تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"وأتباع الشيخ محمد عبده في مصر، إن كانوا ممتازين بذكائهم، فهم نفر قليل. ويمكن أن نسميهم جيرونديي الحركة الوطنية المصرية Girondists Of The Egyption National Movement وهم بما يستحدثونه مِن بِدَعٍ يجعلون أنفسهم موضع الريبة، بحيث لا يستطيعون أن يجتذبوا إلى صفوفهم جماعة المحافظين من المسلمين، الذي يتمسكون بالأساليب القديمة في كل شأن من الشؤون، ويصرون على ذلك، كما أنهم – من ناحية أخرى – تفصلهم هُوَّةٌ واسعة عن ذلك النفر من المتفرنجين، الذين لم يبقَ لهم من إسلامهم إلا الأسماءُ. ومِن ذلك نرى أنهم يقفون في منتصف الطريق بين الطرفين المتناقضين، وهم بذلك يتعرضون للنقد والتجريح من الطرفين كليهما، كما هو الشأن في السياسيين الذين يسلكون مسلكًا وسطًا. ولكني أحب أن أضيف إلى ذلك أن المعارضةَ التي تَصدُر عن المحافظين أكثرُ أهميةً إلى مدى بعيد من تلك التي تَصدُر عن المتفرنجين في المجتمع المصري، وهي معارضة لم تَعُدْ تُسمع في الأيام الأخيرة إلا قليلاً".

"والأيام وحدها هي التي ستكشف عما إذا كانت الآراء التي تعتنقها المدرسة التي تزعَّمها الشيخ محمد عبده، سوف تستطيع التسرب إلى المجتمع الإسلامي. وأنا شديد الرجاء في أن تنجح في اكتساب الأنصار تدريجيًّا، فلا ريب أن مستقبل الإصلاح الإسلامي في صورته الصحيحة المبشرة بالآمال، يكمن في هذا الطريق، الذي رسمه الشيخ محمد عبده، وإن أتباعه لَيستحقون أن يُعاوَنوا بكل ما هو مستطاع من عطف الأوربي وتشجيعه".

ويدل كذلك على ضعف نفوذ محمد عبده في الأزهر، وكثرةِ المعارضين له من رجاله، ضيقُه الشديد به، حتى لقد كان إذا ذَكَره لا يَذْكُره – كما يروي رشيد رضا – إلا بقوله: (الإصطبل) و (المارستان) و (المخروب) "تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 495.

[50] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref50) نسبة إلى (جَنْبيه) وهي قرية في إقليم (البحيرة)، الذي ينتمي محمد عبده إلى قرية أخرى فيه. وهو من علماء الأزهر المعروفين بالصلاح والتقوى، وهو والد عبدالعزيز باشا محمد رئيس محكمة النقض ووزير الأوقاف. وكان الشيخ الشِّنْقِيطي متزوجًا أختَه. امتد به العمر إلى أكثر من عشرين عامًا بعد وفاة محمد عبده سنة 1904. وله عدة مؤلفات من بينها "الرزايا العصرية" و"بَلايا بُوزا" وهو الكتاب الذي أنقل عنه ما أسوق من نصوص. وقد كتبه سنة 1926 م بعد أن ألف طه حسين كتابه "في الشعر الجاهلي". وثارت حوله ضجة وصُودِرتْ نُسخُه.

[51] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref51) لَقَّبَه الجنبيهي بالغرابلي؛ لأن أهله من (الغَجَر) الذين يُسمَّوْن في بعض البلاد العربية (النَّوَر) أو (الصَّلَب)، وهم يسكنون خيامًا رثة من (الخيش)، ويمتهنون صناعات صغيرة، منها صناعة الغرابيل، التي تُتخذ سُيورها من جلود الحيوانات الميتة كالحمير.

[52] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref52) يقول ذلك على عادة أهل الصلاح والتقوى في سوء ظنهم بأنفسهم وبأعمالهم.

[53] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref53) يرى المؤلف أن عرابي كان خائنًا، وأنه كان يُمثِّل الجناح الحربي في مدرسة الأفغاني، بينما كان محمد عبده يمثل الجناح الفكري، ويستدل على ذلك بصلتهما المشتركة، وصلة أستاذهما الأفغاني مِن قَبلُ بالمستر بلانت، الذي كان يعمل على تمزيق الدولة الإسلامية. فالمستر بلانت – كما هو معروف – هو الذي تولى الدفاع عن عرابي في محاكمته، وهو الذي أصدر بيانًا باسم الثورة العرابية، نشره في جريدة "التيمز"، يصف فيه الحزب الوطني الذي أعد للثورة بأنه (حزب سياسي لا ديني) ("الاتجاهات الوطنية" 1: 154). أما صلة بلانت بمحمد عبده فهي مشهورة معروفة. وقد صدر كتاب بلانت المشهور "التاريخ السري للاحتلال البريطاني لمصر" بالاشتراك مع محمد عبده. فقد راجع نسختَه العربية التي تم طبعها وظهورها قبل النسخة الإنجليزية ( The Secret History of the British Occupation of Egypt ). أما صلة بلانت بالأفغاني، فهي ثابتة من مجموع الوثائق التي أصدرتها جامعة طهران. وفيها صور لرسائل خطية تبادلها الأفغاني والمستر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير