تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو المقداد]ــــــــ[17 - 08 - 08, 06:51 م]ـ

[ثَامِنًا: حَدِيثُ أَنَسٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عَنِ النَّبَيِّ ?]

مِنْ رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ، وَالزُّهْرِيِّ عَنْهُ.

أولا: مِنْ رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ:

أخرجه الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في «الفقيه والمتفقه» (2/ 338) (1058) من طريق أَبَّا بن جعفر بن النَّجِيرَمِيِّ ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=879635#_ftn1))، عن أحمد بن سعيد بن عمر الثقفي، عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة به، إلا أن لفظ الحديث: «من فقه الرجل قلة الكلام فيما لا يعنيه»

وقد تصحف اسم: أَبَّا بن جعفر في المطبوع إلى أبي جعفر، والصواب ما ذكرت، وقد ذكره ابن ماكولا في «الإكمال» في «باب أبا وأباء وأيا» وقال: أما أبَّا مشدد مقصور، فهو أبا بن جعفر بن أبا أبو جعفر النجيرمي. ثم قال: وذكره الخطيب في باب أَبَا بالتخفيف، قال أبا بن جعفر النجيرمي؛ وَوَهِمَ في ذلك، وإنما هو أبَّا بالتشديد، أجمع على ذلك البصريون، وثَبَّتَنِي فيه السَّعِيد أبي، ووجدت ذلك مستفيضا بالبصرة.

وقال ابن حجر في اللسان: أورده الذهبي في ذيل الضعفاء فقال: كذاب كان بالبصرة. كذا أورده تبعا للبناي في «الحافل ذيل الكامل» فإنه أورده ونقل عن ابن حبان أنه قال: رأيته وضع على أبي حنيفة أكثر من ثلاثمئة حديث مما لم يحدث به أبو حنيفة قط. قلت (الحافظ): كذا سماه ابن حبان وصحفه، وإنما هو أباء بهمزة لا بنون. اهـ

قلت (أحمد): رحم الله الحافظ، فقد صحفه أيضا! فليس هو بنون ولا بهمزة، بل مقصور، كما قال هو نفسه في تبصير المنتبه، فجل من لا يسهو.

وقد بقيت في شك من أمره حتى رأيت ذهبي العصر المعلميَّ رحمه الله رحمة واسعة، قال في تحقيقه للإكمال: وقول الحافظ «بهمزة» سهو. وقد قال هو في التبصير: بفتح الهمزة وتشديد الموحدة وقيل بتخفيفها مقصور. اهـ

فالحمد لله وحده.

أعود إلى إسناد الحديث فأقول: هذا الإسناد تالف، ولم يعلق محقق «الفقيه والمتفقه» - غفر الله له – على الإسناد بشيء، فـ:

أبَّا بن جعفر النَّجِيرَمِي ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=879635#_ftn2))، أبو سعيد، وضاع.

وأحمد بن سعيد بن عمر الثقفي المطوعي، مجهول.

* قال حمزة السهمي في سؤالاته (204):

«سمعت أبا محمد الحسن بن علي بن عمرو القطان يقول: أَبَّاءُ بْنُ جَعْفَرٍ أبو سَعِيدٍ النجيرمي [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=879635#_ftn3) يضع الحديث، كذاب على رسول الله ?، ومما تبين أمره أنه حدث بنسخة كتبناها عنه، نحو المائة حديث، عن شيخ له مجهول زعم أن اسمه أحمد بن سعيد بن عمرالثقفيالمطوعي، عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن أنس بن مالك، فيها متون تعرف بغير هذا الإسناد عن النبي ? وفيها مناكير لا تعرف» أهـ.

وحديثنا هذا منها والله أعلم.

* وقال ابن حبان في ترجمة أبا بن جعفر [تقدم أن ابن حبان سماه أبان، وهو خطأ، وقد صوبه المحقق، وبين أنه في المخطوطة والهندية: أبان]: لا يحل أن يشتغل بروايته.

وانظر: المجروحين (1/ 184 ت: محمود إبراهيم زايد) والإكمال لابن ماكولا () والكشف الحثيث (1) ص35 وتبصير المنتبه (1/ 4).

ثانيا: من رواية سلمة بن وردان:

أخرجه ابن طاهر في «صفة التصوف» (756) من طريق أبي شافع الطبري، عن بندار بن حفص بن ميمون، عن عمه محمد بن حفص، عن أبي نعيم، عن سلمة بن وردان به.

وبندار بن حفص بن ميمون، وعمه لم أجد لهما ترجمة.

وسلمة بن وردان ضعيف الحديث، أو ضعيف جدا.

ولولا خشية الإطالة لأوردت كلام الأئمة فيه، ولكن تكلم الأئمة في روايته عن أنس خاصة:

* قال أبو حاتم: لا يُوَافِقُ حَدِيثُهُ عَنْ أَنَسٍ حَدِيثَ الثِّقَاتِ، إلا في حديثٍ واحدٍ، يُكْتَبُ حَدِيثُه.

* قال ابن حبان: كان يروي عن أنسٍ أشياءَ لا تشبه حديثه.

* قال الحاكم: حديثه عن أنس مناكير، أكثرها.

انظر: الجرح (4/ 174) المجروحين (423) تهذيب الكمال (11/ 324) تهذيبه (4/ 140).

وأبو شافع معبد بن جمعة الطبري، ثقة إلا أنه كتب أحاديث مناكير، وكان يشرب المسكر.

انظر: سؤالات حمزة (369) وتاريخ دمشق (7540) (59/ 306).

تنبيه: قال الذهبي في الميزان (8645): معبد بن جمعة أبو شافع كذبه أبو زرعة الكشي.

وهذا فيه نظر والله أعلم، فإن أبا زرعة وَثَّقَهُ، إلا أنه قال: «وضع كنيته واسمه واسم أبيه ... » فلعل هذا ما أوهم الحافظ الذهبي رحمه الله، ولم يتعقبه ابن حجر في لسانه.

ثالثا: مِنْ رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ:

قال أبو الحسن الجُرْجَانِيُّ في زياداته على سؤالات السجزي (ص35 - 36):

... حدثنا به مسعود بن علي السجزي، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عروة، قرأه عليه أبو سعيد الشعيبي في مجلس أبي زكريا الحربي، قال: حدثنا أبو العباس الأصم، أخبرنا أحمد بن شيبان الرملي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله ?: «مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ».

وهذا إسناد باطل، قال الحاكم في سؤالات السجزي له، برقم (27):

أبو علي محمد بن أحمد بن عروة الكاتب، محمود في المكاتبة، حسن السيرة فيها، إلا أنه لم يشتهر بالطلب، وحدث عن شيخنا أبي العباس بحديث يبطل عمل سنين كثيرة. اهـ

والحديث الذي عناه الحاكم هو حديثه المتقدم، كما ذكر ذلك أبو الحسن راوي السؤالات.

فالخلاصة أن حديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ضعيف جدا، وغير صالح للمتابعة.


([1]) تصحف في المطبوع
([2]) كذا ضبطها السمعاني في الأنساب، وقال: وهي نسبة إلى نجيرم، ويقال: نجارم. وانظر بقية كلامه ثَم.
([3]) وقع في السؤالات «البخارمي»، وهو تصحيف، انظر الإكمال (1/ 8)
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير