تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn24). والذي كان يساعده في تحرير صحيفة "العروة الوثقى" مع محمد عبده رجلٌ مريب من إيران يدعى ميرزا باقر، كان قد تنَصَّر وصار داعية للنصرانية هناك مع جمعية للمبشرينَ، ثم عاد إلى الإسلام؛ ليشارك في تحرير الجريدة الداعية إلى الجامعة الإسلامية [25] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn25). ومجالس الأفغاني كانت تضم خليطًا من المسلمين والنصارى واليهود. هذا بالإضافة إلى ما أُشِيع من أنه كان ينزل في حارة اليهود، ومن أنه ألَّف جمعية سرية أعضاؤها من شباب اليهود. ولماذا كانت عداوته الشديدة للاستعمار الإنكليزي وحده دون الاستعمار الفرنسي والاستعمار الهولندي؟ فلم ترد في صحيفة "العروة الوثقى" إشارة للاستعمار الفرنسي في الجزائر، كما لم ترد فيها إشارة للاحتلال الهولندي في أندونيسيا، ولم تُشِر الصحيفة إلا إشارة عابرة لاحتلال الهند الصينية. نحن نعرف أن الأفغاني كان ينتسب حين دخل مصر إلى المحفل الماسوني الأسكتلندي، ثم اختلف معه فتحول إلى المحفل الماسوني الفرنسي [26] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn26). فهل كانت عداوته للإنكليز مبنية على هذا الخلاف مع المحفل الماسوني الأسكتلندي، مع ما هو معروف من استغلال الاستعمار للمحافل الماسونية، إلى جانب ما هو معروف من صلتها بالصِّهْيَوْنِيَّة؟!

وبعد، فما هي الأعماق الحقيقية والأغوار البعيدة لدعوة جمال الدين الأسد بادي، التي كان يبدو على سطحها الظاهر دعوة متحمسة إلى إصلاح المجتمع الإسلامي، وجمع شَمْل المسلمين؟

يصف أبو الهدى الصيادي هذا الرجل في خطاب كتبه إلى رشيد رضا سنة 1898 م فيقول: إنه "مارق من الدين، كما مرق السهم من الرمية" [27] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn27).

ويقول تلميذه أديب إسحاق في ترجمته: "إنه أحس بميل للتصوف في بدء حياته، فانقطع حينا بمنزله يطلب الخلوة لكشْفِ الطريقة وإدراك الحقيقة ... ثم خرج من خلوته مستقر الرأي على حكم العقل وأصول الفلسفة القياسية" [28] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn28).

ووصفه سليم العنحوري حين ترجم له في شرح ديوان "سِحْر هاروت"، فقال: "إنه سافر إلى الهند، وهناك أخذ عن علماء البراهمة والإسلام أجل العلوم الشرقية والتاريخ، وتبحر في لغة السانسكريت أم لغات الشرق، وبرز في علم الأديان حتى أفضى به ذلك إلى الإلحاد والقول بقدمية العالم، زاعمًا أن الجراثيم الحيوية المنتشرة في الفضاء هي المكونة بترقٍّ وتحوير طبيعيَّيْنِِ ما نراه من الأجرام التي تشغل الفضاء ويتجاذبها الجو، وأنَّ القول بوجود محرّك أول حكيم (وَهْمٌ)، نشأ من ترقي الإنسان في تنظيم المعبود على حسب ترقيه في المعقولات" [29] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn29).

وقالت صحيفة "المقطم" في نعيه: "إنه كان منارًا للحرية والعرفان في كل مكان احتله ... فَقَدَ الشرق فيه عالمًا يُهْتَدَى بعلمه، وركنا يُعْتَمَد عليه، وداعيًا إلى الحرية يُقْتَدَى به في الدعوة إليها". وختمت الصحيفة النعي بقولها: "فنعزي جميع أنصار الحرية، ومحبي العلوم، والفضائل عن فَقْدِه" [30] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn30).

والحرية والأحرار أو أحرار الفكر هي ترجمة للكلمات الإنجليزية Free Thinkers, Liberals, Liberalism وهي – كما أسلفنا القول في المحاضرة السابقة – كلمات اصطلاحية، يراد بها إطلاقُ الفكر من كل قيد، ومن العقائد الدينية على وجه الخصوص.

ووصف رشيدُ رضا الأفغانيَّ بأنه كان يميل إلى وحدة الوجود، التي يشتبه فيها كلام الصوفية بكلام الباطنية، وقال: إنَّ كلامه في النشوء والترقي يشتبه بكلام داروين [31] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn31).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير