ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 04:46 م]ـ
أخي أبا يزن،
السلام عليكم ورحمة الله،
أصدقك القول إني استغربت من ملاحظتك عند قراءتها ذلك لأن الغرض من الطرح خفي عني بداية. وكأنك ترمي بها إلى قوله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) وكذلك إلى قوله تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) وكذلك إلى قوله تعالى (ورضيت لكم الإسلام دينا). فإذا كان الأمر كذلك هذا موضوع عقدي أتفقك معك في جميع ما جاء فيه وأوافقك عليه جملة وتفصيلا.
إنما الأصل في تسمية الأديان التوحيدية بأديان سماوية هو اصطلاح للإجماع على حقيقة أن الله سبحانه وتعالى أنزل التوراة على موسى والزبور على داود والإنجيل على عيسى والقرآن على محمد، عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام. أما ما آل إليه أمر الكتب الثلاثة الأولى، وما نتج عن ذلك من ديانات مستقلة تطورت لاهوتيا عبر الزمن تبعا لعوامل كثيرة لتبتعد كثيرا من "الدين"، فهذا سياق آخر يندرج عرضه ضمن الأغراض التي أرمي إليها من وراء كتابي "تأملات في ترجمات الكتاب المقدس". ويبقى الغرض الرئيسي من تلك "التأملات" هو تقديم مادة علمية رصينة موثقة بصريح النص لا الاجتهاد للباحثين العرب والمسلمين في القضايا اللغوية والدينية. لذلك أنحو في التسمية منحى الاصطلاح وفي المعالجة منحى الاقتصار على المادة الأصلية منعا لتشعيب الموضوع خصوصا وأن بعض الزملاء والزميلات المثقفين ثقافة عالية ــ ومنهم أساتذة جامعيون ــ تفضلوا بمكاتبتي وطلبوا مني الإمعان في تبسيط المادة كي يتمكنوا من تكوين رؤية واضحة عن أصل الكتب المقدسة وترجماتها ومشاكلها كي يفيدوا من ذلك في أبحاثهم.
أما بخصوص تسمية تلك الديانات فملاحظتك في محلها، ذلك أن هذه الديانات تنسب لقبائل ومواضع وأفراد كما أبنت في الحاشية رقم 13 في باب "شبهات" على الرابط التالي:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=36621&page=2
" إن تسمية المسلمين "بالمحمديين" هي تسمية كان وما زال يطلقها على المسلمين مَن ينسبون الإسلام إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثلما ينسبون "المسيحية" إلى "المسيح" أو "النصرانية" إلى " [يسوع] الناصري" (نسبة إلى مدينة الناصرة)، ومثلما ينسبون "اليهودية" إلى "يهودا" (أحد أسباط بني إسرائيل)، ومثلما ينسبون "البوذية" إلى "بوذا"، و"المانوية" إلى "ماني"، و"الزردشتية" إلى زردشت "وهلم جرا".
بارك الله فيك وفي علمك فلقد تعلمت وتنبهت إلى أمر فاتني.
وتحية طيبة عطرة.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 04:47 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا عبد الرحمن ونفعنا بعلمك
وقد تحقق طلبك
شكر الله لك أخي أبا العباس وجعل لك من الدعاء نصيبا.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 05:10 م]ـ
اعذرني يا دكتور وتحملني وجهلي قليلا
ترجم الدكتور ربحي كمال
???? بـ الرب
و ????? بـ لفظ الجلالة (الله)
أخي بحر الرمل،
أهلا وسهلا بك. لا يوجد في العلم أسئلة جاهلة! وسؤالك هذا عميق والإجابة عليه تطول جدا لكني سأختصر.
ذهب المرحوم ربحي كمال في ترجمته ???? بـ الرب و????? بـ لفظ الجلالة (الله) مذهب الاصطلاح، وسبقه في ذلك مترجمو العهد القديم إلى العربية وسائر اللغات. إلا أن في النص مواضع ورد فيها ????? للدلالة على أوثان وآلهة متعددة فلا يجوز ترجمتها بلفظ الجلالة في العربية لأن ذلك محال! من تلك المواضع قوله في:
سفر الملوك الأول، الإصحاح 11 الآية 33:
????? ?????? ??????????, ???????????????? ???????????? ?????? ???????, ????????? ??????? ??????, ???????????? ??????? ?????-???????; ?????-??????? ?????????, ????????? ????????? ????????? ?????????? ?????????????--???????? ??????.
النقحرة: لعشتروت إلوهي (م) * ها صيدونين
الترجمة: "لعشتار؟ الصيدونيين"! فكيف نترجم (إلوهيم) في هذه الآية بلفظ الجلالة ويراد بها عشتار؟!
ُ*هذه ميم الجمع في العبرية تحذف عندما تكون الكلمة مضافا مثلما تحذف نون "مترجمون" عند كونها مضافا.
وقال في سفر المزامير، مزمور 58 الآية 12:
??????? ?????, ????-?????? ??????????; ???? ????-??????? ???????? ????????
النقحرة:
ويومِر آدم: أك فري لِصَّدِّيق، أك يِش إلوهيم شوفطيم بآرص.
ترجمة فانديك:
ويقول الانسان إن للصديق ثمرا. إنه يوجد إله قاض في الأرض.
الترجمة الكاثوليكية (ورقمه فيها: المزمور 57 الآية 12):
فيقول الانسان إن للصديق ثمرا. إن في الأرض لإلها ديانا.
الترجمة الحرفية:
ويقول الانسان: إن للصديق ثمرا. إن في الأرض آلهة ديانين/قاضين. (لاحظ: جمع المذكر السالم في العربية بالنون، وفي العبرية بالميم).
وهذا من التلاعب المكشوف في الترجمة لأن (شوفطيم) جمع اسم الفاعل "شوفط" واسم الفاعل في العبرية (على وزن: فوعِل ويجانس في العربية وزن فاعل مثل كاتب وذاهب وقادم) ويستعمل صفة مثلما يستعمل أخوه في العربية صفة ولا خلاف في أحكام الاستعمال بين اللغتين فكيف يأتي (شوفطيم) وهو جمع صفة لـ (إلوهيم) الذي يترجمه المرحوم ربحي كمال بلفظ الجلالة؟!
أجل، ترد (إلوهيم) في التوراة كثيرا بمعنى الإله المعبود بحق وفي هذه الحالة يمكن ترجمتها بلفظ الجلالة، ولكنها ترد في أماكن أخرى من التوراة ويراد بها أوثان وآلهة متعددة كما تبين من المثالين أعلاه، فلا يصح ذلك ..
أرجو أن يكون القصد اتضح!
¥