تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولما توفي الشيخ الأمين تغيرت القنطرة وتغيرت طباع الناس فيها وبدأ الناس يبتعدون عن الأخلاق الإسلامية قال الشيخ رمضان للشيخ عبد اللطيف: لم لا تعود إلى القنطرة وتقوم بواجبك في الدعوة إلى الله وتعليم الناس أمور دينهم كما كان أبوك من قبل ثم أخوك؟ أجاب الشيخ عبد اللطيف: أنت تعلم أنه ليست لي مكانة أخي في حب أهل القنطرة وتقديرهم له.

تنبيه: في المرفقات رسالة من الشيخ عبد اللطيف سلطاني رحمه الله إلى الشيخ رمضان بعد الندوة التي عقدت حول كتاب "حياة كفاح" للأستاذ توفيق المدني يوافق رأيه ويستنكر ما وقع.

ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[30 - 08 - 08, 11:46 م]ـ

ذكريات الشيخ رمضان عن شيخه عبد الحميد بن باديس

التحق الشيخ محمد الصالح رمضان بدروس الشيخ عبد الحميد بن باديس بقسنطينة في شهر رجب 1353 هـ (أكتوبر 1934 م) برغبة منه وكان قد سبقه بسنة عمه الذي هو في مثل سنّه عبد الرحمن رمضان.

فاستقبله الشيخ عبد الحميد بن باديس كما هي عادته في استقبال الطلبة الجدد وسجل اسمه.

قال الشيخ رمضان: "كان الشيخ عبد الحميد بن باديس مُهابا، كل من وقف أمامه هابه سواء عرفه أم لم يعرفه وسواء كانت تلميذا عنده أم لا ".

فدرس شيخنا عليه ثلاث سنوات يقول عنها أنها كانت خيرا وبركة. ثم أتم تعليمه بالمطالعة النافعة وقد أفادته في ذلك مجلة الرسالة للزيات أيما إفادة. وقد بقي محافظا على تلك المجموعة من أعداد مجلة الرسالة إلى ما قبل عشر سنوات تقريبا وأهداها إلى قريب له كان يريد أن ينطلق في تعلم العربية ويسأل عن مراجع في ذلك، قال له الشيخ: "هذه مجلة الرسالة هي التي تعلمت منها فنون العربية فخذها لعلها تنفعك".

وذكر لي شيخنا محمد الصالح رمضان أن ابن باديس كان يعتز بكونه مُعلّما، وقال لهم ذات مرّة حين درّسهم "قطر الندى": "يُعجبني هذا المؤلف لأنه تظهر في كتابته روح المُعلّم".

وكانت دروسه جذابة يشد فيها انتباه الطلبة إليه. وكان يحرص في دروسه على ربطها بالواقع وخاصة منها دروس التفسير والحديث والعقيدة والفقه.

وكانت طريقة الشيخ في الدرس هي طريقة التسبيق. يُحضر الطلبة الموضوع قبل وقت الدرس، فيحفظون المتن ويقرأون الشرح، وإذا كانت هناك أمور لم تتضح يسألون عنها الشيخ، ومن فوائد هذه الطريقة أن الطلبة يكونون مهيئين للاستفادة من الشيخ.

وكان الشيخ ابن باديس ينهاهم عن قراءة الحواشي، ويقول أنها كتبت في عصور الانحطاط ويظهر فيها الجمود.

لكل هذا وغيره، كان كل من درس على الشيخ ابن باديس لا يستطيع أن يدرس على غيره ويرى أن مستوى الشيخ أعلى وأفضل ... وقد كانت الدراسة على الشيخ أربع سنوات، فإذا أتم الطالب دراسته على ابن باديس يذهب إلى جامع الزيتونة ليواصل دراسته. وقد ذهب بعض من تتلمذ على الشيخ إلى الزيتونة ثم لم يلبث أن رجع لأنه رأى المستوى أدنى مما كان عليه الحال عند الشيخ، ومن هؤلاء: محمد الهادي السنوسي صاحب "شعراء الجزائر في العصر الحاضر"، والفضيل الورتلاني، والجيلالي الفارسي.

وللشيخ عبد الحميد بن باديس مساعدين يُكلّف كل واحد منهم بفن من الفنون، وفي زمن تتلمذ الشيخ رمضان كان المساعدون:

- الجيلالي الفارسي

- الفضيل الورتلاني

- بلقاسم الزغداني

- حمزة بوكوشة

- عبد المجيد حيرش

وكان الشيخ رمضان رحمه الله يثني كثيرا على الشيخ الجيلالي الفارسي رحمه الله ويراه من أحسن المعلمين الذين كانوا يساعدون ابن باديس وكان يدرسهم فن الصرف. وحين زرت الشيخ رمضان لآخر مرة قبل يومين من وفاته أثنى لي كثيرا على شيخه الجيلالي الفارسي وقال أن هذا الرجل ينبغي أن يُكرّم ويُكتب عنه ويُشاد بفضائله.

أما الشيخ الفضيل الورتلاني فكان يثني عليه أيضا لكنه كان يعتب عليه خروجه من موضوع الدرس (وكان يدرسهم ألفية ابن مالك) وكلامه الكثير في السياسة. وقد كثر منه هذا الأمر حتى اشتكى به شيخنا مع بعض زملائه إلى الشيخ ابن باديس، فنصحه الشيخ، فغضب والتزم حينا ثم رجع إلى عادته.

يتبع ...

ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[31 - 08 - 08, 01:39 ص]ـ

تنبيهات مهمة:

- أكرّر اعتذاري للإخوان الأفاضل عن عدم ترتيب هذه الذكريات والخواطر، وفي النية إن شاء الله ترتيبها وإخراجها في حلة قشيبة وفاء ببعض حقوق الشيخ عليّ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير