"وكان من مضارِّ الشيخ بالإسلام وعلمائه الناشئين بعده أن حملة الأقلام بمصر، المُنْحرِفينَ عن الثقافة الإسلاميَّة، لما أكبروا الشيخ وآراءه الشاذَّة – التي انْتَقَدْتُها في هذا الكتاب – أَوْجَدُوا له من السُّمْعَة العلميَّة السامية ما لا يزال طَنِينُه في أُذُن الشرق الإسلامي – ولا شكَّ في تأييد القُوَّة الماسونيَّة له – كان ذلك حثًّا للذين يُحِبُّون الشهرة والظهور من شباب العلماء وكُهُولهم، على نَيْل ما أرادوه بواسطة الشذوذ على الرأي، والتَّزَلُّف إلى الكُتَّاب المُتَفرنجينَ، بلِ الانتماء إلى الماسونيَّة". (ج 1 ص: 133 – 134).
ويقول مصطفى صبري في موضع آخر من كتابه [69] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn69):
" فلعل الشيخ محمد عبده وصديقه أو شيخه جمال الدين أرادا أن يَلْعبَا في الإسلام دور لُوثَر وكِلْفن زَعِيمَي البروتستانت في المسيحية، فلمْ يَتَسَنَّ لهما الأمر لتأسيس دين حديث للمُسلمين، وإنما اقتصر سَعْيُهُما على مُساعدة الإلحاد المُقَنَّعِ بالنُّهُوض والتجديد".
ويقول في هامش هذه الصفحة:
"يدلُّ على رُجْحَان إستانبول بعلماء دينها الراسِخِينَ في مبادئهم العلميَّة أمران:
الأول: أنَّ الشيخ جمال الدين الأفغانيَّ لم يستطِع أن يَسْحَرَهُم برسالته التي أَنْجَحَها في مصر، فخرج من بين علمائها من يَشُدُّ أَزْرَه، ويشترك في أمره، ثم يلعبُ دَوْرًا في هَدْمِ الأزْهَر بزحزحته عن نَهْجه القديم القويم، والأمر الثاني: وَبَاء الماسونيَّة لم يجدْ بيئةً صالحة للانتشار بين رجال الدين في الأستانة؛ كما وجدها بين أقطاب الأزهر، وهذا على الرغم من أنَّ مصر كانت في الماضي البعيد مركزًا كبيرًا للعُلوم الإسلامية قبل دُخول الإسلام في إستانْبُول".
وهذا الحديث عن الدور الذي قام به محمد عبده ومدرسته في التقريب بين الإسلام وبين الحضارة الغربية وقيمها، يعود بنا إلى الحديث عن التيَّار الثاني الذي أَشَرْتُ إليه من قبل، والذي كان ساسة الغرب يَرْسُمُون خُطَطَهُ، ويَسْهَرُون على تنفيذها، وهي الخُطَط التي مَرَّ بنا الإشارة إليها في كلام كرومر وبلَنْت، والتي اعتمدتْ جهود الاستعمار فيها على دِراسات علميَّة دقيقة قام بها المُسْتشرقونَ)).
انتهى كلام الدكتور محمد حسين –رحمه الله- ورفع درجته -.
(الإسلام والحضارة الغربية، ص41 – 100).
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref1) راجع تصوير السير ثيودور موريسون لهذه الثورة في كتاب "حاضر العالم الإسلامي" 1: 162.
[2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref2) " الاتجاهات الوطنية": 221:1 – 222 طبعة بيروت.
[3] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref3) Arabic Thought . p. 59
[4] (http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref4) المرجع السابق ص 95
[5] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref5) المرجع نفسه 96.
[6] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref6) ص 60، 61 من المرجع نفسه.
[7] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref7) المرجع السابق ص 100.
[8] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref8) ص 102 من المرجع نفسه.
[9] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref9) المرجع السابق ص 95.
[10] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref10) ص 97 من المرجع السابق.
[11] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref11) ص 245 من المرجع نفسه.
[12] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref12) ص 248، 249، 255، من المرجع السابق.
¥