[هل يصح تحسين حديث إذا صلت المرأة خمسها .. ؟]
ـ[أبو عبدالعزيز العتيبي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 10:09 م]ـ
السلام عليكم
حديث إذا صلت المرأة خمسها ...
أخرجه أحمد من حديث ابن قارظ عن ابن عوف؛ وفي إسناده ابن لهيعة؛ وأشار أحمد شاكر إلى إعلاله بالانقطاع في تعليقه على المسند.
وله شاهد من حديث عبدالملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عند ابن حبان لكن الإمام الدارقطني في العلل لما سئل عن حديث رجل لم يسم عن عبدالرحمن بن عوف أشار إلى أوجه الاختلاف على عبدالملك بن عمير فتارة يرويه من حديث أبي هريرة وتارة من حديث ابن عوف وتارة من حديث ابن الزبير ونص على أن الاضطراب فيه من عبدالملك؛ وهو صدوق يهم كما في التقريب.
فهل تحسين بعض أهل العلم لهذا الحديث لغيره له وجه؟ أو الأقرب ضعفه؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - 04 - 09, 01:24 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
يظهر -والله أعلم- أن الحديث مضطرب ضعيف.
فقد اضطرب فيه عبدالملك بن عمير -كما بيَّن الدارقطني-، وهذا نموذج يوضح دقة كلام الإمام أحمد؛ حيث قال: (عبدالملك بن عمير مضطرب الحديث جدًّا مع قلة روايته، ما أرى له خمسمائة حديث، وقد غلط في كثير منها).
واضطرب فيه ابن لهيعة -أيضًا-:
فرواه يحيى بن إسحاق عنه، عن عبيدالله بن جعفر، عن ابن قارظ، عن عبدالرحمن بن عوف،
ورواه عبدالله بن صالح عنه، عن جعفر بن ربيعة، عن ابن قارظ، عن عبدالرحمن بن عوف،
ورواه سعيد بن أبي مريم عنه، عن جعفر بن ربيعة، عن ابن قارظ، عن عبدالرحمن بن حسنة،
ورواه سعيد بن عفير ومحمد بن مصعب عنه، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة.
وهذا اضطراب شديد من ابن لهيعة -على ضعفه-.
وقد حكم باضطراب ابن لهيعة: السخاوي في البلدانيات، لكنه جعل رواية عبدالله بن صالح متابعة ليحيى بن إسحاق، بينما الذي في المعجم الأوسط -حيث أخرج الطبراني رواية عبدالله بن صالح- كما أثبت، فالله أعلم.
والاستشهاد لحديث عبدالرحمن بن عوف بحديث عبدالرحمن بن حسنة وحديث أبي هريرة= خطأ فادح؛ لأن هذه أوجه تبيِّن علة الحديث واضطرابه وضعفه، وليست تقويه وتعضده.
- وقد جاء من حديث عبدالرحمن بن عوف بإسناد آخر، أخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب، عن أحمد بن الملاعب، عن محمد بن عبدالله الأنصاري، عن عبدالوارث، عن ابن جحادة، عن الوليد، عن عبدالرحمن بن عوف،
وهذا إن سلم إلى ابن جحادة، فإنه منقطع، وفيه احتمال جهالة:
حيث إن طبقة شيوخ محمد بن جحادة يبعد لحوقها عبدالرحمن بن عوف، فقد تقدَّمت وفاته،
وقد وجدت في شيوخ ابن جحادة اثنان ممن يسمى: الوليد، أحدهما: الوليد بن العيزار، وهو ثقة، ولم يدرك عبدالرحمن بن عوف جزمًا، والثاني: الوليد بن عبدالرحمن -أو ابن عبدالله- الراوي عن البهي، وهذا لم أجد له ترجمة، ولا وجدت من تكلم فيه، ويبعد جدًّا إدراكه عبدالرحمن بن عوف.
- وجاء الحديث من طريقين عن أنس بن مالك:
إحداهما: طريق رواد بن الجراح، عن الثوري، عن الزبير بن عدي، عن أنس. وفي حديث رواد عن الثوري ضعف شديد، ولذا قال ابن معين في هذه الرواية: (هذا كذب، ليس للزبير بن عدي عن أنس إلا ذاك الحديث الواحد ... )، وقال ابن معين أيضًا: (تخايل له سفيان الثوري، لم يحدثه سفيان بذا قط، إنما حدثه عن الزبير: أتينا أنسًا نشكو الحجاج ... )، وقال الإمام أحمد: (حديث منكر جدًّا)، ونهى أبا بكر ابن زنجويه أن يحدث به، وقال أبو حاتم: (هذا حديثٌ باطلٌ ليس له أصل، لعلهم لقَّنوا روادًا وأدخلوا عليه، إنما روي عن الثوري، قال: بلغني ... ؛ مرسلاً)، وقال البزار فيه وفي حديث آخر -هو الشطر الأول من حديثنا هذا-: (وهذان الحديثان لا نعلم رواهما عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا اللفظ إلا الزبير بن عدي، ولا نعلم رواهما عن الزبير إلا الثوري، ولا عن الثوري إلا رواد بن الجراح، ورواد صالح الحديث ليس بالقوي، وقد حدث عنه جماعة من أهل العلم واحتملوا حديثه).
الثانية: طرق الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس. والربيع مضعَّف، وقد أخرج ابن عدي حديثه هذا في ترجمته، وحديث الرقاشي عن أنس عامةً منكر.
فالحديث لا يصح عن أنس بحال.
والله أعلم.
ـ[أبو عبدالعزيز العتيبي]ــــــــ[24 - 04 - 09, 02:39 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخ محمد.
لدي سؤال إن تكرمتم
ابن قارظ الراوي عن ابن عوف، هل هو الابن إبراهيم أو الأب عبدالله؟
فإن أبا حاتم قال بأنهما اثنان وتعقبه ابن حجر بأنهما واحد؛ ورد أحمد شاكر عليه في تعليقه على المسند ورجح أنهما اثنان، وأن المراد في الإسناد هو الابن فأعله بالانقطاع وفهمت أنه الراوي عنه فلو تحققون في صحة هذا الانقطاع وإن كان الحديث أصلاً معل بغير هذه؛ وجزاكم الله خيراً.