وقال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: أثبت الناس في قتادة سعيد بن أبي عروبة، وهشام (الدستوائي)، وشعبة، ومن حدث من هؤلاء بحديث، فلا تبالي أن لا تسمعه من غيره.
ولكن هذا الإسناد وإن كان هو الصواب المحفوظ، لكنه معل ضعيف جدا.
فقتادة لا يقبل منه ما لم يصرح به عن الحسن.
قال معتمر بن سليمان، عن أبي عمرو بن العلاء: كان قتادة، وعمرو بن شعيب لا يغث عليهما شئ يأخذان عن كل أحد.
وقال جرير عن عبدالحميد، عن مغيرة عن الشعبي: قيل له: هل رأيت قتادة؟ قال: نعم، رأيته كحاطب ليل.
وقال أبو داود الطيالسي، عن شعبة: كنت أعرف إذا جاء ما سمع قتادة مما لم يسمع ; كان إذا جاء ما سمع قال: حدثنا أنس بن مالك، حدثنا الحسن، حدثنا مطرف، حدثنا سعيد، وإذا جاء ما لم يسمع قال: قال سعيد بن جبير، قال أبو قلابة.
والحسن مدلس وبينه وبين عمران انقطاع.
قال عبدالرحمن بن أبي حاتم عن صالح بن احمد بن حنبل عن ابيه سمع الحسن من ابن عمر وأنس وعبد الله بن مغفل وعمرو بن تغلب قال عبدالرحمن فذكرته لأبي فقال قد سمع من هؤلاء الأربعة ويصح له السماع من أبي برزة ومن غيرهم ولا يصح له السماع من جندب ولا من معقل بن يسار ولا من عمران بن حصين ولا من أبي هريرة وقال همام بن يحيى عن قتادة والله ما حدثنا الحسن عن بدري مشافهة وقال ابن المديني مرسلات الحسن إذا رواها عنه الثقات صحاح ما اقل ما يسقط منها. التهذيب (2/ 232)
وقال ابن المديني سمعت يحيى يعني القطان وقيل له كان الحسن يقول سمعت عمران
ابن حصين قال أما عن ثقة فلا وقال ابن المديني وأبو حاتم لم يسمع منه وليس يصح ذلك من وجه يثبت
وقال احمد قال بعضهم عن الحسن ثنا أبو هريرة وقال بعضهم عن الحسن حدثني عمران بن حصين إنكارا على من قال ذلك.
وقال ابن معين لم يسمع من عمران ابن حصين. التهذيب (2/ 234)
فإن قيل: قال عبد الرزاق عن معمر: قال قتادة: جالست الحسن ثنتي عشرة سنة أصلي معه الصبح ثلاث سنين ومثلي أخذ عن مثله. التهذيب (2/ 234) ومثل هذا ينجبر تدليس فيمن أكثر عنهم.
قلنا: هذا فيمن لا يعلم انه يأخذ عن كل ضرب.
وقتادة من الثالثة في طبقات المدلسين.
الإسناد الأول هو الصحيح.
حديث أبي هريرة:
ومن طريق وَالِدِ مُحَمَّدٍ بَيَّاعِ الْمُلاَءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: (ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ) شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَنَزَلَتْ: (ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ) فَقَالَ: أَنْتُمْ ثُلُثُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، بَلْ أَنْتُمْ نِصْفُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَتُقَاسِمُونَهُمْ النِّصْفَ الْبَاقِي.
أخرجه أحمد 2/ 391 (9069) قال: حدَّثنا أسود بن عامر، حدَّثنا شريك، عن محمد بياع الملاء، عن أبيه، فذكره.
وهو حديث منكر معل بالاضطراب.
قال ابن أبي حاتم: وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أْصَحَابِ أْصَحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ، يَقُولُ نِصْفٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَنِصْفٌ مِنَ الآخِرِينَ
قَالَ أَبِي: مُحَمَّدٌ الطَّائِيُّ هَذَا أَبُو عَمْرٍو وَالِدُ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِيمَا أَرَى.
وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِيهِ شَرِيكٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّهُمَا الصَّوَابُ. العلل (مسألة/1706)
ظاهر كلام أبي حاتم أن محمد الطائي ليس هو السدي، وهو الصواب.
¥