تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: ومنهم أحمد بن صالح المصري عن ابن أبي فديك رواه أبو جعفر الطحاوي في كتاب تفسير متشابه الأخبار من تأليفه من طريقه، ومنهم الحسن بن داود عن ابن أبي فديك وذكره بإسناده، ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم الظهر بالصهباء من أرض خيبر ثم أرسل عليا في حاجة فرجع وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجر عليّ فلم يحركه حتى غربت الشمس فاستيقظ وقال: يا علي صليت العصر؟ قال، لا وذكره، قال: ويرويه عن أسماء فاطمة بنت الحسين الشهيد، ورواه من طريق أبي جعفر الحضرمي حدثنا محمد بن مرزوق حدثنا حسين الأشقر حدثنا فضيل بن مرزوق عن إبراهيم ابن الحسن عن فاطمة عن أسماء بنت عميس قالت: نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما صلى العصر فوضع رأسه أو خده -لا أدري أيهما قال- في حجر علي ولم يصل العصر حتى غابت الشمس وذكره، قال المصنف: ورواه عن فضيل بن مرزوق جماعة منهم عبيد الله بن موسى العبسي، ورواه الطحاوي من طريقه ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم يصل العصر حتى غابت الشمس، ورواه أيضا من حديث عمار بن مطر عن فضيل بن مرزوق من طريق أبي جعفر العقيلي صاحب كتاب الضعفاء.

قلت: وهذا اللفظ يناقض الأول؛ ففيه أنه نام في حجره من صلاة العصر إلى غروب الشمس وأن ذلك في غزوة خيبر بالصهباء وفي الثاني أنه كان مستيقظا يوحى إليه جبريل ورأسه في حجر علي حتى غربت الشمس، وهذا التناقض يدل على أنه غير محفوظ لأن هذا صرح بأنه كان نائما هذا الوقت وهذا قال كان يقظان يوحى إليه وكلاهما باطل فإن النوم بعد العصر مكروه منهي عنه والنبي صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه فكيف تفوت عليّا صلاة العصر؟

ثم تفويت الصلاة بمثل هذا إما أن يكون جائزا وإما أنه لا يجوز، فإن كان جائزا لم يكن على عليّ إثم إذا صلى العصر بعد الغروب، وليس علي أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم فاتته العصر يوم الخندق حتى غربت الشمس ثم صلاها ولم ترد عليه الشمس وكذلك لم ترد لسليمان لما توارت بالحجاب، وقد نام النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عليّ وسائر الصحابة عن الفجر حتى طلعت الشمس ولم ترجع لهم إلى الشرق، وإن كان التفويت محرما فتفويت العصر من الكبائر وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله، وعليّ كان يعلم أنها الوسطى وهي صلاة العصر، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين لما قال: شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر حتى غربت الشمس ملأ الله أجوافهم وبيوتهم نارا، وهذا كان في الخندق وخيبر بعد الخندق، فعليّ أجل قدرا من أن يفعل مثل هذه الكبيرة ويقره عليها جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن فعل هذا كان من مثالبه لا من مناقبه، وقد نزه الله عليّا عن ذلك، ثم إذا فاتت لم يسقط الإثم عنه بعود الشمس.

وأيضا فإذا كانت هذه القصة في خيبر في البرية قدام العسكر والمسلمون أكثر من ألف وأربعمائة كان هذا مما يراه العسكر ويشاهدونه، ومثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، فيمتنع أن ينفرد بنقله الواحد والاثنان، فلو نقله الصحابة لنقله منهم أهل العلم كما نقلوا أمثاله، لم ينقله المجهولون الذين لا يعرف ضبطهم وعدالتهم.

وليس في جميع أسانيد هذا الحديث إسناد واحد يَثْبُتُ تُعْلَم عدالة ناقليه وضبطهم ولا يعلم اتصال إسناده.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عام خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فنقل ذلك غير واحد من الصحابة وأحاديثهم في الصحاح والسنن والمساند.

وهذا الحديث ليس في شيء من كتب الحديث المعتمدة: لا رواه أهل الصحيح ولا أهل السنن ولا المسانيد أصلا، بل اتفقوا على تركه والإعراض عنه، فكيف يكون مثل هذه الواقعة العظيمة -التي هي لو كانت حقا لكانت من أعظم المعجزات المشهورة الظاهرة- ولم يروها أهل الصحاح والمساند ولا نقلها أحد من علماء المسلمين وحفاظ الحديث ولا يعرف في شيء من كتب الحديث المعتمدة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير