تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما سبب عدم تعريف سيبويه للاسم؟]

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 11:39 م]ـ

قال سيبويه بأن " الاسم: رجل وفرس وحائط ". (1)

قول سيبويه لا يعطي حدا تعريفيا للاسم, وقد حاول العلماء وضع تفسيرات يعللون بها سبب عدم وضع سيبويه حدا تعريفيا للاسم:

فقال الزجاجي بأنه " ترك تحديده ظنا منه أنه غير مشكل. " (2)

وعلله ابن الشجري بأنه " عول على أنه إذا كان الفعل محدودا والحرف محصورا معدودا، فما فارقهما فهو اسم". (3)

وفال ابن يعيش:

" فأما سيبيويه فإنه لم يحده بحد ينفصل به عن غيره, بل ذكر منه مثلا, اكتفى به عن الحد, فقال: " الاسم: رجل وفرس " , وكأنه لما حد الفعل والحرف تميز عنده الاسم ". (4)

ونحب أن نقف عند قول ابن يعيش, فسيبويه لم يحد الاسم – كما أشار ابن يعيش – بل جعل تعريفه متوقفا على معرفة كل من الاسم والفعل حيث قال:

" فالكلم: اسم، وفعل، وحرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل." (5)

وكما يبدو فإن السبب وراء عدم تعريف سيبويه للاسم, أن دراسة علم النحو كانت في بداياتها, ولم تكن تول اهتماما للمعاني الاصطلاحية بالحد الدقيق, بل كان همها هو تجميع مادة النحو لحفظها.

----

هوامش:

(1) الكتاب- تحقيق عبدالسلام هارون 1/ 12

(2) الايضاح ـ للزجاجي ـ: 49.

(3) الأمالي الشجرية 1/ 293.

(4) شرح المفصل لابن يعيش - تحقيق د. إميل بد\يع يعقوب, 1/ 81.

(5) الكتاب - تحقيق عبدالسلام هارون 1/ 12.

ـ[ماجد غازي]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 05:53 ص]ـ

ومما يعنى بذكره ههنا أن بعضهم يذهب إلى أن الاسم لا حد له، ويعلل عدم حد سيبويه الاسم بهذا، ذكره ابن الأنباري في أسرار العربية، وبعضهم حمَّل سيبويه مذهب أن الاسم ما صلح أن يكون فاعلا بدليل منع سيبويه نحو: (إنْ يضربْ يأْتِينا). ذكره ابن فارس في الصاحبي.

ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 07:16 ص]ـ

مرحبا بكما أيها الكريمان.

والتعريف بالمثال في مثل هذا الموضع، وفي كثير من المواضع، قد يكون أسهل في التناول والتصور من التعريف بالحد المنطقي الجامع المانع، وإلى ذلك أشار شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، بقوله: "فإن التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطلق، والعقل السليم يتفطن للنوع، كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف، فقيل له: هذا هو الخبز". اهـ

فإذا قيل ما الاسم قيل هو: الكرم، فيكون مثالا على المعاني، ومحمد، فيكون: مثالا على الذوات العاقلة، و "فأس": فيكون مثالا على الذوات غير العاقلة وهكذا.

كما عرف صاحب الألفية، رحمه الله، الحرف بقوله:

سواهما الحرف كهل وفي ولم ..............

فذكر مثالا على كل قسم من القسمة العقلية الثلاثية: "هل" للمشترك، و "في" للاسم، و "لم" للفعل، دون أن يصوغ ذلك في حد منطقي قد يشق فهمه على كثير من الدارسين ممن لا دراية لهم بعلم المنطق.

والله أعلى وأعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير