[دعوة للتأمل في الآية الشريفة]
ـ[بحار الأنوار]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 04:12 م]ـ
السلام عليكم
لماذا جاءت إناثا نكرة وذكورا محلاة بأل
{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ}
ـ[حرف]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 05:09 م]ـ
قد يكون ذلك من باب موافقة العرب في عدم تصريحهم بأسماء نسائهم وتنكيرها بالكناية عنها بألفاظ أخرى. فلا يصرحون بذكر أسماء نسائهم وبناتهم مبالغة منهم في صيانتهنَّ.
والله أعلم.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 05:10 م]ـ
الذكور هنا ليست معرفة محضة بل أل فيها يراد بها استغراق الجنس
والله أعلم
ـ[علي المعشي]ــــــــ[01 - 09 - 2008, 02:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كل عام وأنتم بخير!
في الآية أكثر من مُتأمّل، فمن ذلك تنكير (إناثا) واقتران (الذكور) بأل الجنسية، فأما تنكير الإناث فقيل لأن الأصل في الأجناس التنكير، وأما اقتران أل الجنسية بالذكور فقيل لأن العرب تولي الذكر اهتماما كبيرا وعناية خاصة فجاء مقترنا بأل الجنسية.
ولكن إخوتي ألا ترون معي في هذا الموضع جانبا من العدالة الإلهية لأنه حينما قدم الإناث لغرض مقصود (سيأتي) عوّض المتأخر (الذكور) بأل فكانت الموازنة: تقديم مع التنكير، وتأخير مع التعريف اللفظي.
المُتأمَّل الثاني هو تقديم الإناث على الذكور على غير المألوف في مثل (فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى) (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) وآيات أخر، قيل لأن العرب كانت تنتقص المرأة، وتقلل من شأنها بل من شأن الرجل إذا كانت ذريته إناثا، ولما كان الله هو الواهب ولا خيار للإنسان في تحديد جنس ولده نبههم على ذلك وعلى فساد معتقدهم بتقديم الإناث على غير المألوف، وحتى لا يؤثر تقديم الرجل على المرأة في المواضع الأخرى في مبدأ العدالة بين الأبناء ذكورا وإناثا.
أضف إلى ذلك أن الإحصائيات السكانية العالمية تقرر أن عدد الإناث في العالم يفوق عدد الذكور، وقد يكون هذا ذا علاقة بالتقديم، والله أعلم.
تحياتي ومودتي.
ـ[بحار الأنوار]ــــــــ[01 - 09 - 2008, 02:50 ص]ـ
أرى الاخ علي المعشي أجاد وأحسن في تقريب المعنى
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[01 - 09 - 2008, 12:08 م]ـ
نكر (إناثًا) لأنه أراد الجنس والأصل التنكير وأما (الذكور) فعرفها لأن الذكور مطلبهم والتقدير (الذكور الذين يطلبونهم)
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[02 - 09 - 2008, 12:36 ص]ـ
المعرف اشرف من المنكر، والمقدم مقدم على المؤخر، فقدم ونكر، وأخر وعرف، وأعطى كل ذي حق حقه.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[02 - 09 - 2008, 09:03 ص]ـ
قال الزمخشري:
لما ذكر إذاقة الإنسان الرحمة وإصابته بضدّها: أتبع ذلك أنّ له الملك وأنه يقسم النعمة والبلاء كيف أراد، ويهب لعباده من الأولاد ما تقتضيه مشيئته، فيخص بعضاً بالإناث وبعضاً بالذكور، وبعضاً بالصنفين جميعاً، ويعقم آخرين فلا يهب لهم ولداً قط. فإن قلت: لم قدّم الإناث أوّلاً على الذكور مع تقدّمهم عليهنّ، ثم رجع فقدّمهم، ولم عرف الذكور بعد ما نكر الإناث؟ قلت: لأنه ذكر البلاء في آخر الآية الأولى وكفران الإنسان بنسيانه الرحمة السابقة عنده، ثم عقبه بذكر ملكه ومشيئته وذكر قسمة الأولاد، فقدم الإناث لأنّ سياق الكلام أنه فاعل ما يشاؤه لا ما يشاؤه الإنسان، فكان ذكر الإناث اللاتي من جملة ما لا يشاؤه الإنسان أهم، والأهم واجب التقديم، وليلي الجنس الذي كانت العرب تعدّه بلاء ذكر البلاء، وأخر الذكور فلما أخرهم لذلك تدارك تأخيرهم، وهم أحقاء بالتقديم بتعريفهم؛ لأن التعريف تنويه وتشهير، كأنه قال: ويهب لمن يشاء الفرسان الأعلام المذكورين الذين لا يخفون عليكم، ثم أعطى بعد ذلك كلا الجنسين حقه من التقديم والتأخير، وعرف أن تقديمهنّ لم يكن لتقدمهنّ، ولكن لمقتض آخر فقال: {ذُكْرَاناً وإناثا} كما قال: {إِنَّا خلقناكم مّن ذَكَرٍ وأنثى} [الحجرات: 13]، {فَجَعَلَ مِنْهُ الزوجين الذكر والانثى} [القيامة: 39]