تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ابن بريدة]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 05:21 م]ـ

يقول سيبويه: " وأما ما ينجزم بين المجزومين فقولك: أن تأتني ثم تسألْني أعطك، وإن تأتني فتسألْني أعطك، وإن تأتني وتسألْني أعطك؛ وذلك لأن هذه الحروف يشركن الآخر فيما دخل فيه الأول، وكذلك أو وما أشبههن ... وسألت الخليل عن قوله: إن تأتني فتحدثَني أحدثك، وإن تأتني وتحدثَني أحدثك، فقال: يجوز والوجه الجزم ... وإنما كان الجزم الوجه لأنه إذا نصب كان المعنى معنى الجزم فيما أراد من الحديث، فلما كان ذلك كان أن يحمل على الذي عمل فيما يليه أولى؛ وكرهوا أن يتخطوا به من بابه إلى باب آخر إذا كان يريد شيئًا واحدًا " [انظر الكتاب ج 3 ص 88، بتحقيق عبدالسلام هارون]

ونقل عبدالسلام هارون في الحاشية عن السيرافي - في شرحه للكتاب - قوله: " وإنما ضعَّف النصب لأنه متى نصب لم يخرج عن معنى الجزم، فاختاروا المجزوم لأن عامله عامل المجزوم الذي قبله، فيجتمع فيه تطابق اللفظين وظهور العامل فيهما، وإذا نصب فهو على تأويل بعيد المتناول لا تحوج إليه ضرورة "

أهلا بك أخي الفاضل،،

لم يستخدم سيبويه - رحمه الله - لفظة (ضعيفة)، ولكنه ذكر كلامًا لونته لك يتضح من خلاله تضعيف هذا الوجه.

ونصَّ السيرافي - رحمه الله - في شرحه على تضعيف سيبويه النصب في مثالنا، ولا أعتقد أننا أكثر فهمًا من السيرافي بمراد سيبويه.

دمتَ بصحة وعافية،،

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 05:54 م]ـ

اسمحوا لطالب علم صغير أن يبدي وجهة نظره:

برأيي أن سيبويه يضعف النصب بـ (ثم)، ولا يقصد الواو أو الفاء، وقد ورد النصب بعد الواو في شعر الفصحاء:

ومن يقترب منا ويخضعَ نؤوه * ولا يخش ظلمًا ما أقام لا هضما.

ـ[ابن القاضي]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 06:11 م]ـ

إذن لا يوجد نص ولا قول صريح لسيبويه في التضعيف، وإنما قال "كرهوا "، و " كرهوا " هذه تحتمل تأويلات، منها أنها خلاف الأولى، بدليل قوله: " فلما كان ذلك كان أن يحمل على الذي عمل فيما يليه أولى ". وتحتمل أنها ضعيفة بالنسبة إلى الجزم، لا أنها ضعيفة مطلقا بدليل قول الخليل:" يجوز والوجه الجزم ".

وأما السيرافي فالظاهر من سياق الكلام أنه لم يقل إن سيبويه ضعَّف النصب ولم ينسب هذا القول لسيبويه، وإنما قال: " ضُعِّف النصب " بدليل قوله لاحقا:"فاختاروا المجزوم " ولم يقل: فاختار الجزم.

هذا والله أعلم.

ـ[عارف الحمزي]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 11:47 م]ـ

من أسباب جمود النحو والصرف اعتقاد البعض أنه لا قول بعد قول الخليل وسيبويه حتى أدى هذه الاعتقاد بالبعض إلى تجاهل دلالة النصوص من القرآن والشعر الفصيح الصحيح لأن الخليل وسيبويه لم يقولان به!!!!!!!!! وهل أحاط الخليل وسيبويه بكل شئ؟؟؟؟؟؟؟؟ أو طافا الجريرة العربية كلها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لقد وجد غيرهما من العلماء نصوصا لم يجدوها فالواجب العدول إلى دلالة النصوص مهما كان القائل بها وليس صحيحا المثل المشهور (القول ما قالت حذام) لأن القول الحق الخالص كلام الله ورسله عليهم السلام فقط.

ولا زال الاجتهاد في قواعد اللغة مستمرا من عهد أبي الأسود الدؤلي إلى اليوم لا يحق لأحد منعه.

ـ[ابن بريدة]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 02:09 ص]ـ

مرحبًا بجميع الأحبة، وما أروع النقاش معكم،،

أخي الفاضل أبا حمد .. أنت أستاذ من أساتذة الفصيح، وما أنا إلا طفل مازال يحبو في رياض العربية،،

سيبويه - رحمه الله - نصَّ في أمثلته على الواو والفاء فنجده قال:

وسألت الخليل عن قوله: إن تأتني فتحدثَني أحدثك، وإن تأتني وتحدثَني أحدثك، فقال: يجوز والوجه الجزم

وأما ما ورد في الشعر، فكما تعلم - حفظك الله - أن في الشعر مخالفةً لمسائلَ متفقٍ عليها عند النحاة، وهذا خاص بالشعر دون غيره، فما بالك بمسألةٍ كلا الوجهين فيها جائز، وإنما فضلوا وجهًا على آخر دون منعه.

أخي الفاضل ابن القاضي،،

عد إلى ما كتبتُ، فسوف تجدني قلت إن النصب رأي لبعض النحاة كابن مالك وابن عقيل - حسبما وقفت عليه -، فلم أنكر هذا الرأي.

ولكن من خلال ما نقلت عن سيبويه والسيرافي يتضح تضعيف هذا الرأي، وإلا فبمَ تفسر أقوالهم:

يجوز والوجه الجزم

وكرهوا أن يتخطوا به من بابه إلى باب آخر إذا كان يريد شيئًا واحدًا

وإنما ضعف النصب

وإذا نصب فهو على تأويل بعيد المتناول لا تحوج إليه ضرورة

فكل هذه الجمل توحي بتضعيف النصب، والسيرافي - رعاك الله - يشرح كتاب سيبويه، وليكن قوله (ضُعِّف النصب) بهذا الشكل فإنما يريد سيبويه والخليل ضمن القائلين بضعف النصب، ولا يشترط في القول بضعف هذا الوجه أو ذاك منعه، بل قد يجوز ويرد في الفصيح من كلام العرب، ولكنه يكون خلاف الأولى أو ضعيفًا أو غير ذلك من المصطلحات التي يستخدمها النحاة، ولا يغيب عن ذهنك أن في اللغة فصيحًا وأفصح.

أرجو أن أكون قد بينت وجهة نظري بوضوح،،

أخي الفاضل عارف الحمزي،،

لا شك أن الاجتهاد مفتوح لجميع العلماء دون الوقوف عند عصر معين، ولكن في مسألتنا هذه أجاز سيبويه والخليل كلا الوجهين، وإنما الخلاف بين النحاة فيمن يجيز كلا الوجهين دون تضعيف أحدهما، ومن يجيزهما مع تضعيف النصب - وهذا مذهب سيبويه والخليل -، وبين أيدينا الآن نص لسيبويه يوضح ذلك.

وما من شك أن العلماء المتقدمين أعلم باللغة ممن تأخر عنهم، لأنهم سمعوا عن العرب الفصحاء وأخذوا عنهم اللغة مشافهة قبل أن يقعدوها، ويضعوا ضوابطها.

ودمتم أحبة لأخيكم،،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير