تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إنَّ الإنسان يقع في الكُفر والشرك، وينجرف بعيدًا عن الفوز والفلاح، إذا لم يؤْمن بالقرآن؛? وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? [البقرة: 4، 5]. وقال تعالى: ? مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ? [طه: 2].

إنَّ الإنسان يفقد مجْدَه ومكانته وعزَّه، إذا لم يتَّبع هذا القرآن؛ ? لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ? [الأنبياء: 10].

إنَّ الإنسان يقع في براثن الذُّل والهوان إذا لم يعتصِم بالقرآن حقَّ الاعتِصام: ((إنَّ الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضَع به آخرين))؛ رواه مسلم.

إنَّ الإنسان يفقد ولاية الله تعالى له، وحمايته له من أعدائِه المتربِّصين، إذا لم يقرأ القرآن: ? وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ? [الإسراء: 45].

إنَّ الإنسان يقع تحت طائلة العتاب والندم يوم القيامة، إذا لم يكن له نصيب من القرآن تلاوة وفهمًا وعملاً: ? وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ? [الفرقان: 30].

4 - القرآن كتابي: هكذا يكون التلقي:

وهنا، وبعد هذا التِّبيان أقول: يجب أن نُعيد منهج التلقِّي للقرآن في نفوسِنا من جديد، يجب أن نتلقَّى القرآن للعِلْم والعمل معًا، نتلقَّاه لأنفُسنا، لسعادتنا وهدايتنا، لتوجيهنا وتربيتِنا، لإصلاحنا وتقْويمنا، وأن يكون شعارُنا: "القرآن كتابي"، وإنَّ من الواجب على أمَّة الإسلام وعلمائها، وطلبة العلم والدُّعاة إلى الله، أن يكونوا القدوة الصَّالحة لغيرهم، في الاعتناء بتحقيق وتطبيق القرآن قولاً وعملاً، وأن يَجعلوه منهاج حياة واقعيًّا، كما كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قرآنًا يمشي على الأرض؛ كما ثبت في الأحاديث الصَّحيحة ذلك.

وهذه بعض جوانب العناية العمليَّة التطبيقيَّة بالنسبة للقرآن الكريم كما نتصوَّرها، والتي ينبغي أن يهتمَّ بها قارئ القرآن لتكون له عونًا على تصحيح منهج التلقّي لهذا الكتاب، وهي كما يلي:

1 - القراءة اليوميَّة للقُرآن:

يقولُ الله - سبحانَه وتعالى -: ? وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ? [القمر: 17]، وبما أنَّنا بدون التّلاوة الدَّائمة نفقد التذكُّر اللازم، ونفقد الحالات الإيمانيَّة العالية، فالله - عزَّ وجلَّ - وصف تأثُّر المؤمنين بالقرآن بقولِه تعالى: ? اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ? [الزمر: 23]، وقال سبحانه: ? إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ? [مريم: 58].

إنَّ هذه المعاني لا يحصِّلها الإنسان إلاَّ بتلاوة دائمة لكتابِ الله، وتذكُّر ما فيه ليحيا قلْبه فتجيش فيه هذه المعاني [3] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftn3#_ftn3)، وقد كان للنَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ورْده اليومي يقرؤُه في صلاة اللَّيل؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "إنْ كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليوقظُه الله - عزَّ وجلَّ - باللَّيل فما يجئ السَّحَر حتى يفرغ من حزبِه"؛ رواه أبو داود.

وقد كانت تلاوة القرآن دأب الصَّحابة وعملهم الدَّائم؛ فقد روى أبو داود عن أوْس بن حُذَيفة: سألتُ أصحابَ النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كيف يحزّبون القرآن؟ قالوا: "ثلاث، وخمس، وسبْع، وتسْع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصَّل وحْده".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير