تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[18 - 11 - 10, 06:27 ص]ـ

الأخ الفاضل محمد أبو عبده: قد رغبتُ إليك في تأخير نظراتك؛ ريثما أنتهي من استيفاء أدلتي على ما أرومه. لكنك أبيتَ إلا التعرض لنا مرة أخرى بنقاشات أكثرها خارج عن لب الموضوع هنا!

ولا بأس إن نظرنا في نظراتك سريعًا. مع رجاء عدم مقاطعتنا مرة أخرى حتى نفرغ مما نحن بصدده يا رعاك الله.

وأما تدليسك لأسماء الحفاظ فالذي أقصده أنه غير مشهور الاستعمال في عصرنا فلم أسمعه إلا منك

ليس تدليسًا كما تقول يا رعاك الله عند الناقد العارف؟ وربما قد يكون كذلك عند من رضي لنفسه الاعتياد على سماع المعهود من كُنَى المحدثين وألقابهم؟

وقد أخبرناك سابقا: أن جهابذة النقاد كانوا يستخدون هذا الضرب في أسماء المشاهير، فلم يصفهم أحد بتدليس أصلا! فلسنا منفردين بهذا الطراز البتة!

وشيء مؤسف حقا: أن يكون المتصدي الآن لتدريس الحديث ورجاله لا يكاد يعرف الأئمة إلا بالمشهور من أسماءهم وحسب!

فابن تيمية لا يعرفه أحد بغير ابن تيمية؟ وكذا ابن القيم والذهبي وابن حجر وغيرهم، فضلا عن الأعمش والأعرج وأبي الزناد وأبي إسحاق السبيعي والمعيطي وابن المديني وجماعة قبلهم وبعدهم؟

فهذا لا يليق بطلبة الحديث فضلا عمن يشار إليه بـ: (المحدث) في تلك الأوقات؟

وعندي في هذا الصدد: نماذج مؤسفة وقعت لبعض الكبار ممن أفنى أكثر عمره في الحديث من المعاصرين!

أذكر أنني سألت بعض المشاهير عن اسم الأشجعي الذي يروي عن الثوري؟ فلم يعرفه؟ وذلك بمناسبة أن الدارقطني كثيرا في (علله) ما يقول: (رواه الأشجعي عن الثوري ... )؟

واستعمالنا لهذا الأمر في تخاريجنا وكلامنا: إنما هو من باب تنشيط طلبة الحديث على الحفظ والمعرفة بأحوال الرواة وحملة الآثار دون الاعتماد الكلي في تمييز بعضهم على الموسوعات المبرمجة!

وربما يخطئء الكثيرون في تمييز جملة من الرواة في الأنساب والأسماء المتفقة مع اعتمادهم على الموسوعات الحديثية أيضًا!

وهكذا: صارت محامدنا مساويء عند بعض الأفاضل! فالله المستعان.

فقد جالست الشيخ الألباني وبعض الأجِلّة من علماء السعودية كابن باز وغيره من الأئمة رحمهم الله تعالى فلم أسمعهم يقولون بما أحييته من شاذ الاستعمال!

نعم: قد صار هذا الأمر شاذًا لضعف الهمم عن الحفظ والمعرفة اللتين كانتا لا ينفك عنهما كل محدث في غابر الأزمان؟

وهذا من أسباب تدهور علوم الحديث في الأعصار المتأخرة!

مع أن علم الرجال هو نصف العلم، كما يقول علي بن عبد الله الحافظ صاحب البخاري؟ فهل تعرفه؟ (ابتسامة).

ووالله: كلما سمعتُ لقب مُحَدِّث أجهل اسمه! أراني أستحي من نفسي جدًا! لأن لهذا الجهل أثره البالغ عند معالجة الأسانيد وطبقات الرواة والنقَلَة!

ولا تستغربنَّ هذا الأمر يا شيخ محمد! فاسأل من ذاقه مثلي، فإنه يخبرك عن شأنه وشأني؟

وإنما برع الحفاظ الأوائل: باهتماهم بمعرفة أسماء المحدثين وألقابهم وكناهم وطبقاتهم، ولا زال ذلك الاهتمام يتقاصر حتى لم يأت بعد الحافظ الذهبي أحدٌ أعرف منه بطبقات الرواة وأسماءهم وكناهم وألقابهم.

ولا زالتْ الهمم في تدنِّي: حتى رُمِيَ من يسعى لإحياء سنة المحدثين بالشذوذ والتدليس!

ولو أن المخالف ذاق ما ذقناه؛ لكان عرف، ومِنْ أنهار معين تلك المعرفة جعل يحثو ويغترف.

ولو يذوق عاذلي صَبَابتي ... صَبَا معي. لكنه ما ذاقها!

وأنا أعرف أن أبا قتادة نزل الكوفة ودمشق ولكن الذي أقصده إثبات نزوله للبصرة؟ ـ وهذا من الأخطاء الطباعية غير المقصودة!

دعك من تلك الأخطاء الطباعية التي لم أفطن لها في هذا المقام!

وتأمل قول الحسن بن عثمان الحافظ المؤرخ وهو يقول: (شَهِدَ أَبُو قَتَادَةَ مَعَ عَلِيٍّ مَشَاهِدَهُ كُلَّهَا فِي خِلافَتِهِ).

فبالله: كيف يكون أبو قتادة لم ينزل البصرة مع كونها شهدت معارك مشهورة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب في غابر الأزمان؟ فأيُّ دليل أصرح من هذا يا رعاك الله؟

وأما علاقة الإرهاق البدني والعجلة فهما ليسا طريقة السلف في مذاكرة الأحاديث وتفكيك عبارات العلماء ورحم الله أئمتنا. وكان بإمكانك أن لا تشارك وأنت مرهق وعلى عجلة من أمرك!! وتكتب ما تريد وتجمع المادة العلمية المناسبة وتقدمها لنا جاهزة نافعة ماتعة.

دفعني إلى ذلك: أمران:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير