[سؤال جزاكم الله خير]
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[18 - 08 - 2008, 06:27 م]ـ
السلام عليكم:
من شروط التنازع في العمل:
1 - أن يكون بين العاملين ارتباط.
2 - أن يكون العاملان متقديمين على المعمول.
3 - أن يكون كل واحد من العاملين بحيث يصح أن يوجه إلى ذلك المعمول غير من غير فساد في اللفظ ولا في المعنى فيخرج بذلك نحو قول الشاعر:
فأين إلى أين النجاة ببلغتي أتاك أتاك اللاحقون آحبس احبس احبس
لأنه ليس كل واحد من (أتاك أتاك) موجها إلى قوله (اللاحقون)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤالي: من يشرح لنا الشرط الثالث جزاكم الله خيراً؟
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 08 - 2008, 06:12 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فأين إلى أين النجاة ببلغتي ******* أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس
لأنه ليس كل واحد من: (أتاك أتاك)، موجها إلى قوله: (اللاحقون).
لأن الثانية توكيد للأولى، فلا تفيد تأسيسا، لمعنى جديد يتوجه إلى المعمول، ولو كان ذلك صحيحا لقيل: أتاك أتوك اللاحقون، على قول الكوفيين، بإعمال الأول والإضمار في الثاني.
أو: أتوك أتاك اللاحقون على قول البصريين، بإعمال الثاني والإضمار في الأول.
فلما لم يضمر في أحدهما دل ذلك على أن التكرار لمجرد التوكيد.
والله أعلى وأعلم.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[19 - 08 - 2008, 06:37 ص]ـ
3 - أن يكون كل واحد من العاملين بحيث يصح أن يوجه إلى ذلك المعمول غير من غير فساد في اللفظ ولا في المعنى فيخرج بذلك نحو قول الشاعر:
فأين إلى أين النجاة ببلغتي أتاك أتاك اللاحقون آحبس احبس
لأنه ليس كل واحد من (أتاك أتاك) موجها إلى قوله (اللاحقون)
سؤالي: من يشرح لنا الشرط الثالث جزاكم الله خيراً؟
مرحبا أخي محمدا
أكثر النحاة على أن هذا البيت وما شابهه لا يعد من باب التنازع لأن العامل هنا عندهم مكرر لأجل التوكيد فحسب.
وأما من يرى خروجه من باب التنازع لعدم انطباق الشرط الثالث عليه فللفساد اللفظي، وبيانه كما يأتي:
الأصل في التنازع عندهم أن يعمل أحد العاملين في الظاهر ويعمل الآخر في ضميره مثل: أكل وشرب زيدُ، فإن أعملت (أكل) في الظاهر أعملت (شرب) في ضميره، والضمير هنا مستتر، وإن أعملت (شرب) كان العكس.
وإذا طبقنا هذا على (أتاك أتاك اللاحقون) فإن أعملنا أحد العاملين (أتاك أتاك) في الظاهر أعملنا الثاني في ضميره، وهذا الضمير لا يصح استتاره هنا لأنه ضمير رفع عائد على جمع، وعليه يجب لكي تكون المسألة من التنازع عندهم أن يقال: (أتاك أتوك اللاحقون) أو (أتوك أتاك اللاحقون) ولما لم يتصل ضمير الظاهر بأحد العاملين ـ في البيت ـ أدى ذلك إلى فساد في اللفظ، لأن جعلها من باب التنازع يعني أنها بمنزلة قولك: (أتاك اللاحقون أتاك) وهذا لا يصح وإنما الصحيح أن تقول (أتاك اللاحقون أتوك)، إلا عند من لا يشترط العمل في ضمير الظاهر المرفوع في التنازع كالفراء.
وأما الفساد المعنوي ففي نحو (أكلنا وشربنا اللبنَ) إذ لا يصح توجيه (أكل) إلى اللبن لأنه لا يؤكل، وعليه لا تعد المسألة من التنازع، وإنما يقدر لـ (أكل) معمول آخر كأنك قلت (أكلنا الطعام وشربنا اللبن).
تحياتي ومودتي.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[19 - 08 - 2008, 06:48 ص]ـ
أخي الغالي مهاجر
مشكلتي في سوء الاتصال، ولقد فتحت هذه النافذة وشرعت أكتب الرد ولم يكن ردك موجودا، وقد حاولت إرسال ردي مرارا فلم يتم الإرسال لسوء الاتصال، فانتظرت بعض الوقت ثم أرسلته وإذا بك قد أجبت وأفدت، فالمعذرة أخي الكريم!
وتقبل خالص ودي.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 08 - 2008, 08:49 ص]ـ
ولك خالص الود أيها الكريم.
إجابتك أشفى للغليل، وقد ذكرت الشق الثاني المتعلق بالفساد المعنوي بمثال واضح وعبارة سلسة، فجزاك الله خيرا.
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 01:24 ص]ـ
أخي مهاجر بارك الله لك في علمك ...
لماذا عند إعمال الأول قلت (أتاك أتوك) وعند إعمال الثاني قلت (أتوك أتاك) مالذي يحدث ويتغير (بالضبط) عند الإعمال ... أرجو إرشادي .. وجزاك الله خيراً.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 03:23 ص]ـ
أخي محمدا، أجيب وأرجو أن يأذن لي أخي مهاجر.
أنت تعرف أن الفاعل إذا كان اسما ظاهر فإن ضميره لا يتصل بالفعل فلا يقال: (أتوك اللاحقون) ـ إلا على لغة أكلوني البراغيث ـ وإنما يقال (أتاك اللاحقون).
وعلى ذلك إذا قلت (أتاك ـ أتوك ـ اللاحقون) فالعامل في الفاعل الظاهر هو الأول لأنه لم يتصل به الضمير، أما الثاني فلم يعمل في الظاهر وإنما عمل في ضميره الواو.
وإذا قلت (أتوك .. أتاك اللاحقون) فالعامل في الظاهر هو الثاني لعدم اتصال الضمير به، وأما الأول فهو عامل في الضمير الواو.
وهذا هو الضابط لتمييز العامل في الظاهر، وهو واضح حينما يكون الضمير بارزا، أما في حال الاستتار فأنت بالخيار إن شئت أعملت الأول في الظاهر والثاني في المضمر وإن شئت فعلت العكس، وكلاهما صحيح.
ملحوظة: هذا الموضع مما يصح فيه كون مرجع الضمير متأخرا لفظا ورتبة.
تحياتي ومودتي.