تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 01:53 ص]ـ

حياك الله أخي الكريم الأستاذ الدكتور أبا أوس

العلة كما ذكرتم أن لام الابتداء لا تدخل إلا على الجملة فما بعدها جملة مستقلة، وكأن ما قبلها غير موجود، ولذلك قال سيبويه في (قد علمت لعبد الله تضربه): (فدخول اللام يدلك أنه إنما أراد به ما أراد إذا لم يكن قبله شيء، لأنها ليست مما يضم به الشيء إلى الشيء كحروف الاشتراك) اهـ

ولكن الجملة تسد مسد مفعولي علمت، ولا يظهر للفعل عمل في جزأي الجملة، ولكن بدون اللام لا تستقل الجملة التي دخلت عليها (إن)، ومن ثم إذا حذفت اللام وجب فتح الهمزة، إلا إذا ضمن الفعل قبله معنى القسم، فيجوز كسر الهمزة وفتحها.

قال تعالى:

إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ

فمعلوم أن همزة إن تفتح بعد الفعل شهد، قال تعالى: شهد الله أنه لا إله إلا هو، ولكن هنا كسرت همزة إن لأنهم أقسموا مع شهادتهم، فناب الفعل نشهد عن نقسم، ولكن الكسر هنا واجب لوجود اللام، قال سيبويه: تقول: أشهد إنه لمنطلق، فأشهد بمنزلة قوله: والله إنه لذاهب، وإن غير عاملة فيها أشهد لأن هذه اللام لا تلحق أبدا إلا في الابتداء.

والدليل على أن الشهادة هنا قسم قوله سبحانه بعد ذلك: اتخذوا أيمانهم جنة.

ويجوز أن يتضمن علم أيضا معنى القسم، كقوله

ولقد علمت لتأتيني منيتي ... إن المنايا لا تطيش سهامها

فإذا تضمن (علم) معنى القسم جاز أن تكسر بعده همزة إن وأن تفتح إذا لم يكن في خبرها اللام، فاللام لا تجتمع مع الفتح، ولكن الكسر بدون اللام ضعيف جائز في الشعر، قال سيبويه: وقد يجوز في الشعر: أشهد إن زيدا ذاهب، ثم قال: وهو قبيح ضعيف إلا باللام، ومثل ذلك في الضعف: علمت إن زيدا ذاهب.

ولا يجوز الجمع بين فتح همزة إن وبين اللام مطلقا، لذلك يقول الزمخشري إنه بلغت الجرأة بالحجاج أن يحذف اللام عندما أخطأ في قراءة قوله تعالى: (أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير) فقد سبقه لسانه ففتح همزة إن ولم يشأ أن يصحح القراءة فحذف اللام الداخلة على الخبر فقال: أن ربهم بهم يومئذ خبير.

وأما قولكم حفظكم الله

قياسًا على (والله يشهد إنك رسوله)

فأظنه سهوا.

أخي طالب الحق: اللام هذه لا ترد إلا مع (إن) التي همزتها مكسورة، وورودها جائز لا واجب، ومواضع الكسر هي المواضع الخاصة بالجمل، ومواضع الفتح هي المواضع الخاصة بالمفرد.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 02:27 ص]ـ

أخي العزيز د. الأغر حفظك الله وأبقاك

لقد أبنت بيانًا واضحًا فلك مني الشكر واسلم

نفع الله بك العلم وطلابه.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير