تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال المصنف وله روايات عن فاطمة سوى ما قدمنا، ثم رواه بطريق مظلمة يظهر أنها كذب لمن له معرفة منوطة بالحديث، فرواه من حديث أبي حفص الكتاني حدثنا محمد بن عمر القاضي هو الجعاني حدثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر العسكري من أصل كتابه حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم حدثنا خلف بن سالم حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان الثوري عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أمه عن فاطمة عن أسماء أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لعلي حتى ردت عليه الشمس، وهذا مما لا يقبل نقله إلا ممن عرف عدالته وضبطه لا من مجهول الحال، فكيف إذا كان مما يعلم أهل الحديث أن الثوري لم يحدث به ولا حدث به عبد الرزاق؟ وأحاديث الثوري وعبد الرزاق يعرفها أهل العلم بالحديث ولهم أصحاب يعرفونها ورواه خلف بن سالم ولو قدر أنهم رووه فأم أشعث مجهولة لا يقوم بروايتها شيء.

وذكر طريقا ثانيا من طريق محمد بن مرزوق حدثنا حسين الأشقر عن علي بن هاشم عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن علي بن الحسين عن فاطمة بنت علي عن أسماء بنت عميس الحديث، قلت: وقد تقدم كلام العلماء في حسين الأشقر فلو كان الإسناد كلهم ثقات والإسناد متصل لم يثبت بروايته شيء، فكيف إذا لم يثبت ذلك؟ وعلي بن هاشم بن البريد قال البخاري: هو وأبوه غاليان في مذهبهما، وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع يروى المناكير عن المشاهير، وإخراج أهل الحديث لما عرفوه من غير طريقه لا يوجب أن يثبت ما انفرد به، ومن العجب أن هذا المصنف جعل هذا والذي بعده من طريق رواية فاطمة بنت الحسين وهذه فاطمة بنت عليّ لا بنت الحسين.

وكذلك ذكر الطريق الثالث عنها من رواية عبد الرحمن بن شريك حدثنا أبي عن عروة بن عبد الله عن فاطمة بنت علي عن أسماء عن علي بن أبي طالب رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أوحى إليه فجلله بثوبه فلم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس يقول غابت أو كادت تغيب وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم سرى عنه، فقال: أصليت يا علي؟ قال: لا، قال: اللهم رد على علي الشمس فرجعت الشمس حتى بلغت نصف المسجد، فيقتضي أنها رجعت إلى قريب وقت العصر وأن هذا كان بالمدينة، وفي ذاك الطريق أنه كان بخيبر وأنها إنما ظهرت على رؤوس الجبال، وعبد الرحمن بن شريك قال: أبو حاتم الرازي هو واهي الحديث وكذلك قد ضعفه غيره.

ورواه من طريق رابع من حديث محمد بن عمر القاضي وهو الجعاني عن العباس بن الوليد عن عباد وهو الرواجني حدثنا علي بن هاشم عن صباح بن عبد الله بن الحسين أبي جعفر عن حسين المقتول عن فاطمة عن أسماء بنت عميس قالت: كان يوم خيبر شغل عليا ما كان من قسم المغانم حتى غابت الشمس أو كادت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما صليت؟ قال: لا، فدعا الله فارتفعت حتى توسطت السماء فصلى عليّ، فلما غابت الشمس سمعت لها صريرا كصرير المنشار في الحديد، وهذا اللفظ الرابع يناقض الألفاظ الثلاثة المتناقضة، وتبين أن الحديث لم يروه صادق ضابط، بل هو في نفس الأمر مما اختلقه واحد وعملته يداه فتشبه به آخر فاختلق ما يشبه حديث ذلك، والقصة واحدة، وفي هذا أن عليا إنما اشتغل بقسم المغانم لا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي لم يقسم مغانم خيبر، ولا يجوز الاشتغال بقسمتها عن الصلاة فإن خيبر بعد الخندق سنة سبع وبعد الحديبية سنة ست وهذا من المتواتر عند أهل العلم، والخندق كانت قبل ذلك إما سنة خمس أو أربع وفيها أنزل الله تعالى: ?حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى?، ونسخ التأخير بها يوم الخندق مع أنه كان للقتال عند أكثر أهل العلم، ومن قال إنه لم ينسخ بل يجوز التأخير للقتال كأبي حنيفة وأحمد في إحدى الروايتين فلم يتنازع العلماء أنه لم يجز تفويت الصلاة لأجل قسم الغنائم فإن هذا لا يفوت والصلاة تفوت، وفي هذا أنها توسطت المسجد وهذا من الكذب الظاهر؛ فإن مثل هذا من أعظم غرائب العالم التي لو جرت لنقلها الجم الغفير، وفيه أنها لما غابت سمع لها صرير كصرير المنشار، وهذا أيضا من الكذب الظاهر؛ فإن هذا لا موجب له أيضا والشمس عند غروبها لا تلاقى من الأجسام ما يوجب هذا الصوت العظيم الذي يصل من الفلك الرابع إلى الأرض، ثم لو كان هذا حقا لكان من أعظم عجائب العالم التي تنقلها الصحابة الذين نقلوا ما هو دون هذا مما كان في خيبر وغير خيبر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير