[دلالة الجمع بالألف والتاء على الكثرة والقلة]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 12:07 ص]ـ
قال الحريري: إن العرب ألحقوا بصفة الجمع الكثير الهاء فقالوا أقمت أياما معدودة وبصفة الجمع القليل الألف والتاء فقالوا: أقمت ايامًا معدودات (درة الغواص 101)
قال ابن بري الألف والتاء قد يراد بها الكثير يقول الله تعالى: {ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات}. الأحزاب. 35.وقد يراد بها القليل كقول أبي داؤد:
ذات انتباذ من الحادي إذا بركت= خوت على ثفنات محزئلات
وكذلك تكون (معدودات) للقليل والكثير قال تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ} (البقرة 203) فهذا يراد بها القليل؛ لأنها أيام التشريق وقال تعالى: {ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات} آل عمران 24 فهذه للكثرة لأنه جاء في التفسير أنها أربعون يومًا وهي التي عبدوا فيها العجل وكذلك التاء في (معدودة) ايضا تكون للقليل والكثير قال تعالى: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) يوسف: 20 فهذه يراد بها تقليل الدراهم (حواشي ابن بري وابن ظفر على درة الغواص: 102 - 103)
وللحديث صلة
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 05:35 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا المبارك،
لكن الظاهر والله أعلم أن الألف والتاء في قوله تعالى: {ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات} ـ آل عمران 24 ـ أنهما للقلة، بدليل أن دخولهم النار أربعين يوما بالنسبة إلى خلود الآخرين يعتبر أقل من القليل.
والله أعلم.
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 08:09 م]ـ
:::
قال الحريري: إن العرب ألحقوا بصفة الجمع الكثير الهاء فقالوا أقمت أياما معدودة وبصفة الجمع القليل الألف والتاء فقالوا: أقمت أياما معدودات (درة الغواص 101).
قال ابن بري الألف والتاء قد يراد بها الكثير ...
الأصل أن تلحق الهاء بصفة الجمع الكثير للدلالة على الكثرة، وأن تلحق الألف والتاء بصفة الجمع القليل للدلالة على القلة، لكن جاز في لغة العرب أن يأتي الاستعمالان على غير الأصل، ويكون السياق في هذه الحالة هو الدال على الكثرة أو القلة. وكلا الاستعمالين صحيحين فصيحين ومستقيمين لغة، ومسموعين في كلام العرب، والقرآن جاء على وفاقهما، فمرة جاء بهذا، وتارة أتى بذاك.
ففي قوله تعالى: (وقالوا لن تمسسنا النار إلا أياما معدودة) لم تأت الهاء على أصلها للكثرة، بل استعملت للقلة على غير الأصل، ودل السياق على أنهم يقللونها غرورًا أو تغريرًا.
وفي قوله تعالى: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَالزَّاهِدِينَ) لم تأت الهاء على أصلها للكثرة لأن السياق يدل صراحة على أن المراد تقليل الدراهم.
وفي قوله تعالى: (وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍمَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ) أتت الألف والتاء على أصلها للقلة لأنها أيام التشريق.
وفي قوله تعالى: (ذلك بأنهم قالوا لن تمسناالنار إلا أياماً معدودات) أتت الألف والتاء على أصلها للقلة لأن أربعين يوما قليلة بالنسبة إلى الخلود.
وفي قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَات) لم تأت الألف والتاء على أصلها للقلة بل للكثرة لأن السياق يدل على جمع كثرة عدته 30 يوما. ً
والله أعلم،
منذر أبو هواش
:)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 12:38 ص]ـ
أشكرك أخي وأستاذي منذر أبو الهواش على هذا التواصل والإيضاح واسمح لي بما يلي:
يقول ابن بري: الألف والتاء قد يراد بها الكثير وقد يراد بها القليل
اختلف في دلالة الألف والتاء على كثرة العدد وقلته في المجموع بهما، وذلك على قولين:
1 - ذهب البصريون وتبعهم اكثر العلماء إلى أن الأصل الدلالة على العدد القليل وربما استعير للدلالة على العدد الكثير وهذا مذهب ابن بري (1)
2 - ذهب الكوفيون إلى أن الألف والتاء لأقل العدد (2)
3 - قال بعض العلماء: إنه إذا قُرن الجمع بأل التي للاستغراق أو أضيف إلى ما يدل على الكثرة انصرف إلى الكثرة (3)
¥