ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Jul 2010, 07:41 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ..
وقد كان من بعض حنابلة بغداد في القرن الرابع -رحمهم الله-شيء من البغي الذي يدخل أصحاب الحق خاصة إن كانت معهم دولة ..
وقد تأملت مراراً فيما صنعوه مع الطبري، وفيما فعله البربهاري مع أبي الحسن الأشعري، وتحسرتُ على ما يصنعه البغي إذا خالط صاحب الحق فبغى به ..
وكم لذلك في أيام الناس من نظائر ..
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:06 م]ـ
أخي ابافهر السلفي - رزقني وإياك أحوال السلف - أهل الفضل والعلم يعرفون مقامات العلماء، ويعرفون الحق لأهله، ولكن غالب الشغب يكون من الطغام وحشْوية المذاهب ..
وهؤلاء زبد يذهب جفاءا
وفي أحيان قليلة يعمي الحسد عن رؤية الحق، وتمنع المنافسة عن الاعتراف بالفضائل، ويقوى حظ النفس، وهوى الزعامة فيقع بعض العلماء في ما واجبهم الترفع عليه، والتجافي عنه .. والانصاف عزيز ..
ومع ذلك فأين نحن - في هذا الزمان - من هذا وذاك، اعني طلاب العلم في هذا الزمان فقد ابتلوا بالقيل والقال .. والطعن بحق وبغير حق، فلا الطاعن فينا عالم ولا المطعون سالم ..
والله المستعان .. ولا حول ولا قوة إلا به ..
وأما ما تفضلت به مما جرى بين البربهاري والأشعري فقد يكون مدخله غير هذا الذي نحن فيه ..
ولعلنا نتواصل لاحقا حول هذا الموضوع ..
يهمني الآن أن أكتب شيئا عن الإمام أبي بكر بن أبي داود فأستأذنك أخي.
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[15 Jul 2010, 05:07 ص]ـ
بعد شكري لفضيلة الدكتور أحمد بن فارس - وقبل خبر أبي داود - أتوجه بسؤال:
1ـ هل نأخذ من حادثة ابن جرير منهجاً عمليا من علماء الأمة في:
التعامل مع الأخبار المتقررة في المجتمع (بالمجاملة إلى حد ما) أو نعتبرها (ضريبة مداهنة العوام)؟
ولزيادة لتوضيح:
هل نقول (هذا منهج في تعامل العالم مع بيئته ومجتمعه) بعدم المصادمة؟ أم نقول على العالم ألا يداهن أو يهادن،
ومن فعل فابن جرير أنموذجاً أمامه؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Jul 2010, 05:14 ص]ـ
بارك الله فيك ..
تعرض المصلح وحامل السنة والناطق بالحق القائم به على خلاف ما عليه الناس للفتن = سنة جارية غالبة على أحوال المصلحين المجددين ..
غير أنه ليس من مقامات الكمال أن يقصد العالم لتعريض نفسه للمحن والأرزاء وفتن العامة، وإنما محل النظر فيما إذا ازدحم البيان والبلاء من غير سعي منه ولا تعرض ..
فالرأي: أنه متى تعين على العالم القيام بالحق وكان في قعوده فتنة عامة تعم الأمة = وجب قيامه ولو كان في ذلك ذهاب نفسه ..
ومتى كان البلاء إنما هو في ازورار الناس عنه ونسبتهم إياه للمخالفة وطعنهم فيه بما لا يوقع الضرر عليه في بدن أو أهل أو مال = وجب عليه البيان وعدم الكتمان؛إذا هذا الصنف من البلاء لا ينفك عنه بيان الحق غالباً ..
أما متى كان كتمان الحق لا تترتب عليه فتنة عامة ويترتب على البيان أذى في البدن أو المال أو الأهل = فللعالم الرخصة في الكتمان والمداراة والرفق والتلطف، وفي سير بعض العلماء أخذ بالعزيمة، وكانت الرخصة تسعهم فعلى الله أجرهم.
والقدر المتفق عليه ألا يترتب على أخذهم بالعزيمة مضرة ومفسدة هي أعظم من مضرة أخذهم بالرخصة والعكس ..
فهذه طبقات ثلاث ولها حواشي وزوائد وأطراف لا تخفى على الفقيه المتأمل ..
وقانا الله وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[16 Jul 2010, 01:57 م]ـ
شكر الله لك وبارك فيك.
لا يخفى على شريف علمكم أن هذا يخضع لأمور كثيرة بحسب الأمر نفسه، ومدى مخالفته، ويضبطه قواعد مثل درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وقواعد أخرى،،
ويذكرني هذا بما حصل في دولة بني أمية لما أخروا الصلاة على الخطبة في العيدين واستمروا على ذلك حتى ظنه الناس سنة، وصار الذي يدعوا الى السنة بدعيا في نظرهم.
وحتى قال ابو داود السجستاني: لما جاء بنو العباس وقدموالصلاة على الخطبة خرج الناس وهو يقولون: بدلت السنة بدلت السنة!!
فالله المستعان ..
وتفضل أخي عقيل بزيارتنا ...
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[16 Jul 2010, 10:44 م]ـ
يُنظر:
المدخل المفصل للشيخ بكر أبو زيد رح1 1: 361 - 368
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jul 2010, 11:29 م]ـ
أشكر أخي الكريم الدكتور أحمد السلوم على هذه المشاركة القيمة، ورحم الله العالم الجليل ابن جرير الطبري الذي نفع الله بعلمه.
ولدي سؤال حول هذه المسألة:
من العلماء الذين أخذ عنهم الطبري في أول طلبه للعلم اللغة والنحو الإمام أحمد بن يحيى الشيباني المشهور بثعلب، شيخ الكوفيين في النحو واللغة في زمانه، وقد توفي سنة 291هـ، ولم أجد - حسب بحثي - ذكراً له في تفسير الطبري لا في مسائل النحو ولا في مسائل اللغة وشرح الشعر، فهل فعلاً لم يذكره الطبري؟ وما هي العلة يا ترى في إغفاله وهو شيخه في أمورٍ لصيقة بالتفسير؟ هل يصح تعليل أحد الأصدقاء بأنه قد يكون سبب ذلك أن ثعلباً كان يحسب على الحنابلة، وأن الطبري أغفله مراعاة لهذه المحنة مع الحنابلة، ولا سيما أنه يملي تفسيره ببغداد؟
أرجو إبداء الرأي في هذه المسألة مشكوراً.
¥