكن أعرض أكثر الخلق عنه إعراض المستكبرين، {فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} له سماع قبول وإجابة، وإن كانوا قد سمعوه سماعًا، تقوم عليهم به الحجة الشرعية."
ويؤكده قول الله تعالى:

"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" الأنفال (31)
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير