على العموم لم أجد فائدة في نقاشك إلا ما سطرته في توقيعك عن البلقيني رحمه الله وصدق حين قال: " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض".
إلا أن تأتينا بسلفك في ما ذكرت من أن الدعاء للمخالف بالهداية مخالف لآداب الطلب؟!!
والله المستعان.
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[17 - 06 - 09, 02:44 ص]ـ
أما وصيته للسختياني فلم تغب عني وأغفلتها لأن الجواب عنها سهل هين بيان ذلك من وجهين:
- الأول: هو أنه يجوز أن يكون قد أوصى له بعد ذهاب أعضائه إلا لسانه ولا يشترط أن يكون في ذلك الوقت عندما دخل عليه راوي القصة
فيكون أوصى له بلسانه وحملها غلام له أو ابن أو صاحب وأوصلها إلى أيوب
- الثاني: يجوز أن يكون أوصى له قبل أن تذهب أعضاؤه تعجيلا بالوصية وتفضيلا لأيوب على غيره من تلامذته لأنه يفهمها على الوجه ولا يخطيء في معرفة مراده
أتعجب من هذا التوجية العجيب الخالي من الفقه , لأن الذي يدرس الفقه باب الوصايا , يعلم أن الموصى له , لا حق له في الوصية إلا بعد وفاة صاحبها.
بل إن لأثار التي ذكرت الوصية مقرونة بموت أبي قلابة رحمه الله كقولهم لما مات أوصى بكتبه لأيوب , أو مات وأوصى بكتبه لأيوب.
وعلى العموم من لا يعرف سيرة هذا الإمام الجرمي قد يصدق تلك القصة المكذوبة والله المستعان.
هو عبد الله بن زيد الجرمي أبو قلابة , كان من الفقهاء ذوي الألباب , وكان عظيم الشأن عند الخاصة والعامة , وهو كذلك عند ولاة بني أمية , حتى ذكره البعض بالنصب وهو بريء من ذلك , وما ذلك إلا لأنه ينهى عن الخروج ويأمر بهجر المبتدعة ويشدد في ذلك.
أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 286) بإسناده: عن موسى بن عامر المري وهشام بن عمار قالا: نا الوليد , نا ابن جابر وغيره قال: قيل لعبد الملك بن مروان , هذا أبو قلابة قد قدم على امير المؤمنين.
قال: وما اقدمه. قال: متعوذاً من الحجاج أراده على القضاء , فقال عبد الملك وكتب له إلى الحجاج بالوصاة.
وبالإسناد نفسه قال ابن عساكر: عن موسى بن عامر , نا الوليد , نا ابن جابر وسعيد بن عبد العزيز أنهم اخبروا أبا قلابة بقول عبد الملك فيه , فقال أبو قلابة: قد كنت أحب أن آتي الشام وقد دخلتها ولن أخرج منها.
وبإسناده عن أيوب قال: مرض أبو قلابة بالشام فدخل عليه عمر بن عبد العزيز فقال: يا أبا قلابة تشدد ولا يشمت بنا المنافقون.
وعن حماد قال: مات أبوقلابة بالشام فاوصى بكتبه لأيوب فارسل أيوب فجيء بها عدل راحلة.
قال أيوب: فلما جاءني قلت لمحمد: جاءني كتب أبي قلابة فاحدث منها.
قال: نعم ثم قال: لا آمرك ولا انهاك.
وذكر عن الواقدي أن أبا قلابة مات في داريا بالشام سنة 104 أو 105 هـ.
وكل الأثار التي أوردها ابن عساكر في وفاة أبي قلابة اتفقت على أنه توفي بالشام , ولم يذكروا عنه شيء مما في تلك القصة المكذوبة.
وقال الخولاني في تاريخ داريا (ص63) الشاملة:
ذكر أبي قلابة الجرمي .... مولده بالبصرة، وقدم الشام ونزل داريا وسكن بها عند ابن عمه بيهس بن صهيب بن عامر بن ناتل، لأنه كان لعامر بن ناتل ثلاثة أولاد منهم أبو المهلب واسمه عمرو بن معاوية بن عامر، وصهيب بن عامر، وزيد بن عامر، فأما أبو المهلب فولده بالبصرة، وأما صهيب فإن ابنه بيهس بن صهيب انتقل إلى الشام وسكن داريا وولده بها إلى اليوم.
والله الموفق
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[17 - 06 - 09, 07:01 م]ـ
على العموم لم أجد فائدة في نقاشك إلا ما سطرته في توقيعك عن البلقيني رحمه الله وصدق حين قال: " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض".
أعتذر عن الإكمال والمتابعة لعدم التزام مخالفي بأدب الحوار