ـ[الشفيعي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 12:43 ص]ـ
عن سعيد بن جمهان قال: أتيت عبدالله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر، فسلمت عليه.
قال لي: من أنت؟.
فقلت: أنا سعيد بن جمهان.
قال: فما فعل والداك؟.
قال قلت: قتلته الأزارقة.
قال: لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنهم كلاب النار)).
قال قلت: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها؟.
قال: بلى الخوارج كلها.
قال قلت: فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم.
قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة ثم قال: ويحك بابن جمهان عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه.
لعل هذا ما عناه الشيخ رحمه الله بالشاهد الموقوف للحديث المتقدم.
آمل منك بارك الله فيك ذكر الأحاديث الأخرى التي تفيد وجوب الإنكار على الحاكم في السر دون العلن.
جزاك الله خيراً.
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[08 - 08 - 07, 05:27 ص]ـ
ابشر أخي الفاضل الشفيعي
روى الإمام مسلم في صحيحه ج4/ص2290 ح 2989: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بن عبد اللَّهِ بن نُمَيْرٍ وإسحاق بن إبراهيم وأبو كُرَيْبٍ واللفظ لِأَبِي كُرَيْبٍ قال يحيى وإسحاق أخبرنا وقال الْآخَرُونَ حدثنا أبو مُعَاوِيَةَ حدثنا الْأَعْمَشُ عن شَقِيقٍ عن أُسَامَةَ بن زَيْدٍ قال قِيلَ له ألا تَدْخُلُ على عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ فقال أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إلا أُسْمِعُكُمْ والله لقد كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ما دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ من فَتَحَهُ ولا أَقُولُ لِأَحَدٍ يَكُونُ على أَمِيرًا إنه خَيْرُ الناس بَعْدَ ما سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يوم الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى في النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ فَيَدُورُ بها كما يَدُورُ الْحِمَارُ بِالرَّحَى فَيَجْتَمِعُ إليه أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ يا فُلَانُ مالك أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عن الْمُنْكَرِ فيقول بَلَى قد كنت آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ولا آتِيهِ وَأَنْهَى عن الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ
ورواه مسلم ايضا من طريق أخرى عَقِبَهُ في صحيحه ج4/ص2291 ح 2989: حدثنا عُثْمَانُ بن أبي شَيْبَةَ حدثنا جَرِيرٌ عن الْأَعْمَشِ عن أبي وَائِلٍ قال كنا عِنْدَ أُسَامَةَ بن زَيْدٍ فقال رَجُلٌ ما يَمْنَعُكَ أَنْ تَدْخُلَ على عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ فِيمَا يَصْنَعُ وَسَاقَ الحديث بمثله
قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم ج18/ص118:
قوله: (أترون أنى لا أكلمه إلا أسمعكم) وفى بعض النسخ الاسمعكم وفى بعضها أسمعكم وكله بمعنى أتظنون أنى لا أكلمه الا وأنتم تسمعون قوله (أفتتح أمرا لاأحب أن أكون أول من افتتحه) يعنى المجاهرة بالإنكار على الأمراء فى الملأ كما جرى لقتله عثمان رضى الله عنه وفيه الأدب مع الأمراء واللطف بهم ووعظهم سرا وتبليغهم ما يقول الناس فيهم لينكفوا عنه وهذا كله اذا أمكن ذلك فان لم يمكن الوعظ سرا والانكار فليفعله علانية لئلا يضيع أصل الحق. (إنتهى)
وقال الإمام بدر الدين العيني في شرحه على صحيح البخاري المسمى عمدة القاري ج15/ص166:
فيه الأدب مع الأمراء واللطف بهم ووعظهم سرا وتبليغهم قول الناس فيهم ليكفوا عنه هذا كله إذا أمكن فإن لم يمكن الوعظ سرا فليجعله علانية لئلا يضيع الحق. (إنتهى)
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[15 - 10 - 07, 02:00 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[19 - 12 - 07, 02:33 ص]ـ
كاتب المقال الأصل يبدو أنه تسرع في طرحه هذا
فمقاله عليه ملاحظات
الأولى جعله وجود محمد بن إسماعيل في السند الأول علةً
والواقع أنه مع ضعفه ليس علةً لأن الراوي عنه محمد بن عوف
قال الحافظ ابن حجر في ترجمة محمد بن إسماعيل في تهذيب التهذيب ((وقد أخرج أبو داود عن محمد بن عوف عنه عن أبيه عدة أحاديث لكن يروونها بأن محمد بن عوف رآها في أصل إسماعيل))
قلت فهو متابعٌ إذن
ثم إن للحديث طريقاً أخرى لا علة فيها إلا الإنقطاع ذكرها الأخوة
علماً بأنه قد توبع عند أبي نعيم في المعرفة 4856 - حدثنا محمد بن علي، ثنا الحسين بن محمد بن حماد، ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، قال: قال جبير بن نفير: أخذ عياض بن غنم صاحبه دارا حين فتحت فوقف عليه هشام بن حكيم فذكره بقية الخبر
الملاحظة الثانية قوله في فضيل بن فضالة أنه مقبول تقليداً منه للحافظ
والحق أنه أعلى من ذلك
فقد روى عنه محمد بن الوليد الزبيدي وهو لا يروي إلا عن ثة كما نص على ذلك الإمام أحمد
وذكره ابن حبان في ثقاته وروى عنه جمع من الثقات
الملاحظة الثالثة جعله رواية فضيل بن فضالة عن ابن عائذ منقطعة وهذه من العجائب إذ أن ابن فضالة فقد صرح بالتحديث عنه في تاريخ دمشق (47/ 108) في غير هذه الرواية
ودعواه الإنقطاع بين ابن عائذ وجبير أيضاً بعيدة
فابن عائذ إنما أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة
وكلاهما شامي بل كلاهما حمصي فقد حصلت المعاصرة وأمكن اللقاء فدعوى الإنقطاع تافهة ولا ينظر فيها
وابن عائذ إنما كان يرسل ولم يكن مدلساً
وللفائدة إعلال هذا السند بعبدالحميد بن إبراهيم
متعقب بوجود متابع له عند البخاري في التاريخ وهو عمرو بن الحارث (وذلك في ترجمة عياض بن غنم)
وأما دعواه النكارة المتنية فضعيف فقوله ((قتيل السلطان)) فقد يكون حكاية حال
أو معناه قتيله على غير الوجه الذي تؤجر عليه لأنك خالفت الأمر النبوي في صفة النصيحة
وأما إيراده لحديث مسلم فلا علاقة لهذا بذاك سوى أن هشاماً قد احتج بخبرٍ يحفطه في موطنين مختلفين
الموطن الأول إنكاره عقوبة الشاميين في الخراج
الثاني إنكاره على عياض بن غنم جلده للرجل
والخلاصة أن الكاتب قد تسرع في طرحه وهو يستحق ألفاظاً أقسى من هذه
ولكن الرفق أنفع
¥