وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وحديث: < أنا مدينة العلم وعلي بابها > أضعف وأوهى، ولهذا إنما يعد في الموضوعات، وإن رواه الترمذي. وذكره ابن الجوزي وبين أن سائر طرقه موضوعة، والكذب يعرف من نفس متنه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان مدينة العلم ولم يكن لها إلا باب واحد، ولم يبلغ العلم عنه إلا واحد فسد أمر الإسلام، ولهذا اتفق المسلمون على أنه لا يجوز أن يكون المبلغ عنه العلم واحدا، بل يجب أن يكون المبلغون أهل التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب ... فعلم أن الحديث إنما افتراه زنديق جاهل ظنه مدحا، وهو مطرق الزنادقة إلى القدح في دين الإسلام؛ إذ لم يبلغه إلا واحد، ثم إن هذا خلاف المعلوم بالتواتر؛ فإن جميع مدائن الإسلام بلغهم العلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم من غير علي ... " (26)
(منهاج السنة النبوية 7/ 515،المنتقى من منهاج الاعتدال (ص 522).)
.
وقد حكم عليه بالوضع كل من: ابن الجوزي (27)
(الموضوعات: (1/ 533).)
والذهبي (28)
(ميزان الاعتدال 1/ 415، 3/ 668، تلخيص المستدرك 3/ 126، تلخيص الموضوعات ص 116.)
وشيخ الإسلام ابن تيمية (29)
(منهاج السنة 7/ 515، أحاديث القصاص (ص 62)، الفتاوى 4/ 410، 18/ 123.)
والشيخ عبد الرحمن المعلمي (30)
(في تعليقه على الفوائد المجموعة (ص 349).)
والشيخ الألباني (31)
(ضعيف الجامع الصغير رقم (1322).)
.
ومع ما تقدم من كلام الأئمة المتقدمين والمتأخرين على شدة ضعف هذا الحديث، إلا أن الإمام العلائي (32)
(النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح ص 52، رقم 18.)
والحافظ ابن حجر (33)
(اللآلي المصنوعة 1/ 334، أجوبة الحافظ ابن حجر على أحاديث المصابيح 3/ 317، لسان الميزان 2/ 123.)
والسخاوي (34)
(المقاصد الحسنة (ص 98)، رقم 189.)
. والسيوطي (35)
(اللآلي المصنوعة 1/ 334.)
والشوكاني (36)
(الفوائد المجموعة (ص 349).)
مالوا إلى تقويته وتحسينه؛ لوروده من روايات أخرى عن ابن عباس، وفيما ذهبوا إليه نظر، وحديث ابن عباس موضوع، وليس هنا مقام التوسع في ذلك، وقد ناقش ذلك الإمام المعلمي في تعليقه على الفوائد المجموعة بكلام نفيس فراجعه (37)
(حاشية الفوائد المجموعة ص 349 وما بعدها. وانظر تخريج حديث: " أنا مدينة العلم "، والنقد الصحيح رقم 18، وتعليق محقق جزء الألف دينار.)
.
ومما تقدم يتضح أن حكم الإمام الترمذي على هذا الحديث بالنكارة لأجل عمر بن محمد، وهو ضعيف جدا في شريك، وهذا الحديث من روايته عنه، والله أعلم.
ـ[الرايه]ــــــــ[14 - 10 - 09, 08:12 م]ـ
الحديث الثامن
قال الإمام الترمذي
(جامع الترمذي 5/ 697 (3866).)
.
حدثنا أبو بكر محمد بن نافع، حدثنا النضر بن حماد، حدثنا سيف بن عمر عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي فقولوا لعنة الله على شركم ".
قال أبو عيسى: هذا حديث منكر لا نعرفه من حديث عبيد الله بن عمر إلا من هذا الوجه، والنضر مجهول، وسيف مجهول ".
تخريج الحديث:
أخرجه البزار (كشف الأستار 3/ 293 (2778»، عن محمد بن المؤمل بن الصباح.
والقطيعي في جزء الألف دينار (267)، وفي زوائده على فضائل الصحابة (606) - وعنه أبو محمد الخلال في أماليه (63)، ومن طريق الخلال أخرجه المزي في تهذيب الكمال 12/ 723 (2)
(سقط اسم محمد بن يونس من المطبوع من تهذيب الكمال، وهو موجود في النسخة الخطية (ق 566) وفي المصادر التي أخرج المزي الحديث من طريقها.)
والذهبي في ميزان الاعتدال 2/ 256 - . عن محمد بن يونس الكديمي.
والطبراني في الأوسط 9/ 167 (8362)، من طريق الحسن بن عمر الأزدي.
والخطيب في تاريخ بغداد 13/ 195، وفي تالي تلخيص المتشابه 2/ 477، من طريق المغيرة بن المهلب.
كلهم عن النضر بن حماد به نحوه.
وقال البزار ": لا نعلم رواه عن عبيد الله إلا سيف ".
وقال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله إلا سيف، تفرد به النضر ".
ومما تقدم يتضح أن مدار الحديث على النضر بن حماد عن سيف بن عمر، وفيما يلي ترجمة لهما:
النضر بن حماد الفزاري، أبو عبد الله الكوفي.
قال أبو حاتم: " ضعيف " (3)
¥