تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثالثاً: هل لديك نص صحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه كان يكلم الموتى (غير قتلى المشركين في موقعة بدر)،و هل ورد عنه أنه كان يخاطب أهل القبور في غير ما سن من السلام و الدعاء لهم،

رابعاً: هل وردت نصوص صحيحة عن الصحابة في تكليم الموتى بعد ما شاهدوه من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في مناداة أهل القلي، و هل فهم الصحابة إطلاق السماع للميت؟

خامساً: هل يوجد نص على أن المسلم إذا مر بجانب المقبرة أو دخل إليها فسلم عليهم يعرفون أنه فلان بن فلان؟

سادساً: أرجو أن تفرق بين: أن يعقل السامع كلام المتكلم و بين أن يعرف صاحبه.

سابعاً: قولك: (وهل كلان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لامعنى له حاشا ه ذلك)

أنا لم أقل ذلك و إنما قلت: لا يأخذ من تلك الأحاديث حكم السماع على هذه المسألة. كما لا يأخذ منها حكم السماع بالمطلق ثم ذكرت لك مصدراً و لكل حريص على طلب العلم الرجوع إليه ففيه تفصيل و بحث خاص في سماع الأموات؛ ذكر فيه المصنف جميع أحاديث السماع الصحيحة و آيات نفي السماع

و حيث أنك -ربما- لم ترجع إليه أنقل إليك و إلى كل حريص على طلب العلم بعضاً منه:

قال العلامة الألباني - رحمه الله - في الكلام على مناداة أهل القليب:

ووجه الاستدلال بهذا الحديث يتضح بملاحظة أمرين:

الأول: ما في الرواية الأولى منه من تقييده صلى الله عليه وسلم سماع موتى القليب بقوله: " الآن " (1) فإن مفهومه أنهم لا يسمعون في غير هذا الوقت. وهو المطلوب. وهذه فائدة هامة نبه عليها العلامة الآلوسي - والد المؤلف رحمهما الله - في كتابه " روح المعاني " (6/ 455) ففيه تنبيه قوي على أن الأصل في الموتى أنهم لا يسمعون ولكن أهل القليب في ذلك الوقت قد سمعوا نداء النبي صلى الله عليه وسلم وبإسماع الله تعالى إياهم خرقا للعادة ومعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في الكتاب (ص 56، 59) عن بعض العلماء الحنفية وغيرهم من المحدثين. وفي " تفسير القرطبي " (13/ 232):

قال ابن عطية (2): فيشبه أن قصة بدر خرق عادة لمحمد صلى الله عليه وسلم في أن رد الله إليهم إدراكا سمعوا به مقاله ولولا إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بسماعهم لحملنا نداءه إياهم على معنى التوبيخ لمن بي من الكفرة وعلى معنى شفاء صدور المؤمنين "

قلت: ولذلك أورده الخطيب التبريزي في " باب المعجزات " من " المشكاة " (ج 3 رقم 5938 - بتخريجي)

والآمر الآخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر عمر وغيره من الصحابة على ما كان مستقرا في نفوسهم واعتقادهم أن الموتى لا يسمعون بعضهم أومأ إلى ذلك إيماء وبعضهم ذكر صراحة لكن الأمر بحاجة إلى توضيح فأقول:

أما الإيماء فهو في مبادرة الصحابة لما سمعوا نداءه صلى الله عليه وسلم لموتى القليب بقولهم: " ما تكلم أجسادا لا أرواح فيها؟ " فإن في رواية أخرى عن أنس نحوه بلفظ " قالوا " بدل: (قال عمر " كما سيأتي في الكتاب (ص 71 - 73) فلولا أنهم كانوا على علم بذلك سابق تلقوه منه صلى الله عليه وسلم ما كان لهم أن يبادروه بذلك. وهب أنهم تسرعوا وأنكروا بغير علم سابق فواجب التبليغ حينئذ يوجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين لهم أن اعتقادهم هذا خطأ وأنه لا أصل له في الشرع ولم نر في شيء من روايات الحديث مثل هذا البيان وغاية ما قال لهم: " ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ". وهذا - كما ترى - ليس فيه تأسيس قاعدة عامة بالنسبة للموتى جميعا تخالف اعتقادهم السابق وإنما هو إخبار عن أهل القليب خاصة على أنه ليس ذلك على إطلاقه بالنسبة إليهم أيضا إذا تذكرت رواية ابن عمر التي فيها " إنهم الآن يسمعون " كما تقدم شرحه فسماعهم إذن خاص بذلك الوقت وبما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم فقط فهي واقعة عين لا عموم لها فلا تدل على أنهم يسمعون دائما وأبدا وكل ما يقال لهم كما لا تشمل غيرهم من الموتى مطلقا وهذا واضح إن شاء الله تعالى. ويزيده ووضوحا ما يأتي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير