تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إهمال المبني للمفعول (المجهول)]

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 04:46 م]ـ

تأثرت العربية تأثرًا بالغًا باللغات الأجنبية؛ وذلك بسبب الترجمة التي قد يضطلع بها غير المتمكنين من العربية؛ ومن مظاهر هذا التأثر ما نجده من نزوع إلى هجر بعض الظواهر العربية المفيدة في مقامها غفلة عنها واستصحابًا لما قد يقوم مقامها في لغة أخرى.

لعل من ذلك ما شاع في لغة المثقفين، خاصة الإعلاميين منهم، من هجر الفعل المبني للمفعول (أي المبني للمجهول)، واستبدالهم بذلك تركيبًا جديدًا هو: الفعل الماضي (تمّ) أو المضارع (يتمّ) مسندَين إلى مصدر الفعل، مثال ذلك ما ورد في هذا النص: "وقد تمّ تحقيق تقدم كبير خلال السنوات الماضية"، وهو لا يقصد أنه تحقق على نحو تام أيضًا، ولكن الفعل (تمّ) قد أفرغ من دلالته على التمام وركب مع المصدر ليكونا عوضًا من الفعل المبني للمفعول (حُقِّقَ) ومثله قوله: "وفي مجال الري والزراعة تمّ إنجاز العديد من المشاريع" (1). وخير له أن يقول: وحُقِّقَ تقدم كبير خلال السنوات الماضية. وأن يقول: وفي مجال الري والزراعة أُنجِز العديد من المشاريع. ومن أمثلة استخدام الفعل المضارع هذا النص: "يتمّ التوصل إلى نتائج الاختبارات الموضوعية بطريقة محايدة" (2). وخير له أن يقول: يُتَوصَّل إلى نتائج الاختبارات…". ومن ذلك أيضًا ما جاء في هذا النص: "لقد وعد الوزير بانتهاء العملية خلال أسبوعين وسيتمّ نشر النتائج فور الحصول عليها" (3). وكان من الخير له أن يقول: "وستُنشَر النتائج فور الحصول عليها".

ومن ذلك الإعلان:" تم بحمد الله افتتاح مكتبة…" (4). والأولى أن يكون: "افتُتِحت بحمد الله مكتبة…".

ولسنا نذهب إلى أن من يفعل هذا قد خالف قواعد العربية مخالفة يتهم بها باللحن أو الخطأ النحوي؛ ولكنه خالف عن طريقتها المثلى في موافقة التركيب لأغراض الخطاب، فإن يكن بناء الفعل للفاعل له غرضه من البيان والإفصاح عن محدث الحدث أو المتصف به فإن بناء الفعل للمفعول له من الأغراض ما تدعو الحاجة إليها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مجلة المبتعث، السفارة السعودية/ واشنطن، رجب 1415، ص7.

(2) مجلة القافلة، شركة أرامكو، شعبان 1415، ص21.

(3) جريدة القبس/الكويت، 3 - شعبان- 1415هـ، ص40.

(4) جريدة رسالة الجامعة، جامعة الملك سعود/الرياض، 1 - 8 - 1415هـ، ص6.

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 06:25 م]ـ

أكرم بك أستاذنا، التقاط ولا أروع

ولنا أن نطلق على مثل ما وقفت عليه مسمى العبث الترجمي، والذي بلا شك يقود إلى فساد لغوي، يضرب في الذائقة فضلا عن قواعد العربية ..

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 08:47 م]ـ

سلام عليكم ورحمة الله وركاته ... جزاك الله خيرًا أستاذنا أبا أوس.

أحببت مشاركتك فقط يا دكتور.

فاسمح لي بمداخلة - والشيء بالشيء يذكر -:

ومن الأخطاء أيضًا:

قولهم: الله يرضى عليك!

وما يزيد في كراهة هذا الخطأ أننا نقرأ سورة البينة (رضي الله عنهم ورضوا عنه).

ونقول عند ذكر صحابي: (رضي الله عنه).

ولكننا ننطقها في غير هذا بقولنا: (الله يرضى عليك).

وهذا خطأ واضح لا يحتاج إلى باحث أو مختص.

والصواب أن نقول: الله يرضى عنك.

نفع الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح.

ـ[أبو قصي]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 10:17 م]ـ

سلام عليكم ورحمة الله وركاته ... جزاك الله خيرًا أستاذنا أبا أوس.

أحببت مشاركتك فقط يا دكتور.

فاسمح لي بمداخلة - والشيء بالشيء يذكر -:

ومن الأخطاء أيضًا:

قولهم: الله يرضى عليك!

وما يزيد في كراهة هذا الخطأ أننا نقرأ سورة البينة (رضي الله عنهم ورضوا عنه).

ونقول عند ذكر صحابي: (رضي الله عنه).

ولكننا ننطقها في غير هذا بقولنا: (الله يرضى عليك).

وهذا خطأ واضح لا يحتاج إلى باحث أو مختص.

والصواب أن نقول: الله يرضى عنك.

نفع الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح.

أخي،

لم تصب في تخطئتك؛ فقولهم: (الله يرضى عليك) ثابتٌ سَماعًا، وقياسًا؛ فأما السماعُ فقول الشاعر:

إذا رضيت عليّ بنو قشيرٍ ... لعمرُ الله أعجبني رضاها

وأما القياسُ، فلعلك تراجع ما ذكرتُه من قبلُ في (بعُد)، وتقيس عليه (رضِي):

قلتُ:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير