تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وينبغي أن نقرأ القرآن على أنَّ الغرض الأسمى له هو: إعداد الإنسان للدَّار الآخرة، فما في القرآن من روح، وما جاء فيه من قصص الجهاد، وما ضمّنه من نظم الاجتماع، وما أودعه من القوانين والمعارف - ليس مقصودًا لذاته، أو ليس غاية تنتهي إليْها أهداف الإسلام، وإنَّما يراد بها إيقاظ القلوب بدلالتها على الله، وإحاطتها بكلّ وسيلة مادّيَّة أو معنوية لتكون في القلوب سليمة حيَّة، حتَّى يمضي بها المرء إلى غايتها الأخيرة، فعلينا أن نلاحظ هذا المعنى في كلّ آية، فإنَّ العبرة لا تكمل إلاَّ به، وجمال التَّوجيه لا يظهر بدونه [7] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftn7#_ftn7).

5- آداب تلاوة القرآن الكريم واستماعه:

لتلاوة القرآن الكريم آداب كثيرة وعديدة، ينبغي أن يراعيها قارئ القرآن، حسْبنا أن نشير إلى طائفة منها باختصار، فنقول:

ينبغي على قارئ القرآن أن يتأدَّب بالآداب التالية:

1 - أن يستقبل القبلة ما أمكنه ذلك.

2 - أن يستاك تطهيرًا وتعظيمًا للقرآن.

3 - أن يكون طاهرًا من الحدثَين.

4 - أن يكون نظيف الثَّوب والبدَن.

5 - أن يقرأ في خشوع وتفكُّر وتدبُّر.

6 - أن يكون قلبه حاضرًا فيتأثَّر بما يقرأ تاركًا حديثَ النَّفس وأهواءها.

7 - يستحبّ له أن يبكِي مع القِراءة فإن لَم يبْكِ فليَتَباكَ.

8 - أن يزيِّن قراءته ويحسّن صوته بها، وإن لم يكُن حسنَ الصَّوت حسَّنه ما استطاع بحيث لا يخرج به إلى حدّ التَّمطيط.

9 - أن يتأدَّب عند تلاوة القرآن الكريم، فلا يضحك، ولا يعبث ولا ينظُر إلى ما يُلْهي بل يتدبَّر ويتذكَّر كما قال - سبحانَه وتعالى -: ? كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ ? [ص: 29]، كما أنَّ على سامع القرآن الكريم أن يقبل عليه بقلبٍ خاشع يتفكَّر في معانيه، ويتدبَّر في آياته، ويتَّعظ بما فيه من حِكَم ومواعظ، وأن يحسن الاستِماع والإنصات لما يُتْلى من قرآن حتَّى يفرغ القارئ من قراءتِه؛ قال تعالى: ? وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ? [الأعراف: 204].

6 - العناية بالعمل التَّطبيقي للقُرآن:

ومن جوانب العناية بالقُرآن الكريم في حياة قارئ القرآن: العناية بالعمل به وتطْبيق أحكامه كما قال - سبحانه -: ? ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ? [الجاثية: 18]، ومهْما اتبع الناس هذا الكتاب فإنَّهم وقْتذاك على الطَّريق الأهدى والأقوم والأرْحم والأحْكم والأعْلى؛ قال تعالى: ? إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ? [الإسراء: 9].

وقال - سبحانه -: ? قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ? [المائدة: 15، 16].

كما أنَّه ليس للإنسان إذا أراد الحق إلاَّ هذا الطريق، ولن يكون مستقيمًا أو على صراط مستقيم إلاَّ بهذا القرآن: ? فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ ? [يونس: 32]. ولا يعرض عن القرآن، ولا يتنكَّب طريقه وسبيله، ولا يَجحد به إلاَّ جاهل؛ إذ هو العلم الَّذي لا جهل معه: ? بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ ? [العنكبوت: 49].

وقد نبَّهنا الله في كتابه أنَّه أنزل وحيًا وكتبًا على أممٍ قبلَنا، وحذَّرنا أن نقع فيما وقعوا فيه من إثمٍ أو تقصير، أو تحريفٍ أو انحراف، أو تهاوُن أو تواطُؤ أو تباطؤ، أو كُفر أو ضَلال، وبيَّن - سبحانه - لنا أنَّ كتاب الله أُنْزل ليَحْكم: ? إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ? [النساء: 105].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير