[هل نقول إن لغة " أكلوني البراغيث " ضعيفة؟]
ـ[ابن بريدة]ــــــــ[03 - 08 - 2008, 07:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
مساء يعبق برائحة الورد والياسمين لكل فصيح،،
يذكر النحاة في كتبهم أن لغة " أكلوني البراغيث " لغة ضعيفة مخالفة للغة الفصيحة، بل إنهم يردون بعض الأوجه اللغوية ثم يستدركون بعد ذلك بقولهم، إلا أن تحمل على لغة ضعيفة، ويعنون بذلك لغة " أكلوني البراغيث ".
تساؤلي - معشر الفصحاء -
إن سلمنا بهذا القول يلزمنا نسبة الضعف إلى المصطفى - صلوات ربي وسلامه عليه -، حيث ورد حديث لحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل .. "
ومعلوم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق، فكيف نوفق بين قول النحاة، وبين حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -؟
للجميع خالص المحبة والمودة،،
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[03 - 08 - 2008, 09:20 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله ... أهلا ببريدة كلها وابنها.
بعض النحاة حين ردوا هذا الأسلوب أولوا حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: (ملائكة يتعاقبون فيكم). فلا يوجد هنا فاعلان لفعل واحد.
ـ[ابن بريدة]ــــــــ[03 - 08 - 2008, 09:55 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله ... أهلا ببريدة كلها وابنها.
بعض النحاة حين ردوا هذا الأسلوب أولوا حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: (ملائكة يتعاقبون فيكم). فلا يوجد هنا فاعلان لفعل واحد.
مرحبًا بك أخي عبدالعزيز،،
في نفسي شيء من هذا التأويل الذي ذكرتَ، فيلزم من هذا التأويل تحويل الجملة من حيز الفعلية إلى الاسمية؛ لأن الفاعل لا يتقدم على عامله على الصحيح من أقوال النحاة.
فأرجو إيضاح ما ذكرتم،،
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[03 - 08 - 2008, 10:43 م]ـ
هذا التركيب إنما يكون قليلا، أو بعبارة بعض النحاة ضعيفا، إذا جعلت الفعل مسندا إلى الظاهر الذي بعده، أي إلى " البراغيث " وأما إذا جعلته مسندا إلى المتصل به - من الالف، والواو، والنون - وجعلت الظاهر مبتدأ، أو بدلا من الضمير، فلا يكون ذلك قليلا، ولا ضعيفا، بل هو فصيح، وعلى هذا يحمل قول المصطفى:= في هذا الحديث، وغيره، فمن ذلك ما جاء في حديث وائل بن حجر: " ووقعتا ركبتاه قبل أن تقعا كفاه " وقوله: " يخرجن العواتق وذوات الخدور "، وعلى هذا أيضا يحمل قوله تعالى: " وأسروا النجوى الذين ظلموا ".
والله أعلم.
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 12:45 ص]ـ
السلام عليكم
لقد ناقش ابن هشام هذه المسألة في المغني , وتوسّع فيها ذاكرا أقوال النحاة , فقال في حديثه عن أنواع "الواو":
(الثاني عشر: واو علامة المذكرين في لغة طيئ أو أزد شنوءة أو بَلْحارث، ومنه الحديث يتعاقبون فيكم ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنهار، وقوله:
يلومونني في اشتراءِ النّخي ... لِ أهلي فكلّهمُ ألوَمُ
وهي عند سيبويه حرف دالّ على الجماعة كما أن التاء في قالت حرفٌ دالّ على التأنيث، وقيل: هي اسم مرفوع على الفاعلية، ثم قيل: إن ما بعدها بدل منها، وقيل: مبتدأ والجملة خبر مقدم ... )
ثمّ قال في الآيتين:
(ثمّ عَمُوا وصَمّوا كثيرٌ منهمْ ... )، (وأسرّوا النّجوى الذينَ ظلموا ... ):
وقد جُوِّز في (الذين ظلموا) أن يكون بدلاً من الواو في وأسروا أو مبتدأ خبره إما وأسرّوا أو قول محذوف عامل في جملة الاستفهام، أي يقولون هل هذا، وأن يكون خبراً لمحذوف أي هم الذين، أو فاعلاً بأسرّوا والواو علامة كما قدمنا، أو بيقول محذوفاً، أو بدلاً من واو (استمعوه) وأن يكون منصوباً على البدل من مفعول يأتيهم أو على إضمار أذم أو أعني، وأن يكون مجروراً على البدل من الناس في (اقتربَ للنّاسِ حسابُهمْ) أو من الهاء والميم في (لاهيةً قُلوبُهم) فهذه أحد عشر وجهاً، وأما الآية الأولى فإذا قدرت الواوان فيها علامتين فالعاملان قد تنازعا الظاهر؛ فيجب حينئذ أن تقدر في أحدهما ضميراً مستتراً راجعاً إليه، وهذا من غرائب العربية، أعني وجوب استتار الضمير في فعل الغائبين، ويجوز كون كثير مبتدأ وما قبله خبراً، وكونه بدلاً من الواو الأولى مثل اللهمّ صلِّ عليه الرؤوفِ الرحيم فالواو الثانية حينئذ عائدة على متقدم رتبةً، ولا يجوز العكس، لأن الأولى حينئذ لا مفسر لها.)
ثمّ قال:
(وجوز الزمخشري في (لا يملكونَ الشّفاعةَ إلا مَن اتّخذَ عندَ الرحمنِ عهدا) كونَ مَنْ فاعلاً والواو علامة.)
ـ[ابن بريدة]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 02:09 ص]ـ
بوركتما أخويّ الفاضلين،،
نخلص من هذه الآراء إلى أنها لغة فصيحة، واطلعت على بحث للدكتور رمضان عبدالتواب ذكر خلاله شواهد كثيرة تنفي تهمة الضعف التي أُلصقت بهذه اللغة.
فما رأيكم؟
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 03:41 ص]ـ
الأخ الكريم ابن بريدة:
لغة (أكلوني البراغيث) هي لغة " طي وبلحارت بن كعب إحدى لغات العرب المشهورة بالفصاحة.
لمزيد من الاطلاع, أدعوكَ إلى قراءة كتاب " آراء في الضمير العائد ولغة أكلوني البراغيث " للدكتور خليل أحمد عمايرة.
¥