[الراية المنصوبة لمن كان في نافلة وأقيمت عليه المكتوبة]
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[02 - 08 - 08, 04:18 م]ـ
الرَّايَةُ المَنْصُوبَةُ
لِمَنْ كَانَ
فِيِ نَافِلَةٍ وَأُقِيمَتْ عَلَيْهِ المَكْتُوبَةُ
تأليف
أبي العباس بلال بن عبد الغني السالمي الأثري
غفر الله له
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن مُحمَّدًا عبده ورسوله.
{يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1].
{يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71].
أما بعد:
فهذه دراسةٌ حديثيةٌ فقهيةٌ؛ لحديث عظيم من أحاديث الأحكام، وهو ما رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)).
ومع كون الحديث في صحيح مسلم؛ إلا أن أهل العلم اختلفوا فيه من حيث الرفع والوقف، فمن قال برفعه قال بقطع صلاة النافلة إذا أقيمت الفريضة، أو بتفصيلٍ ستراه بين ثنايا بحثي؛ ومن قال بوقفه؛ قال: إنما هو قول صاحب معارض بقوله تعالى: {ولا تُبْطِلُوا أَعَمَالَكُم} [محمد: 22] وعليه فمن شرع في صلاة النافلة وأقيمت عليه الفريضة فيجب أن يتمها بشروط.
ولدفع التعارض الذي يظهر من أقوال العلماء، ولحاجتي الماسة وسائر المسلمين للوقوف على الصواب في هذه المسالة، حررت فيها القول – بتوفيق من الله جل وعلا - حيث وضعت الحديث تحت مجهر القواعد الحديثية التي أرساها سادة الدين وفرسانه -علماء الحديث - ثم أردفتُ ذلك ببحث فقهي جمعت فيه جملة من أقوال المحدثين والفقهاء، وضَمَّنته جملة من الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين مع تمييز صحيحها من ضعيفها، ثم رجحت ما رجحه الدليل- كل ذلك بحول الله وقوته - وله المنة والفضل؛ فما كان في بحثي من توفيق وسداد فمن الله وحده لا شريك له، وهو المستعان، وما كان فيه من خطإٍ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان، وأستغفر الله العظيم، وهو من وراء القصد، إنه بكل جميل كفيل، وهو حسبي ونعم الوكيل.
والحمد لله رب العالمين
وكتب
أبو العباس بلال بن عبد الغني السالمي الأثري
29/ 7/1428هـ
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[02 - 08 - 08, 07:20 م]ـ
الفصل الأول: دراسة الحديث دراسة حديثية:
عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلاَ صَلاَةَ إِلاَّ المَكْتُوبَة)).
ــــــــــــــــ
أخرجه مسلم في (صحيحه) [1/ 710]، وأبو عوانة في (مسنده) [1/ 1356]، وأبو نعيم في (مستخرجه) [2/ 1600]، والنسائي في (المجتبى) [2/ 865]، وفي (الكبرى) [1/ 937]، وأبو داود في (السنن) [2/ 1266]، ومن طريقه البيهقي في (الكبرى) [2/ 482]، وابن عبد البر في (التمهيد) [22/ 69]، وابن حزم في (المحلى) [3/ 106]، وأخرجه الترمذي في (الجامع) [2/ 421]، وابن ماجة في (السنن) [1/ 1151]، وأحمد في (المسند) [2/ 517،531]، وإسحاق بن راهويه في (مسندة) [1/ 373]، وابن خزيمة في (صحيحه) [2/ 1123]، وابن حبان في (صحيحه) [5/ 2193 إحسان]، والبيهقي في (الصغرى) [1/ 771].
من طرقٍ عن زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة مرفوعاً به.
ورواه عن زكريا جماعة منهم:
1 - عبد الله بن المبارك. 2 - عبد الرزاق الصنعاني.
3 - روح بن عبادة. 4 - أزهر بن قاسم.
¥