تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل نقول: نشكركم على تعاونكم معنا؟]

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 12:05 ص]ـ

تحفل الخطابات الموجهة إلى الأجهزة الإدارية بمثل هذا التعبير على ما فيه من مخالفة للمشهور من سنن العربية. والمصدر (تعاونكم) يأتي فعله على بناء (تفاعلَ). ولهذا البناء دلالة أساسية هي (التفاعلية). ومعنى التفاعلية أن يصدر الفعل من فاعلين فأكثر فيفعل كل منهما الفعل بصاحبه، نقول: تعاون الرجلان، أو تعاون المسلمون، وتبارى الفريقان. ولا يصح أن يكون الفاعل واحدًا، فلا نقول: "تعاون محمد"، ولا تبارى الفريق، فإن أردنا ذلك قلنا: "عاون محمد صاحبه وبارى الفريق غيره". قال سيبويه: "وأما تفاعلت فلا يكون إلا وأنت تريد فعل اثنين فصاعدًا، ولا يجوز أن يكون معملا في مفعول، ولا يتعدى الفعل إلى منصوب" (1)

ولعل إحساس المستخدمين ما في البناء من تفاعلية هو الذي جعلهم يأتون بالظرف (مع) ليفي بشرط الجمعية.

ولكن ما الخطأ في (تعاونكم)؟

المعنى الذي يستلزمه التركيب "نشكركم على تعاونكم" هو: نشكركم أنّ بعضَكم عاون بعضًا، وليس هذا مراد المستخدم؛ إذ مراده نشكركم أنكم عاونتمونا، فالشكر للعون أو المعاونة. فينبغي القول: نشكركم لمعاونتنا.

ويبقى أمر آخر وهو أن بعض الأفعال التي تأتي على هذا البناء أي:"تَفاعَلَ" هي أفعال مسندة إلى فاعل واحد، ودلالة البناء في هذه الحالة هي التظاهر بالفعل أو تكلف الفعل، أو غير ذلك من المعاني التي رصدها الصرفيون (2). مثال ذلك: تجاسر الرجل، وتغافل، وتهاون، وتمادى، وتتابع. وعند تأمل هذه الأفعال يمكن بلطف رد هذه الدلالة الفرعية إلى الدلالة الأصلية وهي التفاعلية؛ ذلك أن التفاعلية هنا تفاعلية ذاتية بين الفاعل ونفسه، كأنّ معنى تجاسر الرجل: جاسر نفسَه، وهاون نفسَه، ومادى نفسَه، وتابع الشيءُ نفسَه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الكتاب، 4: 69.

(2) الشمسان، أبنية الفعل: دلالاتها وعلاقاتها:34.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 12:12 ص]ـ

جزاك الله خيرًا. لقد أفدت من هذا المعلومة نفع الله بك.

وتكرمًا - يا دكتور - لا تنقطع عنا معلوماتك؛ فنحن نترصدها.

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 02:54 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[ماجد غازي]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 03:08 ص]ـ

نشكركم يا دكتورعلى معاونتكم وإعانتكم لنا.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 03:30 ص]ـ

أخواني وأحبابي عبد العزيز، زين الشباب، ماجد

حفظكم الله جميعًا وشكرًا لتشجيعكم.

ـ[ابن بريدة]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 03:39 ص]ـ

قبل كلِّ شيء مبارك عليك هذا الشهر الكريم، وعلى جميع الأحبة في رحاب الفصيح.

دائمًا ما تتحفنا بهذه الروائع، واللفتات اللغوية الدقيقة.

واصل هذه الدرر فمتابعوها كثر.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 07:50 م]ـ

قبل كلِّ شيء مبارك عليك هذا الشهر الكريم، وعلى جميع الأحبة في رحاب الفصيح.

دائمًا ما تتحفنا بهذه الروائع، واللفتات اللغوية الدقيقة.

واصل هذه الدرر فمتابعوها كثر.

أخي العزيز ابن بريدة

ومبارك عليك الشهر الكريم أعانك الله على صيامه وقيامه

وأشكر لك تعليقك وتقبل تحياتي

ـ[حرف]ــــــــ[05 - 09 - 2008, 03:31 ص]ـ

بارك الله فيك أستاذي أبا أوس ونفع بك وبعلمك.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 03:18 ص]ـ

بارك الله فيك أستاذي أبا أوس ونفع بك وبعلمك.

وبارك فيك أخي حرف وآسف لتأخري في الجواب لظروف خاصة.

ـ[قاسم خليل]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 01:51 م]ـ

جزاك الله خيرا

نشكركم لمعاونتنا ...... هو الصواب

فهل (نشكر تعاونكم) أو (نشكر لكم تعاونكم) صواب ..

ودمت على الخير

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 03:33 م]ـ

جزاك الله خيرا

نشكركم لمعاونتنا ...... هو الصواب

فهل (نشكر تعاونكم) أو (نشكر لكم تعاونكم) صواب ..

ودمت على الخير

إن توجهت إلى قوم عاون بعضهم بعضًا وأردت شكرهم لذلك قلت نشكر تعاونكم أو نشكركم لتعاونكم أو نشكر لكم تعاونكم كل ذلك صحيح.

قال تعالى

(رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ) (النمل: من الآية19)

(أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) (لقمان: من الآية12)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير