تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحديث من رواية شعبة قال: وسئل عن صوم يوم الإثنين والخميس فسكتنا عن ذكر الخميس لما نراه وهما. وحدثناه عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ح. وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة ح. وحدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل كلهم عن شعبة بهذا الإسناد. وحدثني أحمد بن سعيد الدارمي حدثنا حبان بن هلال حدثنا أبان العطار حدثنا غيلان بن جرير في هذا الإسناد بمثل حديث شعبة غير أنه ذكر فيه الاثنين، ولم يذكر الخميس (29).

وأخرجه أبوداود (30) عن سليمان بن حرب ومسدد عن حماد بن زيد به بنحوه.

وأخرجه الترمذي (31) عن قتيبة وأحمد بن عبدة الضبي عن حماد بن زيد به مختصرا.

وأخرجه ابن ماجه (32) عن أحمد بن عبدة عن حماد بن زيد به مختصرا.

وأخرجه أحمد (33) عن يحيى بن سعيد عن شعبة عن غيلان به بنحوه.

والحديث مخرج في كثير من كتب الحديث على اختلاف أنواعها، ذكر المعترض منها نحو أربعين (34) ولا حاجة إلى إعادة ذكرها هنا؛ فمدار الحديث في تلك المصادر كلها على غيلان بن جرير يرويه عن عبد الله ابن معبد الزماني عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات.

فغيلان بن جرير المعولي الأزدي البصري، متفق على توثيقه (35).

وعبدالله بن معبد الزماني البصري ثقة. قاله العجلي والنسائي والبرقي والذهبي وابن حجر (36).

وأبوقتادة هو الصحابي الشهير الحارث بن ربعي الأنصاري (37).

وقد صحح الحديث الإمام مسلم فأخرجه في صحيحه كما تقدم. وصححه ابن خزيمة فأخرجه في عدة مواضع من صحيحه (38)، وصححه ابن حبان فأخرجه في موضعين من صحيحه (39).

ونص على صحته وثبوته جمع من الأئمة، منهم الطحاوي (40)، والحاكم (41)،

وابن عبدالبر (42)، وابن حزم (43)، والبغوي (44)، وابن قدامة (45)، والنووي (46)، والذهبي (47)، وابن القيم (48)، وابن ناصر الدين (49)، وابن حجر (50).

وقال النسائي: " هذا أجود حديث عندي في هذا الباب " (51).

وقال الطبري: " هذا خبر عندنا صحيح سنده، لاعلة فيه توهنه، ولا سبب يضعفه؛ لعدالة من بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من نقلته " (52).

وقال العقيلي بعد أن روى حديث مهدي الهجري في النهي عن صوم يوم عرفة بعرفة: " لا يتابع عليه، وقد روي عن النبي عليه السلام بأسانيد جياد أنه لم يصم يوم عرفة، ولا يصح عنه أنه نهى عن صومه، وقد روي عنه أنه قال: " صوم يوم عرفة كفارة سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة " (53)

فهو جزم بعدم صحة النهي عن صوم يوم عرفة مطلقا، وأتبعه بذكر حديث أبي قتادة، الذي يدل على استحباب صيامه، ولم يتعقبه بشيء، فيفهم منه أنه يرى ثبوته.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" صيام يوم عرفة يكفر سنتين، وصيام يوم عاشوراء يكفر سنة " (54).

وقال ابن قيم الجوزية: " صح عنه صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفر سنتين" (55).

والمؤلفات الحديثية والفقهية التي استدل أصحابها بهذا الحديث أكثر من أن تحصر، وسيأتي ذكر بعضها إن شاء الله في مناقشة الوجه الحادي عشر من الأوجه التي ضعف بها المعترض الحديث.

متابعة للحديث:

لهذا الحديث متابعة تزيده قوة، وهي ما رواه أحمد في مسنده (56) قال: حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد عن حرملة بن إياس عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية ".

وهذا سند رجاله أئمة ثقات سوى حرملة بن إياس قال فيه ابن حجر: " مقبول " (57). أي حيث يتابع.

قال الألباني: " إسناده جيد في المتابعات. وفي تسمية راويه عن أبي قتادة اختلاف ذكره الحافظ في ترجمة حرملة هذا من التهذيب، والصواب كما قال أبوبكر بن زياد النيسابوري أنه حرملة المذكور" (58).

ووقع في هذا الإسناد اختلاف.

قال ابن عبد البر: " هذا الحديث اختلف في إسناده اختلافا يطول ذكره " (59).

وقد استعرض الدراقطني وجوه هذا الاختلاف بتوسع، وحكم على بعضها بالاضطراب، وقوى بعض الأوجه على بعض (60). وأما أبو حاتم الرازي فرجح أحد وجهين سئل عنهما (61).

شواهد الحديث:

وللحديث شواهد تزيده قوة، وهي على قسمين:

القسم الأول: شواهد عامة لمعنى الحديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير