تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[القواعد النحوية بين التعمق العلمي والإهمال العملي]

ـ[أبوخالد القاسم]ــــــــ[11 - 08 - 2008, 11:08 م]ـ

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين وبعد:

فإنه من المعروف لدى الجميع أهمية القواعد النحوية في الكلام والحديث عموماَ، والناس حول هذا الأمر منقسمون إلى فريقين:

1) إما باحث في الأصول ومناحي الاختلاف والترجيحات والشواهد وغيرها من الأمور الأكاديمية البحتة، وجل تفكيره الانتصار لمذهب تقعيدي أو قول جماعة من أهل اللغة في الحكم على مسألة من المسائل، وهذا في ظاهره ليس مذموماَ لأن فيه إثراءَا وارتقاءَا باللغة والعمل على التنقيب عن أصح ما ورد من كلام العرب وخدمة القرآن والسنة وغير ذلك من الأهاف النبيلة الطيبة، ولكن كل هذا يدور في سياق التناظر والمناقشة بين فئة من الناس وهم الباحثون والمتخصصون في علم النحو على اختلاف تفريعاته.

2) وإما مهمل لتلك القواعد فلا يتكلم العربية وإذا تكلم بها وقع في أيسر الأخطاء النحوية كرفع المفعول ونصب الفاعل والصعوبة في تكوين الجملة العربية تكويناَ صحيحَا، وإذا تعلم القوعد النحوية الابتدائية كان ذلك من قبيل الثقافة العامة أو أن هذا العلم من قبيل (علم لاينفع وجهل لايضر) في نظر البعض والله المستعان، ومما يؤسف ويحزن أن يكون التهوين من شأن القواعد النحوية نابع من معلمي اللغة العربية-إلا مارحم ربي- حيث يتم معاملتها على أنها مسائل رياضية ليس إلا، فالتطبيق العملي أمر مستحب وإلا فالأصل عندهم هو الإهمال والترك لأن الغاية عندهم استعارة القاعدة مع بعض الأمثلة لفترة محددة ثم رد تلك العارية في الاختبار.

وهنا نلاحظ أمور منها:

1) ضياع جهود الفريق الأول وقلة الاستفادة منها في المجال العملي وبالتالي تبقى نظريات في الكتب لانلجأ إليها إلا عند تحضير رسائل الدكتوراة والماجستر وتصبح بالنسبة للفريق الثاني عبارة عن طلاسم وأمور عقيمة ليس لها مكان أو حيز في الحياة العملية إذا حاولنا النزول بها إلى مضمار التطبيق أو حتى الاطلاع، وإذا أمعنت النظر في علم الكيمياء مثلاَ وجدت أن محاولة دراسة هذا العلم تبدو صعبة للوهلة الأولى وإذا قمت بالنظر في العناصر والتراكيب فستجد فيها من التعقيد والصعوبة ما يجعلك تنهي تلك الدراسة، أما إذا كنت تعمل داخل المختبر الكيميائي الذي هو مجال التجربة والملاحظة لم تشعر بصعوبة مع أنك تتناول نفس العلم، وقس على ذلك علم النحو وأي فرع من فروع اللغة.

2) لابد من الاستفادة من جهود الفريق الأول وتيسر وتلخيص تلك الدراسات والنزول بها إلى مستوى الفئة العريضة من الأفراد حتى يتمكن أكبر عدد من هؤلاء من مواصلة التطبيق أو التعمق لمن أراد وللحديث بقية، وأتركك المجال للمشاركات والتعقيب والله أعلى وأعلم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[12 - 08 - 2008, 05:26 م]ـ

بارك الله فيك تقسيم ممتع

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير