[ما مدى صحة قول النحاة لأن المصادر لا تجمع؟]
ـ[موسى 125]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 03:36 ص]ـ
السلام عليكم
في الحقيقة أحب أن أسألكم عن مدى صحة قول النحاة بأن المصادر لا تجمع، علماً باننا نستطيع أن نجمعها مثل (انشغال) نقول (انشغالات).
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 06:59 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذه خاطرة قد تفتح باب النقاش:
منع أكثر النحاة، جمع المصدر أو تثنيته، وأجازه الأخفش، رحمه الله، استدلالا بنحو:
................. ******* فبينما العسر إذ دارت مياسير
والبيت في "شرح الشذور"، لابن هشام، رحمه الله، ولا يحضرني نصه كاملا.
فقد قال بعض النحاة: "مياسير": جمع "ميسور"، و "ميسور": مصدر على وزن مفعول، فمعناه: "يسر"، واليسر: مصدر.
ووجه من منع ذلك أن المصادر دالة دلالة مطابقة على المعاني، والمعاني أمور لا تدركها الحواس الظاهرة وإنما تتصورها الأذهان، فلا وجود لها خارج الذهن، فإن الصبر والكرم والشجاعة: أعراض، باصطلاح أهل المنطق، والأعراض لا تقوم إلا بذوات متصفة بها، فلا تتصور مجردة، بحيث يشار إليها فيقال: هذا غضب زيد، وهذا غضب عمرو، وهذا غضب بكر، فيصح جمعها، بخلاف أعيانهم، فإنها منفصلة يستطيع الناظر إليها الإشارة إلى كل عين منها إشارة محسوسة، فيقول: هذا جسد زيد، وهذا جسد عمرو، وهذا جسد بكر، فجمعها: أجساد، أو أعيان أو ذوات.
فالمعنى سواء قل أو كثر: واحد، فلا نحتاج إلى جمعه، لأن اللفظ الدال عليه يصح إطلاقه على القليل والكثير منه، فلا نحتاج إلى جمع الصبر إذا أردنا تكثيره، وإنما يكفي أن نصفه بالكثرة أو الكبر أو العظمة. فيمكن أن ننزله منزلة: اسم الجنس الإفرادي كالماء والزيت، فهو يطلق على قليله وكثيره، فلا حاجة إلى جمعه، ولهذا قال النحاة: لا يجمع المصدر أو المفعول المطلق إذا كان مبينا لنوع عامله، كما في: ضربت زيدا ضربا شديدا، فالمصدر "ضرب": يستغنى عن جمعه بوصفه بالشدة، فلا حاجة إلى الجمع، وقد وفى الوصف بغرض المتكلم.
واستدرك على ذلك: جواز الجمع إذا كان المفعول المطلق مبينا لعدد عامله، فإنه يجمع بلا خلاف، لعدم استيفاء غرض المتكلم إلا بذلك، كما في قولك: ضربت زيدا ضربتين، فإن وصف الضرب بالقوة أو الضعف لا يوفي بغرض المتكلم لأنه قصد الكم لا الكيف.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 10:19 ص]ـ
جاء في دروس في علم الصرف
"6 - جمع المصادر
ذهب علماء العربية إلى أن المصدر لا يجمع إلا إن تعددت أنواعه، مثل: حُلْم على: حلوم أحلام. وقد بين السهيلي أن الذي جمع ليس هو المصدر بل اسم أغنى عن المصدر؛"لأن الأسماء هي التي تجمع وتثنى، وأما الفعل، أو ما فائدته كفائدة الفعل من المصادر فلا تجمع ولا تثنى" (1).
والسهيلي يذهب إلى أن مصدر الفعل (حلم) هو (الحَلْم) بفتح الحاء وكذلك (شَكَرَ) الشَّكْر بالفتح، ومصدر (كَفَرَ) الكَفْر وأما (الحُلْم)، و (الشُكْر) , و (الكُفْر) فهي أسماء مثل (الدُّهن)، وهي متعددة متنوعة فجاز أن تجمع وأن تثنى (2).
قال السهيلي: "إنما اختلاف الأنواع فيما كان اسمًا مشتقًّا من الفعل استغني به عن المصدر لخصوصه وعموم المصدر، وذلك لا نجده من الثلاثي إلا على وزن (فُعْل)، أو (فَعَل)، أو (فِعْل) (3)."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) السهيلي، نتائج الفكر، 362.
(2) السابق، 362، 363.
(3) السابق، 265.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 12:15 م]ـ
في كتاب سيبويه ج3/ص401 - هارون:
(وهم قد يجمعون المصادر فيقولون أمراضٌ وأشغالٌ وعقولٌ فإذا صار اسماً فهو أجدر أن يجمع بتكسير)
قلت: وهذا معناه أنها لا تنقاس.
ولكن:
جاء في قوله تعالى: (فذوقوا عذابي ونذر) نذر - بضم النون والذال - يحتمل أن يكون جمعا للمصدر (نذر) بفتح النون وسكون الذال.
وفي قوله تعالى: (وأن المساجد لله)
قيل: المساجد هنا هي السجدات على أنه جمع المصدر الميمى.
وفي قوله تعالى:
(والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم بشهاداتهم قائمون) قرئ بالإفراد وقرئ بصيغة الجمع.
وجه الإفراد على أنه مصدر واسم جنس فيقع على القلة و الكثرة وإن كان مفردا في اللفظ، ومن هذا قوله تعالى: (كذلك زينا لكل أمة عملهم): عَمَلهم بالإفراد.
وفي قوله تعالى:
(والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم بشهاداتهم قائمون)
مَن قرأ: لأماناتهم بصيغة الجمع، حجتهم قوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات) والأمانات جمع أمانة وأمانة مصدر؛ ممايجوِّز جمْع المصدر إذا اختلفت أنواعه فبسبب اختلاف الأمانات وكثرة ضروبها يأتي الجمع من أجل الاختلاف.
ومثل ذلك يقال في (الشهادة) و (الشهادات) كما في (الأمانة) و (الأمانات).
و جاء جمع ضيم على ضيوم في قول المثقب العبدي: ونحمي عن الثغر المخوف ويُتقى
بغارتنا كيدُ العِدَى وضيومُها
وبالله التوفيق