[النحو المظلوم]
ـ[عارف الحمزي]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 11:36 ص]ـ
لا زلتَ تسمع بين الحين والآخر من هنا وهناك هذه لغة شاذة وتلك نادرة وذلك ضرورة وهذا جائز في الشعر دون النثر وغيرهذه من العبارات التي قُصد منها منع أساليب نحوية فصيحة تكلم بها العرب الأوائل.
وأرى أن هذه العبارات استعملت لظلم النحو التقعيدي بعد أن ظلم في الجانب التطبيقي والغريب أنه في هذه المرة ظلم من أقرب الناس إليه وهم المتخصصون فيه!!.
إن الشذوذ والندرة والقلة ونحوها أدلة لجواز ذلك الأسلوب لا إلى منعه وما المانع أن يكون جائزاً مع قلته في اللغة؟ وكيف كان في لغة الأوائل أرباب اللغة وأقدر الناس عليها كيف كان في كلامهم فصيحاً وكان في كلامنا نحن الذين نعاني اللحن في غالب حديثنا كيف كان في كلامنا لحناً وخطأ وعيباً؟؟ أليس هذا من التناقض العجيب؟؟ اللهم نعم.
إنك قل أن تجد باباً من أبواب النحو أو الصرف إلا والشذوذ وارد فيه صارخاً في وجه النحاة إلا وإن ما تقعدونه أغلبي لا كلي كيف تحكمون بالوجوب وأنا بين أظهركم
ويكف تحكمون بالمنع وأنا ماثل أمامكم؟؟؟!! ليؤكد للنحاة أن اعتقادهم في كلية اللغة واطرادها اعتقاد فاسد جرهم إلى هذه الأحكام الجائرة ولينبههم إلى قوله تعالى: " ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ".
حتى بلغ الأمر ببعض النحاة إلى إنكار أساليب فصيحة وتضعيف أخرى مع ورودها في القرآن وانظر إلى إطباق الصرفيين على وجوب القلب في نحو: (استقاموا) مع أن عدم القلب جائز وقد ورد في القرآن وفصيح كلام العرب كما في سورة المجادلة: " استحوذ عليهم الشيطان " وفي كلام العرب: استنوق الجمل.
وإذا كان بعض النحاة القدامى والمعاصرين قد وجدوا لأنفسهم مخرجاً للفرار من دلالة النصوص الصريحة من فصيح كلام العرب فماذا سيقولون في كلام الله تعالى؟؟!! أيعقل أن يقال إن في كلام الله شاذاً أو أنه يدخل في كلامه تعالى القلة والندرة والضرورة؟؟ سبحان الله!.
أريد أن أخلص من هذه المقالة إلى قاعدة عامة مفادها: أن كل ما ورد في القرآن أو السنة أو كلام العرب نثراً أوشعراً فإننا نأخذ منه وجهاً في الجواز قليلاً كان أو كثيراً ما دام ثبوته صحيحاً ودلالته صريحة.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 12:45 م]ـ
القواعد إنما تبنى على الكثير أو المطرد، وفي ذلك بعد حضاري وهو جمع أبناء اللغة والمنتسبين إليها من شتى القبائل والشعوب إلى لغة واحدة، تترفع عن عيوب الكلام الذي عانت منه كثير من اللهجات القديمة.
أما حكمهم على بعض الأساليب بالشذوذ، أو الندرة فلا ضير فيه، فإن من قواعدهم في الأصول أن الشذوذ لا ينافي الفصاحة، وإنما الشذوذ جاء من وجه أنه مخالف للمطرد أو الكثير.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 02:56 م]ـ
أخي الكريم كل ما خالف القياس هو شاذ (والقياس مبني على استقراء وسماع جرى بجهود جبارة من قبل النحاة الأوائل إبان عصر الاحتجاج)
ولو سمحنا للغات الشاذة أو النادرة أن تصبح قواعد يقاس عليها لتشعبت اللغة ولضاعت المقاييس واختلطت
وبالنسبة للشعر والنثر نعم الكلام شعرا ليس كالكلام نثرا فالشعر ليس كلغة الخطاب العادي
وكما يقال: يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره وضرورات الوزن قد تجبر الشاعر على عدم مراعاة المقاس من كلام العرب ..
ولا أرى أي ظلم للنحو في هذا الباب
ـ[عارف الحمزي]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 06:12 م]ـ
شكرا استاذي ولكن على ماذا اعتمدنا في تقرير القياس؟ أليس على كلام العرب؟ الجواب بلى! وعليه فقد كان الأولى قبل تقرير القياس أن ننظر إلى كل ما ورد عن العرب في الباب الواحد ثم نحدد القياس على ضوء كل النصوص لا على بعضها دون البعض الآخر!! وإنما ألجأ النحاة إلى دعوى الشذوذ إهمالهم لبعض ما ورد عن العرب في الباب!
وإلا لوسهم أن يقولوا إن هذه الشروط أغلبية يجوز مخالفتها لورود بعض الشواهد بذلك!
وإذا كان النحو العربي توصيف لخصائص كلام جميع القبائل العربية فلماذا نمنع ما نطقت به بعض القبائل العربية في بعض الأساليب؟ إن هذا في نظري يؤكد أن النحو الذي ندرسه إنما هو نحو تميمي فحسب بدليل أن أغلب شواهده تميمية ولا يصح بحال أن نقول إنه نحو عربي شامل؛ لأننا ألغينا الاستدلال بكلام بعض القبائل العربية فيه.
ومن جهة أخري أرى أن اعتماد القاعدة النحوية على الغالب من كلام العرب خطأ في منهج الاستدلال والنظر؛ ذلك أننا لا نعتمد هذه القاعدة في الاستدلال الشرعي على أحكام الله تعالى بل يجب أن نحتج ولو بجزء من حديث حتى ولو عارض آلاف النصوص الأخرى فإن ذلك الجزء من الحديث يخصص العام ويقيده ويطلق المقيد ويقيد المطلق وينسخ ويبين ويفسر ونحو ذلك فكيف يكون هذا جائزا في أحكام الله بل واجبا وفرضا ويكون ممنوعا وشاذا وخطأ في قواعد الكلام؟؟؟؟؟؟؟!!!
ثم لماذا نخاف على النحو العربي من فتح الاحتجاج بالقليل من كلام العرب أو المخالف للقاعدة العامة؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ونحن إن فعلنا ذلك لن نهدم النحو ولن نفتح الباب على مصراعيه كما يقال وإنما سنجوز الممنوع ونعمم المقيد في حدود الدليل الذي بأيدينا والذي تكلمت به العرب!!!!!!!!!! وهل سيكون ما تكلمت به بعض العرب هدما للنحو أو انتقاصاً لحقه؟؟؟
اللهم لا.
¥