تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حسنا .. نستدعي إذن أخانا الحبيب الدكتور عبدالرحمن السليمان

ظننت أنّي وحدي من يعرف العبريّة في هذا المنتدى!

فإذا لي شركاء:):):)

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 02:56 ص]ـ

في الآرامية ورد إلهي بهذه الألفاظ

إيلي - إيلوئي - ألوي - إيليا - ألوي

وهي كلها مترجمة فلست أظن الترجمة دقيقة

أين أنت د. عبدالرحمن السليمان

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 03:45 ص]ـ

الأعزاء الأكارم، وأخص بالذكر أخويَّ الأستاذ مغربي والأستاذ أبا يزن،

السلام عليكم ورحمة الله،

هذه حاشية تأثيلية في الموضوع أرجو أن يكون فيها جواب على التساؤلات المطروحة. ويسرني أن أجيب على أي استفسار بشأن ما جاء فيها:

في ترجمة لفظ الجلالة الأعظم: الله سبحانه وتعالى

وأبدأ على اسم الله في الحديث في ترجمة لفظ الجلالة الأعظم إلى اللغات الأجنبية، وأستعمل لذلك حاشية تأثيلية سبق لي أن نشرتها على رابط ملاحظات اشتقاقية في منتدى المعجم العربي التأثيلي، وهي الحاشية المتضمنة تحليلاً تأثيليا للفظ الجلالة الأعظم في اللغة العربية واللغات السامية، وتنويها بشأن ترجمته إلى اللغات الأجنبية التي يعتقد المتحدثون بها ديناً سماوياً.

لكلمة "إله" في اللغات السامية جذران اثنان هما:

الجذر الأول:

إلٌّ ( ill-um) الأكادية: إلٌم (= ill-um)، العبرية: ?? (=? l)، الفينيقية والأوغاريتية: /إلّّ/ السريانية: ??? (= ell?). العربية: /إلٌّ/ وهو الله سبحانه وتعالى. (انظر معنى إلٍّ في الآية الكريمة: لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذِمة. (10:9) وكذلك معنى قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما تُلي عليه بعض من "وحي" مسيلمة الكذاب: "إن هذا لشيء ما جاء به من إلٍّ"، علماً أن القرآن من عند الله سبحانه وتعالى فليتنبه إلى ذلك. وقد أخطأ أصحاب المعجم الوسيط بتعريفهم "إلّ" بالعهد). ويؤنث هذا اللفظ في العربية على: /إلَّةٌ/ (= illat-un) ومنه جاء اسم الصنم "اللات".

واسم مدينة "بابل" بالأكادية: باب إلّيم (= B?b Ill-?m) أي "باب الآلهة". ولا علاقة لاسم "بابل" ببلبلة الألسن الواردة في التوراة لا من بعيد ولا من قريب. ويرد الاسم في العبرية كثيراً في أواخر الأسماء مثل اسماعيل وميكائيل وإسرائيل، وورد في العربية في أسماء مثل ياليل وشرحبيل.

الجذر الثاني:

إله (بإضافة الهاء) العبرية: ???? (= el?ah، وانحراف اللفظ في العبرية مصدره انقلاب ألف المد قبل حروف الحلق إلى ? a). وهذا اللفظ نادر الورود في التوراة بالمفرد وكثير الورود فيها بصيغة الجمع هكذا: ????? (= el?h?m = إلوهيم. ويرى علماء التوراة في جمع اسم الإله فيها مشكلة لاهوتية عويصة ويرى بعضهم أن ذلك "جمع جلالة" أو pluralis majestatis). الآرامية القديمة: ???? (= el?h). السريانية: ???? (= el?h?) " الإله" والألف نهاية الكلمة للتعريف. العربية: /إله/، /إلاه/.

وأصل لفظ الجلالة "الله": الإله. وحذفت الهمزة وفخمت اللام في اللفظ للتوكيد الشديد على تفرد اللفظ للدلالة على الإله المعبود بحق تمييزاً للاسم من غيره من الأسماء التي تطلق على الأوثان. ومن ثم استعمل للعلمية.

إذن نحن إزاء جذرين اثنين واحد ثنائي والآخر ثلاثي. وربما يكون الجذر الثنائي هو الأصل فأضيفت إليه الهاء كما أضافوها إلى الأم (/أم/ – /أمه/ وهذا في سائر الساميات أيضاً والهاء لا تظهر فيها إلا في حالة الجمع ـ "أمهات").

وأفيد الإخوة والأخوات بأني ما تركت مصدراً في اللغات السامية إلا وتتبعته مراراً وتكراراً بحثاً وتنقيباً عن معانى الجذر الذي اشتق منه لفظ الجلالة في العربية وفي الساميات ولم أعثر إلا "أ ل ي" بمعنى القسم. ويحاول علماء الساميات أن يفسروا معنى "إله" من الجذر العربي "أ ل ي" لأنه الجذر الوحيد الموجود في الساميات الذي له علاقة تأثيلية باسم "إله".

فلفظ الجلالة لم يكن علماً في الأصل بل أصبح علماً للدلالة على الإله المعبود بحق وهو الاسم الذي يستعمله المسلمون والنصارى العرب واليهود المستعربون للدلالة على الإله المعبود بحق عندهم.

أما God/Dieu/Theos في اللغات الجرمانية واللاتينية واليونانية فليس اسم علم بل كلمات للدلالة على الإله عموماً. ودأب أتباع الديانات السماوية في الغرب على رسم هذه الكلمات بالحرف الكبير تمييزاً للإله المعبود بحق عندهم عن الأوثان، تماماً مثلما ميز العرب ذلك بإضافة الألف واللام إلى "إلاه" بعد حذف همزتها وتفخيم لامها. والفرق بين الطريقتين هو أن التمييز في العربية يكون نطقاً وكتابةً، أما في اللغات الأوربية فيكون كتابةً فقط إذ لا تمييز في اللفظ بين أحرف صغيرة وكبيرة.

وقد ترجم مسلمون كثيرون ولا يزالون يترجمون لفظ الجلالة إلى اللغات الأوربية بـ God/Dieu/Theos للأسباب التي تقدمت.

أما "يهوة" (????) فهو اسم الإله المعبود بحق في العبرية حسب التوراة. ولأن لفظه محرم على اليهود فإن أحداً لا يعرف كيف يلفظ؛ ويشار إليه في العبرية بـ "الاسم" أو "أدوناي" (= السيد، الرب)، ويشار إليه في أدبيات الكتاب المقدس بـ Tetragrammaton من اليونانية (??????????????) أي "الأحرف الأربعة". كما أن أحدا لا يعرف معناه على وجه الدقة، لكن العالم اللاهوتي اليهودي المشهور مارتين بوبر يفسره من العربية وبالتحديد من قول الصوفية في الحضرة: "يا هُو"!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير