لست متخصصا ... وأنا هنا لكي أتعلم ولكي أخدم ... لكن الذي أعرفه من معلوماتي المتواضعة أن أسماء الاستفهام نكرات ... ! وأن القرآن الكريم أساس النحو وأساس القواعد، وأن أدوات الاستفهام في القرآن الكريم وفي لغة العرب يتبعها المستفهم عنه بشكل مباشر.
عندما سمع الوليد بن المغيرة وهو أحد رجالات قريش القرآن الكريم قال: (والله إن له لحلاوة. وإن عليه لطلاوة. وإن أعلاه لمثمر. وإن أسفله لمغدق. وإنه ليعلو ولا يعلى عليه. وإنه ليحطم ما تحته. وما يقول هذا بشر). وهذه عينة من رأي فصحاء قريش في القرآن الكريم.
لقد كُتِب القرآن بلسان قريش، وقٌعِد للنحو في القرن الثاني الهجري، فلا يجوز الاحتجاج على القرآن بقاعدةٍ اتخذته دليلاً، بل على العكس من ذلك يجب أن نرى قصورًا في القاعدة إذا خالفته، ولنتذكر هنا بأن الخليل حين قعد لعروض الشعر أضطر لاستبعاد ما لم يتفق مع قواعده، فالإبداع هنا سبق التنظير له، و هو الحال في القرآن، فلا يُعقل أن محمدًا أتى بما تستغربه قريش في كلامها، ولم تظهر هذه المشكلة إلا بعد التقعيد الذي ربما لم يع كل الحالات التي كانت تستخدمها قريش رغبةً في جعل القاعدة تتفق مع منطقٍ ما.
قال تعالى: {الْحَاقَّةُ، مَا الْحَاقَّةُ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة: 1 ـ 3].
وقال تعالى: {الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} [القارعة: 1 ـ 3].
وقال تعالى: (يقول الإنسان يومئذ أين المفر) القيامة [10]
وقال تعالى: (أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون) الأنعام [22]
وقال تعالى: (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها) البقرة - 69
وقال تعالى: (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) الرعد 16
وقال تعالى: (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) المؤمنون 86
ولا يجوز الاحتجاج على القرآن بالقواعد التي اتخذته دليلاً، ووضعت بعده بقرنين، بل على العكس من ذلك يجب أن نرى قصورًا في القاعدة إذا خالفت القرآن، ومع أن القرآن معجز إلا أنه لم يأت بما تستغربه قريش في كلامها.
فأدوات الاستفهام (ما - أين - من) في بداية الجمل الاستفهامية ينبغي أن يتبعها المستفهم عنه مباشرة (ضميرا أو اسما أو فعلا)، وأن لا يفصل بينها وبين المستفهم عنه أي شيء كحرف توكيد أو ضمير فصل أو أي ضمير من أي نوع أو غير ذلك، سواء لهدف التوكيد أو لغيره طبقا للقاعدة القرآنية، والآيات الكريمة المثبتة لها.
وذلك لأن العرب إذا أرادت السؤال عن شيء جعلته مسبوقا مباشرة بإحدى أدوات الاستفهام (ما - أين - من) وقالت: ما الحج؟ ومن الحاج؟ وأين الطريق؟ إذ هكذا يستفهم عن الشيء الواحد، أما إذا أريد الاستفهام عن شيئين فينبغي أن يفصل بينهما حرف عطف. يمكنك أن تقول من هو؟ للاستفهام عن أحدهم، ويمكنك أن تقول: من أحمد؟، لكن ليس من المنطق ولا يصح ولا يجوز ولا ينبغي لك أن تقول: من هو أحمد؟ فإما أن تقول: من هو؟ وإما أن تقول: من أحمد؟
إذ لو جاز لنا أن نستفهم عن الغائب بقولنا: من هو أحمد؟
لجاز لنا أن نستفهم عن المخاطب بقولنا: من أنت هلال؟
ولجاز لنت أن نستفهم عن المتكلم بقولنا: من أنا منذر؟
فتأمل في مدى ركاكة العبارات بأعلاه والحالة هذه.
وتأمل في مدى سخفها وضعفها.
الصواب هو أن نستفهم بقولنا:
عن الغائب: من هو؟ أو من أحمد؟
وعن المخاطب: من أنت؟ أو من هلال؟
وعن المتكلم: من أنا؟ أو من منذر؟
ودمتم بكل خير،
منذر أبو هواش
:::
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[01 - 09 - 2008, 07:06 م]ـ
أستاذ منذر أبوهواش؛
أنا أسلم أن الوارد في كتاب الله تعالى وفي كلام العرب الفصحاء هو مجيء المستفهم عنه تاليا لأداة الاستفهام مباشرة بدون فصل، فهذا لا أناقش فيه.
وعليه فأنا أرى أن المبحث هنا تحول إلى أسماء الاستفهام، هل هي معارف أم شبيهة بالمعارف أم نكرات؟
فإن كانت معارف أو ملحقة بها، فما المانع من وجود ضمير الفصل بينها وبين المستفهم عنه؟
وهل المجيء به يُعدّ لحنا؟ أم خلاف الفصيح؟
خاصة أن النحاة يقررون قياسية مجيء ضمير الفصل بين المبتدإ والخبر أو ما أصله كذلك.
دمت بخير وعافية.
والسؤال الكبير أدوات الاستفهام هل هي معارف أم نكرات؟
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[01 - 09 - 2008, 07:57 م]ـ
والسؤال الكبير أدوات الاستفهام هل هي معارف أم نكرات؟
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=34117 (http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=34117)
¥