تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[جزم المضارع ورفعه بعد الطلب]

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 09:48 ص]ـ

أيُّما أصح أن نجزم المضارع بعد الطلب أم نرفعه؟

يذهب كثيرون إلى الجزم غافلين عن مقتضيات المعنى معرضين عن ارتباط الإعراب بالغرض، وأن اختلاف الاعتبار مجلبة لتغير العلامة. والصواب أنه يجوز الجزم في حال ويجوز الرفع في حال. فإن أردنا أن نجعل الفعل الثاني جزاءً للأول مرتبطًا به ارتباط السبب بالمسبب جزمنا إشعارًا بهذه العلاقة الوثيقة فقلنا: (دعِ الطفل، ينمْ)، فإن لم نرد هذا المعنى رفعنا الفعل فقلنا: (دعِ الطفل ينامُ) والمعنى هنا مختلف إذ هو: دعِ الطفل فهو ينام، أو دع الطفل نائمًا.

وقد جلّى القضية لنا سيبويه في الكتاب. ومما جاء في ذلك قوله: "وتقول: ائتني آتك، فتجزم على ما وصفنا، وإن شئت رفعت على أن لا تجعله معلقا بالأول، ولكنك تبتدئه وتجعل الأول مستغنيًا عنه، كأنه يقول: ائتني، أنا آتيك. ومثل ذلك قول الشاعر وهو الأخطل:

وقال قائدهم أرسوا نزاولُها ... فكل حتف امرئ يمضي لمقدار

وقال الأنصاري [عمرو بن الإطنابة]:

يا مال والحق عنده فقفوا ... تؤتَون فيه الوفاء معترفا

كأنه قال: إنكم تؤتون فيه الوفاء معترفا" (1).

ومن أجل ذلك قد يخل الجزم بالمعنى حتى ليصفه سيبويه بالقبح، قال: "فإن قلت: لا تدن من الأسد يأكلْك فهو قبيح إن جزمت، وليس وجه كلام الناس؛ لأنك لا تريد أن تجعل تباعده من الأسد سببا لأكله. فإن رفعت فالكلام حسن، كأنك قلت: لا تدن منه فإنه يأكلُك. وإن أدخلت الفاء فهو حسن، وذلك قولك: لا تدن منه فيأكلَك." (2).

ويبين سيبويه تعدد الأعاريب في الفعل المضارع وهو الرفع على الابتداء أي أن يكون الفعل أول جملة مستأنفة، أو أن يكون أول جملة حالية؛ وهو يضرب لذلك مثالا مطابقا لما بدأنا به هذه المسألة فيقول:

"وتقول ذرة يقلْ ذاك، وذره يقولُ ذاك. فالرفع من وجهين: فأحدهما الابتداء، والآخر على قولك ذره قائلا ذاك؛ فتجعل يقول في موضع قائل. فمثل الجزم قوله عز وجل {ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل} [3 - الحجر]، ومثل الرفع قوله تعالى جده: {ذرهم في خوضهم يلعبون} [91 - الأنعام] " (3).

ونخلص من ذلك كله إلى أن الجزم أو الرفع مرهون بالمعنى مذ كان الإعراب فرعا على المعنى، فلا يعجلن أحدنا إلى تخطئة جازم أو رافع ما لم يكن من أمره جازمًا، وللملامة رافعًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سيبويه، الكتاب، 3: 95 - 96.

(2) السابق، 3: 97.

(3) السابق، 3: 98.

ـ[الأحمر]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 12:00 م]ـ

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز الدكتور أبا أوس

أشكرك على هذا الموضوع المفيد

قال تعالى " خذ من أموالهم صدقة تطهرُهم وتزكيهم بها .... "

ـ[أبو ريان]ــــــــ[02 - 09 - 2008, 12:49 ص]ـ

ثم بحث بعنوان وقفات مع الفعل المضارع الواقع في جواب الطلب وأثر المعنى على حركة الجواب للدكتورة سلوى عرب؛ نشر في مجلة جامعة ام القرى لعوم اللغة

ـ[أيمن الوزير]ــــــــ[03 - 09 - 2008, 12:53 ص]ـ

شكرا أخي علي هذه المعلومات القيمة ولكني أري أن الذهن دائما ينصرف في المضارع الواقع في جواب الطلب إلي ارتباطه بالطلب في جميع صوره من أمر واستفهام وتمني وغيرها بخلاف النهي فهو الحالة الوحيدة التي قد يتوقف جواب الطلب علي الطلب مثل لا تدن من الأسد تسلم وقد لا يتوقف جواب الطلب علي الطلب مثل لا تدن من الأسد يأكلك فهنا يجب الرفع بخلاف المثال الأول يجب جزم المضارع فيه

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[03 - 09 - 2008, 01:17 ص]ـ

أرجو يا دكتور أن تخصنا بشرح المضارع إذا اتصلت به الفاء بعد الطلب.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[03 - 09 - 2008, 01:54 ص]ـ

[ quote= عبدالعزيز بن حمد العمار;269414] أرجو يا دكتور أن تخصنا بشرح المضارع إذا اتصلت به الفاء بعد الطلب. [/ quote

إنما مثلكم من يأمر لا يرجو

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[03 - 09 - 2008, 01:57 ص]ـ

جزاك الله خيرًا يا كتور، وكثر الله من أمثالك.

ـ[موسى 125]ــــــــ[05 - 09 - 2008, 08:38 ص]ـ

وبناءً على ما سبق يستقبح قولهم (لاتجعلوا الفرصة تفتكم) بالجزم، والأحسن أن يقال (لاتجعلوا الفرصة تفوتكم) بالرفع

فهل هذا التصور صحيح يا دكتور؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير