[فوائد من كتاب شن الغارات لابن أبي مدين الشنقيطي]
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 07 - 08, 03:50 م]ـ
(1): صلة حنبل بن إسحاق بالإمام أحمد:
قال: " وحنبلُ بن إسحاق: ابنُ أخي الإمامِ أحمدَ، أحدُ الرُّواة عنه كما في «اجتماع الجُيوش الإسلامية» لابن القيم والجزء الخامس مِنَ «المُغني» لابن قُدَامة و «شرحِ ألفيَّةِ العراقيِّ» لناظمها.
ولفظ ما روى عن عمِّهِ كما في ديباجة «المسند»: قلتُ لأبي عبد الله: ما معنى قوله: ? وَهُوَ مَعَكُمْ ?، ? مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ ?؟. قال: علمُهُ علمُه " ا. هـ.
قلتُ: في «التَّعريفِ بأعلام شرح زكريَّاء لألفية العراقي في المصطلح» للعلامة مُحمَّد بن الحسين العراقي مُدرس كُلِّية القرَويين أنَّ حنبلَ بن إسحاق بن حنبل المذكور ابنُ عم الإمامِ أحمد بن محمد بن حنبل لابن أخيه، ومثلُه في «تدريبِ الرَّاوي على تقريب النَّواوي للسيوطي»، وشرحي زكرياء الأنصاري والسَّخاوي لألفية العراقي في المصطلح، فالله أعلمُ بالصَّوابِ من ذلك ".
(2): سماع الحسن من أبي هريرة ومن علي رضي الله عنهما
روى الترمذي عن الحسن البصري عن أبي هريرة مرفوعاً في أثناء حديث طويل: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّكُمْ دَلَّيْتُمْ رَجُلًا بِحَبْلٍ إِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى لَهَبَطَ عَلَى اللَّهِ، ثُمَّ قَرَأَ: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
قَالَ أَبُو عِيسَى: " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ". قَالَ: " وَيُرْوَى عَنْ أَيُّوبَ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالُوا: لَمْ يَسْمَعْ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَفَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالُوا: إِنَّمَا هَبَطَ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ وَسُلْطَانِهِ، وَعِلْمُ اللَّهِ وَقُدْرَتُهُ وَسُلْطَانُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَهُوَ عَلَى الْعَرْشِ كَمَا وَصَفَ فِي كِتَابهِ ".
وقال أيضاً: " بَاب مَا جَاءَ فِي فَضْلِ حم الدُّخَانِ: وَلَمْ يَسْمَعْ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ هَكَذَا قَالَ أَيُّوبُ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ".
وقال أيضاً في أوائل أبواب الزهد في الكلام على حديث: " اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ": " وَالْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ شَيْئاً ". ا. هـ كلام الترمذي بلفظه.
وقال النسائي في «سننه» في باب الخلع ما نَصُّهُ: " الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئاً ".
وقال الحافظ المنذري في الجزء الأول من كتابه «الترغيب والترهيب» في الكلام على حديث: " من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة .. " الحديث، ما نَصُّهُ: " والجمهور على أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة " ا. هـ كلامه بلفظه.
وقال الحافظ ابن حجر في الجزء الأول من «فتح الباري» ما نَصُّهُ: " وأما الحسن فمختلفٌ في سماعه من أبي هريرة، والأكثر على نفيه وتوهيم من أثبته، وهو مع ذلك كثير الإرسال، فلا تحمل عنعنته على السماع " ا. هـ كلامه بلفظه.
وقال الطبري في كتابه «ذيل المذيل»: " حدثنا عمرو بن علي، حدثنا أبو قتيبة، حدثنا شعبة قال: قلت ليونس: أسمع الحسن من أبي هريرة؟. قال: لا، ولا حرفاً ".
وقال الحافظ الذهبي في «جزء العلو» في الكلام على حديث أبي هريرة المذكور ما نَصُّهُ: " والمتن منكر " ا. هـ كلامه بلفظه.
قلت: وإذا لم يصح سماع الحسن من أبي هريرة المتوفى سنة تسع وخمسين، فكيف يصح سماعه من علي كرم الله وجهه المتوفى سنة أربعين؟!.
قال البيروتي في كتابه «أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب» [1135] ما نَصُّهُ: " حديث لبس الخرقة عن الصوفية، وكون الحسن البصري لبسها من علي رضي الله عنه: قال ابن دحية وابن الصلاح: إنه باطل " ا. هـ كلامه بلفظه.
¥