تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل يجوز تسكين عين (مع)؟]

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 03:27 ص]ـ

خالف أبو حيان الزجاج وسيبويه حول موارد تسكين عين (مع).

أشار الزجاج إلى أن حركة (مع) هي الفتح دائما, ولكنه يجوز للشاعر تسكين العين اضطرارا.

قال الزجاج:

" والقراءة المجمع عليها فتح العين, وقد يجوز في الاضطرار إسكان العين, ولا يجوز أن يقرأ بها, ويجوز إنا مَعْكم للشاعر إذا اضطر." (1)

و استشهد بهذا البيت

فريشي منكم وهواي مَعْكُم

وإن كانت زيارتكم لماما (2)

حيث جاءت عين (مع) ساكنة.

وقال سيبويه:

" وسألت الخليل عن معكم ومع، لأيِّ شيء نصبتها؟ فقال: لأنَّها استعملت غير مضافة أسماً كجميع، ووقعت نكرة، وذلك قولك: جاءا معاً وذهبا معاً وقد ذهب معه، ومن معه، صارت ظرفاً، فجعلوها بمنزلة: أمام وقداَّم. قال الشاعر فجعلها كـ (هَلْ) حين اضطرّ، وهو الراعي:

وريشي منكم وهواي معْكم ... وإن كانت زيارتكم لماما (3)

وقد خالف أبو حيان رأي الزجاج وسيبويه حول تسكين عين مع , وتحديده في الضرورة الشعرية, وقال بأن تسكين العين ليس مقصورا على الشعراء في حال الاضطرار, حيث قال:

" ... وليس التسكين مخصوصاً بالشعر، كما زعم بعضهم، بل ذلك لغة لبعض العرب .. " (4)

---

هوامش:

(1) تهذيب معاني القرآن 1/ 47

(2) قيل أن هذا البيت البيت للشاعر النميري, عبيد بن حصين من بني نمير, وقيل لجرير, وهو مذكور في ديوان جرير ص 225, وديوان الراعي في ملحق ديوانه ص 331.

(3) الكتاب - تحقيق د. أميل بديع 3/ 318

(4) البحر المحيط 3/ 56

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 03:40 ص]ـ

أخي د. حجي

هل أيد أبوحيان قوله بنصوص؟

ولعل ما يؤيد قوله وجود الطريقتين في لهجات نجد اليوم فمنهم من يقول معْكم ومنهم من يقول معَكم.

ـ[ابن جامع]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 03:46 ص]ـ

أحسنت أستاذنا الفاضل ...

وقد ذكر السمين في الدر أن معَ حين يسكن عينها تكون حرفا ونقل النحاس الإجماع على ذلك ..

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 03:55 ص]ـ

الأخ العزيز الأستاذ د. بو أوس الشمسان:

شكرا لحضوركم.

بارك الله فيكم وبكم.

واقعا, لم يدعم أبو حيان كلامه بشواهد لغوية, وسأضع امام شخصكم الكريم كل ما قاله حول هذا الشأن.

لقد أشار إلى ذلك في تعقيبه على الآية الشريفة في البحر المحيط:

{وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

" وقال ابن عطية: ومع، ظرف بني على الفتح، وأما إذا أسكنت العين فلا خلاف أنه حرف جاء لمعنى. انتهى، والصحيح أنها ظرف، فتحت العين أو سكنت، وليس التسكين مخصوصاً بالشعر، كما زعم بعضهم، بل ذلك لغة لبعض العرب، والظرفية فيها مجاز، وإنما هو اسم يدل على معنى الصحبة."

اتفق معكم في وجود لغة فتح عين (مع) ولغة تسكينها في الخليج, ولعل في ما أشار إليه أبو حيان ما يدعم من يسكنون العين.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 04:09 ص]ـ

الأخ العزيز ابن جامع:

شكرا للمداخلة الجميلة.

إن رأي السمين الحلبي في تسكين عين مع موافق لرأي الزجاج وسيبويه.

نص قول الحلبي:

" واعلَم أنَّ "مع" لا يجوزُ تسكينُ عينِها إلا في شعر كقوله:

197 - وريشي مِنْكُمُ وهَوايَ مَعْكُمْ * وإنْ كانَتْ زيارتُكم لِماما

وهي حينئذٍ على ظرفِيتها خلافًا لمَنْ زَعَم أنَّها حينئذٍ حرفُ جرٍّ، وإنْ كان النحاس ادَّعَى الإجماع في ذلك،

ـ[ماجد غازي]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 03:50 ص]ـ

وحكى التسكين لغة فيما أذكر؛ النووي في شرح مسلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير